التدريب المهني والتقني في الأردن: قصة دوت أكاديمي مثالا

لطالما كانت الدورات التدريبية وسيلة فعّالة لتطوير المهارات وتعزيز الكفاءات، ولكن ليست كل الأكاديميات متساوية في نهجها وأهدافها. تجربة دوت أكاديمي في الأردن تمثل نموذجًا مميزًا يجمع بين الاحترافية والإنسانية في التدريب المهني والتقني ومثالا يحتذى به للشركات الريادية في الأردن.

البداية مع دوت أكاديمي

بدأت علاقتي مع دوت أكاديمي في عام 2018 بعد عودتي من غربة طالت لمدة 14 عاما ما بين ماليزيا واندونيسيا وبعض دول جنوب شرق اسيا وانقطاع لمدة عام في أمريكا والعودة، وعندما كنت أقدم الدورات التدريبية في مجال الإعلام، من تصميم ومونتاج وموشن وصناعة الأفلام ومجالات الصحافة والإعلام، كانت نظرتي الأولى للأكاديمية مشوبة بالشكوك، معتقدًا أنها مثل العديد من المؤسسات الربحية التي تركز على استغلال رغبة الشباب في تعلم مهارات جديدة لتحقيق الأرباح. ولكن ومع مرور الوقت، بدأت أكتشف عمق رؤية وأهداف مؤسسيها، المهندس بلال زكي والمهندس سعد السمهوري مؤسسي مجموعة دوت.

رؤية نابعة من القلب

ما يميز دوت أكاديمي حقًا هو رؤيتها التي تتجاوز مجرد الربحية. أدركت من خلال تعاملي المباشر مع المهندس بلال زكي والمهندس سعد السمهوري أن نيتهما الصادقة تتمثل في تعزيز قدرات الشباب وتمكينهم من دخول سوق العمل بثقة وكفاءة. هذا الالتزام يتجلى في البرامج التدريبية المتنوعة التي تقدمها الأكاديمية، والتي تشمل فئات متنوعة من المجتمع، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة.

قصص ملهمة

قصة سميرة

إحدى القصص الملهمة هي قصة سميرة (اسم مستعار)، إحدى المتدربات في دوت أكاديمي. سميرة هي أم درست مجالًا بعيدًا عن الإعلام وكانت فاقدة للأمل بعد قصة انفصال كانت غريبة الأطوار شملها عنف أسرى وبعد عن اطفالها وفقدانها الثقة بنفسها. وبالرغم من التحديات التي واجهتها، صممت سميرة على أن تعيد تعريف نفسها من خلال فنها، برسوماتها القيمة وموهبتها في الحياكة. هي أيضًا خطاطة وتملك موهبة عظيمة في الخط العربي.

عندما التحقت سميرة بدوت أكاديمي، وجدت بيئة داعمة ساعدتها على صقل مهاراتها وتطويرها. بدعم من المهندس بلال زكي والمهندس سعد السمهوري، تمكنت سميرة من تجاوز صعوباتها الشخصية والمهنية. اليوم سميرة لديها معرفة عميقة في التسويق الإلكتروني وإدارة المشاريع واكتسبت مهارة التصميم باستخدام برنامج الالستريتور والفوتوشوب ليس هذا وحسب، بل أيضًا مصدر إلهام للكثير من الفتيات اللواتي يواجهن تحديات مشابهة.

اختبار النزاهة والإنسانية

أحد المواقف التي لا تزال عالقة في ذهني هو موقف مع المهندس بلال زكي. كنت قد رفعت تسعيرة دورة صناعة الأفلام لزيادة الطلب عليها وندرتها ليس في الأردن فقط بل في المنطقة، وعندما علم بذلك توقف منزعجًا وقال لي: 'دكتور محمد، احنا هدفنا من الأكاديمية مش ربحي' وأكمل 'خسرني ثلاث سنوات ودرب مئة شاب وساعدهم يتوظفوا عنا'. هذه الجملة أبكتني، جعلتني أفكر فيها مرارًا وتكرارًا، وأصبحت لا أفكر إلا بها مع أني أعلم العبء الذي تتحمله المجموعة من تكاليف بالإضافة إلى راتبي وراتب مديرة مكتبي لتوفير التدريبات التي تركز على التمكين وتعزيز مهارات الشباب لغاية دمجهم في سوق العمل.

دعم مستمر للشباب

إضافة إلى ذلك، تعمل دوت أكاديمي بشكل مستمر على تحسين برامجها لتلائم احتياجات السوق وتطلعات الشباب. يتم تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية متقدمة في مجالات مثل تطوير البرمجيات، الذكاء الاصطناعي، صناعة المحتوى الإبداعي، التصوير، والإخراج والتسويق الرقمي وغيرها من المهارات التي يتطلع اليها سوق العمل، بل المهارات التي تتوجب وجودها عند كل شخص مهما كان تخصصه. هذا التنوع يساعد الشباب على اكتساب مهارات متعددة تفتح أمامهم أبوابًا جديدة للعمل والابتكار.

الالتزام بتقديم الدعم للشباب لا يتوقف عند التدريب فقط، بل يمتد إلى توفير فرص حقيقية للتوظيف والتواصل مع الشركات الرائدة. بفضل شراكاتها الواسعة، تمكنت دوت أكاديمي من تأمين فرص عمل للكثير من خريجيها، مما يعزز من مكانتها كواحدة من الأكاديميات الرائدة في الأردن. ولأنني ازيد من الشعر بيتا، لدى دوت أكاديمي الاَن 10 متدربين تقوم هي بتمويلهم بالكامل لدمجهم لسوق العمل. مولت دوت أكاديمي مديرها التنفيذي بالكامل لتطوير برنامج 'مسارك' وهو برنامج متخصص في تمكين الشباب من إدراك شغفهم وتحقيق حلمهم ودمجهم لسوق العمل بعد ثلاثة اشهر من التدريب على رأس العمل في مجالات الاعلام.

تبرز دوت أكاديمي كنموذج مشرف في مجال التدريب المهني والتقني في الأردن والمنطقة. بفضل رؤية المهندس بلال زكي والمهندس سعد السمهوري، أصبحت الأكاديمية منارة أمل للشباب الأردني، تقدم لهم الدعم والتوجيه لتحقيق أحلامهم. قصص النجاح التي تخرج من دوت أكاديمي ليست مجرد أمثلة فردية، بل هي شهادة على تأثير التدريب النوعي والنية الصادقة في تغيير حياة الأفراد والمجتمع بأسره.

أدعوكم جميعا لزيارة هذه الأكاديمية الرائدة، وتشجيعهم حتى يكونوا مثالا لكل اكاديميات التدريب المهني والتقني، الأردن لديه شباب طموحة ولدية ريادي أعمال يحبون الوطن ويسعون الى انماءه.