اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
اللعنة والرماد: مجازر إسرائيل تحفر قبورها بنفسها #عاجل
كتب حلمي الأسمر -
حين يتحوّل الفشل العسكري إلى لعنة تاريخية على إسرائيل
رغم الفشل الذريع لآلة الحرب الإسرائيلية في تحقيق 'نصرها المستحيل” على المقاومة في غزة، تواصل دولة الاحتلال ارتكاب المجازر بدم بارد، وكأنها تريد أن تغطي عجزها العسكري بدماء الأبرياء، وأن تحوّل الهزيمة إلى مشهد انتقامي جماعي ضد المدنيين.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: إلى أين تصل كل هذه الجرائم؟
وما الذي ترجوه إسرائيل من دمارٍ صار فضيحتها الكبرى أمام العالم؟
1️⃣ الفشل العسكري يتحوّل إلى مأزق وجودي
كل قنبلة تسقط على غزة اليوم لا تحسم معركة، بل تؤكد عجز جيش الاحتلال.
فمنذ عام كامل لم تستطع إسرائيل القضاء على المقاومة، ولا حتى كسر إرادة الناس.
لقد استنفدت قوتها دون أن تظفر بشيء سوى كراهية الكوكب، وانكشاف زيف 'الجيش الذي لا يُقهر”.
إنها تغرق في فخّ النصر المستحيل: تحارب ظلاً لا يُرى، وجيشًا من المؤمنين لا يُهزم بالحديد والنار.
2️⃣ انكشاف أخلاقي وسياسي غير مسبوق
تآكلت شرعية إسرائيل أمام الرأي العام العالمي، وتحوّلت صور الأطفال المذبوحين إلى وثائق اتهام حيّة تلاحقها في المحاكم والجامعات والبرلمانات.
حتى بعض حلفائها باتوا يتهامسون: 'كيف ندافع عن دولةٍ ترتكب هذا الجنون؟!”
لقد بدأت الشرعية الأخلاقية تتآكل كما تتآكل جدران الغرف المهدّمة في غزة.
وسيتحوّل هذا التآكل قريبًا إلى عزلة سياسية وقانونية، مهما حاول الإعلام الغربي ترقيع المشهد.
3️⃣ مقاومة تتكاثر بالدماء لا بالسلاح
وهنا جوهر الحقيقة:
إسرائيل لا تدرك أنها كلما قتلت أمًا أو أبًا أو أخًا، فهي تُخرّج مقاتلًا جديدًا.
وأنّ كل طفل نجا من مجزرة، سيحمل في ذاكرته جمرًا لا يبرد، واسمًا لا يُنسى، وحقًا لا يسقط بالتقادم.
المقاومة في غزة وعدت، وستفي بوعدها:
سينضم إلى صفوفها عشرات بل مئات الآلاف من أولئك الذين قتلت إسرائيل أمهاتهم وأبناءهم، أو أبادت أسرهم كاملة.
سيكونون وقودًا لمعركة لا تعرف اليأس، ونارًا لا تنطفئ إلا بزوال الاحتلال.
فمن يقتل العائلة الفلسطينية الواحدة، يخلق ألف مقاومٍ من رمادها.
4️⃣ من الحرب إلى اللعنة
إسرائيل اليوم لا تخوض حربًا عسكرية فحسب، بل تخوض حربًا ضد المستقبل.
إنها تصنع بيديها لعنتها التاريخية، وتزرع في كل بيتٍ فلسطيني سببًا جديدًا لمقاتلتها.
وكلما اعتقدت أنها 'تردع” المقاومة، كانت في الحقيقة تغرس جذور مقاومةٍ أعمق.
لن تنطفئ نار غزة، ولن يهدأ غضب الملايين الذين رأوا مدينتهم تُباد أمامهم.
فحتى لو بقي طفل فلسطيني واحد من التسعة عشر مليون فلسطيني في العالم،
فلن يضع السلاح،
ولن ينسى،
ولن يسامح.
الخاتمة
تُريد إسرائيل أن تنتصر بالقوة على روحٍ لا تُقهر،
لكنها نسيت أن النصر ليس في عدد الدبابات، بل في إرادة الحياة التي لا تنكسر.
إنها تقاتل كيانًا حيًّا اسمه فلسطين،
كيانًا كلما أُصيب،
قام من جديد.







 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 










































 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 