ندوة في إربد تبحث استراتيجيات تعزيز الجبهة الداخلية ومخاطر الاحتلال التوسعية

الوقائع الإخباري: - نظمت لجنة العمل الوطني بمجمع النقابات المهنية مساء أمس السبت، ندوة بعنوان 'تعزيز الجبهة الداخلية ومخاطر الاحتلال التوسعية'، بحضور عدد كبير من المفكرين والمهتمين.

وقال رئيس لجنة الإعلام والتوجيه الوطني في مجلس الأعيان محمد داودية خلال الندوة التي أدارتها الدكتورة حنين عبيدات، إن الهوية الوطنية في الأردن تعتبر عامود ارتكاز صلب يضمن تماسك المجتمع واستقراره، خاصة في ظل التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المنطقة.

وأضاف إن للهوية الوطنية أيضا دورا حيويا في تعزيز الأمن والاستقرار، فعندما يشعر الإنسان بالانتماء إلى وطنه، يصبح أكثر جاهزية لمواجهة التحديات المشتركة في أوقات الأزمات، مثل الأزمات الاقتصادية أو النزاعات الإقليمية، وتكون الهوية الوطنية بمثابة صمام أمان يساعد على تجنب الانقسامات ويعزز التضامن الاجتماعي.

وأكد أن الهوية الوطنية تشمل جميع المكونات الاجتماعية والسياسية والدينية الغنية بالتاريخ والقيم والتراث والتقاليد والامتداد، ما يمنح البلاد طابعا فريدا يعزز قيم التسامح والتعاون، حيث يمكن ذلك الأردنيين من جعل التنوع قوة وليس مصدر خلاف، وهي بمثابة حصن منيع ضد التفرقة والنزاعات، ما يساهم في توفير بيئة آمنة ومستقرة.

وبين أن الأراضي الفلسطينية المحتلة تشهد منذ سنوات طويلة تصاعدا في السياسات الاحتلالية الإسرائيلية التوسعية، ما يهدد استقرار المنطقة ويزيد من حدة التوتر، حيث تسعى حكومة الكيان الإسرائيلي إلى توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، ما يؤثر سلبا على الاستقرار ويزيد من تفاقم الصراع ويقوض جهود السلام، إضافة إلى أن هذه السياسات التوسعية تعتبر تحديا لجهود السلام، كما ويصعب تحقيق أي توافقات سياسية في ظل استمرار الاستيطان.

وأكد العين داودية، أن الدور الأردني الهاشمي في الدفاع عن فلسطين المحتلة لم يكن في يوم من الأيام مجرد موقف عابر، بل هو امتداد لتاريخ طويل من العطاء والتضحية، ما يعكس التزام الأردن وجلالة الملك عبدالله الثاني العميق بالقضية الفلسطينية وإيجاد حل عادل وشامل لها، حيث سخر جلالته الدبلوماسية الأردنية في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها على الساحة الدولية.

ولفت إلى أن جلالة الملك يؤكد دائما أن تحقيق حل الدولتين والعدالة والسلام واحترام حقوق الشعب الفلسطيني هو المفتاح لحل القضية الفلسطينية.

بدورها، عرضت الدكتورة عبيدات التحديات التي تواجه الأردن والمنطقة في ظل الأوضاع الراهنة، وسبل تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة المخاطر الناجمة عن السياسات التوسعية الإسرائيلية، مبينة مواقف جلالة الملك المشرفة والشجاعة في الدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتأكيد الثوابت الأردنية التي جسدتها حكمة جلالته وحنكته السياسية والدبلوماسية، التي بينت للمجتمع الدولي الحق الفلسطيني وعدالة قضيته.

وناقشت تأثير هذه السياسات على الأمن القومي الأردني والفلسطيني، مؤكدة أن الاحتلال يسعى بشكل متزايد لتقويض الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال الاستيطان وتغيير المعالم الجغرافية.

وفي ختام الجلسة، دار حوار موسع بين المتحدثين والحضور،أكد فيه المشاركون أن القضية الفلسطينية ستظل عصب الأمة وقلبه النابض، وأن الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه المخلص سيبقى مدافعا عن القدس والمقدسات، وضرورة احترام القانون الدولي وإرادة الشعوب في الحياة الكريمة وتقرير المصير ورفض الظلم والعدوان.