مفاجأة طبية.. تطعيم الحزام الناري يحمي القلب والدماغ

زاد الاردن الاخباري -

كشفت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون من جامعة 'كيونغ هي' الكورية الجنوبية عن فوائد صحية غير متوقعة للقاح الحزام الناري 'الهربس النطاقي'.

تبين أن التطعيم بلقاح الحزام الناري قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب الخطيرة مثل النوبات القلبية، والجلطات الدماغية، وفشل القلب بنسبة تصل إلى 26%.

اعتمدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة 'أمراض القلب الأوروبية'، على تحليل بيانات ما يقرب من 1.3 مليون شخص في كوريا الجنوبية بمتوسط عمر 61 عاما، نصفهم حصلوا على اللقاح، والنصف الآخر لم يتلقوه. وأظهرت النتائج أن التأثير الوقائي للقاح قد يستمر لمدة تصل إلى ثماني سنوات، رغم أنه يكون في ذروته خلال السنوات الثلاث الأولى بعد التطعيم.

وأوضح الفريق البحثي أن الحماية كانت أكثر وضوحا بين الرجال، والأشخاص الذين تلقوا اللقاح قبل سن الستين، وكذلك لدى من يعانون من أنماط حياة غير صحية تجعلهم عرضة لمشاكل القلب.

وبحسب الباحث الرئيسي، البروفيسور دونغ كي يون، فإن السبب المحتمل وراء هذه الحماية يعود إلى أن عدوى الهربس النطاقي يمكن أن تؤدي إلى التهابات وتلف في الأوعية الدموية وتكوّن جلطات، وهي عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. وأضاف: 'اللقاح لا يمنع العدوى فحسب، بل قد يساهم أيضا في تقليل الالتهابات والمضاعفات الوعائية المرتبطة بها.'

ويُذكر أن الهربس النطاقي هو مرض فيروسي مؤلم يصيب الجلد والأعصاب، ويحدث نتيجة إعادة تنشيط فيروس الجدري المائي (الحماق) الكامن في الجسم، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة خاصة لدى كبار السن أو الأشخاص ضعيفي المناعة.

وفي الوقت الذي تستبدل فيه العديد من الدول النسخة التقليدية الحية من اللقاح بنسخة أحدث تعتمد على أجزاء غير حية من الفيروس، أوضح البروفيسور يون أن فريقه يخطط لدراسة إضافية لمعرفة ما إذا كانت النسخة الجديدة توفر الحماية نفسها.

وفي المملكة المتحدة، يُقدَّم لقاح الهربس النطاقي مجانًا للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و79 عاما، وكذلك للأفراد فوق سن الخمسين من أصحاب المناعة الضعيفة. ومع ذلك، تظهر الإحصاءات الرسمية أن واحدا فقط من كل ستة من المؤهلين لتلقي اللقاح في إنجلترا قد حصلوا على الجرعة الأولى حتى يناير الماضي.

ويأمل الباحثون أن تسهم هذه النتائج في تشجيع الإقبال على التطعيم، خاصة أن الهربس النطاقي قد يؤدي في بعض الحالات النادرة إلى مضاعفات مميتة مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الدماغ، ويُقدر أن المرض يتسبب في وفاة واحد من كل ألف مصاب فوق سن السبعين.