تحذير طبي: سرطان الرئة يهدد غير المدخنين

السوسنة - حذّر أطباء وخبراء في مجال الأورام من تزايد خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى غير المدخنين، مؤكدين أن ما يصل إلى 20% من الحالات تصيب أشخاصًا لم يدخنوا مطلقًا أو دخنوا أقل من 100 سيجارة طوال حياتهم، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية الأميركية (CDC).

ورغم ارتباط المرض بشكل شائع بالتدخين، إلا أن أطباء مثل الدكتور محمد أبازيد، رئيس قسم علاج الأورام بالإشعاع في جامعة نورث وسترن، شددوا على أن النسبة المتزايدة من حالات سرطان الرئة لدى غير المدخنين، خاصة بين النساء والآسيويين، تُعزى إلى عوامل أخرى، منها تلوث الهواء، التدخين السلبي، والتعرض لمواد خطرة مثل الرادون والأسبستوس.

وأوضح أبازيد أن الحملة الناجحة لمكافحة التدخين في الولايات المتحدة ساهمت في انخفاض المعدل العام للإصابة، لكن نسبة غير المدخنين بين المرضى في تزايد، مدفوعة أيضًا بتطور وسائل التصوير والكشف المبكر.

من جهتها، أشارت الدكتورة لورين نيكولا، اختصاصية الأشعة، إلى أن نمط الحياة، وسوء التغذية، وقلة النشاط البدني، كلها عوامل قد تزيد خطر الإصابة، إضافة إلى العامل الوراثي الذي يمثل نحو 8% من الحالات، بحسب الدراسات.

وعلى الرغم من هذه المعطيات، لا توصي فرقة العمل الأميركية للخدمات الوقائية (USPSTF) بإجراء فحوصات روتينية لغير المدخنين، بسبب المخاوف من الإفراط في التشخيص والنتائج الإيجابية الكاذبة، لكنها أوصت بفحص سنوي بالتصوير المقطعي المحوسب منخفض الجرعة للبالغين من 50 إلى 80 عامًا ممن لديهم تاريخ تدخين ثقيل.

ودعا الخبراء إلى تحسين الوعي حول هذا النوع من السرطان لدى غير المدخنين، مؤكدين أن الوقاية تبدأ بتحسين جودة الهواء، وتجنب الملوثات، واتباع نمط حياة صحي، مع ضرورة تعزيز البحث لفهم البيولوجيا المختلفة لأورام الرئة في هذه الفئة من المرضى.