اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
السوسنة - عُقدت ندوة بعنوان 'الأدب الأردني في ربع قرن' ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب، الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين ويختتم السبت المقبل، تناولت خلالها نخبة من الأكاديميين والباحثين أبرز التحولات التي شهدتها الساحة الأدبية الأردنية خلال الخمسة والعشرين عامًا الماضية.
وشارك في الندوة كل من الدكتورة منتهى الحراحشة، والدكتور عماد الضمور، والدكتور حسن المجالي، وأدارها الدكتور أحمد راشد. وتميزت هذه الفترة ببروز عدد كبير من الأدباء الأردنيين، وحصولهم على جوائز محلية وعربية ودولية، إلى جانب غزارة الإنتاج الأدبي وتنوعه.
وقدمت الدكتورة الحراحشة، أستاذة الدراسات العليا في جامعة آل البيت، مداخلة بعنوان 'الرواية الأردنية في الربع القرن الأخير: الرؤية والامتداد'، أكدت فيها أن الرواية الأردنية لم تكن وليدة صدفة، بل جاءت نتيجة تجربة طويلة وميراث زمني ممتد، مشيرة إلى أن تطورها ارتبط بنضج الوعي بالممارسة الجادة لفعل الكتابة. وتناولت موقع الرواية الأردنية من الرواية العربية، ومظاهر التجريب فيها، مؤكدة أنها استوعبت القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية والقومية، وأن المكان الأردني حاضر بوضوح في النصوص الروائية، مما يمنحها قيمة خاصة.
وأعلنت من منبر الندوة أن الروائي جلال برجس هو 'أبو الواقعية الاجتماعية الأردنية'، مستشهدة بروايته 'أفاعي النار' الفائزة بجائزة كتارا عام 2015، والتي تناولت قضايا القرية والمدينة والمجتمع العماني، ودافعت عن مقولات إنسانية تتمثل في الحب وقبول الآخر.
من جهته، تناول الدكتور الضمور، أستاذ النقد والأدب الحديث في جامعة البلقاء، الشعر الأردني في الألفية الجديدة، موضحًا أنه واجه تحديات مشابهة لما واجهه الشعر العربي، أبرزها توغل قصيدة النثر، وتأثير الفضاء الرقمي، وتحديات الثورة الصناعية الرابعة. وأشار إلى أن المد السردي، خاصة الرواية، جاء على حساب الشعر، مما أدى إلى تراجع جمهور الشعر، لافتًا إلى أن المطبوعات الروائية تفوق بكثير ما يُنشر من دواوين شعرية.
وأكد أن الشعر الأردني في هذه المرحلة تميز بتوظيف الأسطورة، مع بقاء فلسطين قضية مركزية في معظم الدواوين، مما يدل على استمرار البوصلة القومية، معربًا عن تفاؤله بعودة الشعر إلى الصدارة، ومؤكدًا أن الشاعر هو فيلسوف وحكيم.
أما الدكتور المجالي، أستاذ الأدب العربي الحديث والنقد في جامعة البلقاء، فتحدث عن الرواية والقصة القصيرة في الأردن، مشيرًا إلى أن الأردن لا يملك إلا القوة الناعمة المتمثلة في الثقافة والخطاب الإبداعي. ولفت إلى تحولات لافتة في الأدب الأردني، شملت تنوع الموضوعات، وظهور الكتابة الرمزية والواقعية الجديدة، واستدعاء الموروث التاريخي والأسطوري، وذكر أسماء بارزة مثل جمال ناجي وسميحة خريس وهزاع البراري.
ونبه إلى ظاهرة خطيرة تتمثل في استسهال الكتابة من قبل بعض الأسماء، مما أدى إلى كم هائل من المطبوعات التي قد لا تستحق حتى تكلفة طباعتها، مؤكدًا أن الحكم على الجودة يُترك للزمن، لأن البقاء دائمًا للأعمق والأجود.
وفيما يخص القصة القصيرة، أشار إلى تميزها بالتكثيف وظهور القصة الومضة، كما في أعمال محمود الريماوي، والتركيز على التفاصيل اليومية كما في كتابات بسمة نسور، ومعالجة قضايا الواقع الاجتماعي.
واختتم الدكتور المجالي بالدعوة إلى الاحتفاء بالأدباء والكتّاب الأردنيين، مشيرًا إلى أن 'مزمار الحي لا يطرب دائمًا'. وفي ختام الندوة، قدم الدكتور أحمد راشد الشكر للمحاضرين والحضور، وكرّم رئيس اللجنة الثقافية لمعرض عمان الدولي للكتاب، جعفر العقيلي، المشاركين بدرع المعرض.