اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
#سواليف
كشف #المهندس_الفلسطيني #أحمد_شحرور، الموظف السابق في شركة #أمازون، وجود وثائق داخلية في الشركة تُظهر تعاونها مع مؤسسات عسكرية إسرائيلية في الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، مؤكدا أن ما كُشف أخيرا “دليل مباشر لا يمكن إنكاره” على #تورط# الشركة في #دعم #عمليات_الاحتلال الإسرائيلي.
وقال شحرور، في مقابلة خاصة مع الجزيرة مباشر، إن التسريب الجديد الذي نُشر الجمعة الماضية تضمَّن #رسائل_إلكترونية ومراسلات مالية داخلية بين #موظفين في أمازون وجهات إسرائيلية رسمية وشركات أسلحة حكومية، تُظهر بوضوح “تعاونا ممنهجا” في مجالات عسكرية حساسة، تشمل دعم الاحتلال الإسرائيلي بوحداته الاستخبارية والتكنولوجية.
وكان شحرور (29 عاما) قد فُصل من عمله في شركة أمازون الشهر الجاري بدعوى “انتهاكه سياسات الشركة”، بعد تصريحات وُصفت بأنها “تهديد أو ترهيب أو تدخُّل” في شؤون قيادات عليا وزملاء داخل الشركة، وفق ما نقلته وكالة بلومبيرغ عن بريد إلكتروني داخلي.
وسبق أن شارك شحرور في تحركات احتجاجية مماثلة داخل شركة “مايكروسوفت”، وكان من بين مجموعة من الموظفين الحاليين والسابقين الذين اقتحموا مكتب رئيس الشركة براد سميث في أغسطس/آب الماضي، احتجاجا على عقود الشركة مع مؤسسات إسرائيلية.
دعم مباشر للعمليات العسكرية الإسرائيلية
وكان موقع “ذي إنترسبت” الأمريكي قد كشف، في تحقيق نُشر في 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أن شركة أمازون قدَّمت خدمات حوسبة سحابية وأدوات ذكاء اصطناعي متقدمة إلى الجيش الإسرائيلي، وشركات تصنيع الأسلحة، والبرنامج النووي، وعمليات الاحتلال في الضفة الغربية، وهو ما عُدَّ دعما مباشرا للعمليات العسكرية ضد الفلسطينيين.
وكشف التقرير أن مسؤولين بارزين في الشركة، بينهم المدير التنفيذي آندي جاسي ورئيس قسم الخدمات السحابية مات غارمان، استفادوا من هذه الشراكات عبر بيع نماذج ذكاء اصطناعي مثل “تيتان-جي1″ و”كلود” بأسعار مخفضة للمؤسسات العسكرية الإسرائيلية، إضافة إلى تزويدها بتقنيات للتعرف على الوجوه وتحليل المشاعر تُستخدم في التخطيط للهجمات ومراقبة المدنيين الفلسطينيين.
“شريك رسمي في الإبادة”
وأوضح شحرور أن شركة أمازون تتعاون مع عدد من شركات السلاح الإسرائيلية، ومن أبرزها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية “آي إيه آي” وشركة “رافائيل” للأنظمة الدفاعية المتقدمة.
وأضاف شحرور “لدينا الآن أدلة تؤكد أن أمازون تقدّم إلى هاتين الشركتين خدمات في مجال الحوسبة والذكاء الاصطناعي التوليدي، وتمنحهما في الوقت نفسه خصما بنسبة 35% على خدماتها، وهو ما يعني أنها لا تجني أرباحا فقط، بل تربح بشكل ضخم يجعلها تقدّم خصومات لجيش الاحتلال”.
وأشار إلى أن التسريب الذي نشره موقع “ذي إنترسبت” لم يذكر مصدر الوثائق، لكنه تضمَّن مراسلات داخلية تُظهر تفاصيل التعاون بين موظفين في أمازون وعملاء حكوميين إسرائيليين.
ومضى شحرور قائلا “من المؤكد أنه تسريب حقيقي، حتى لو لم تُعلن هوية من سرَّب هذه المستندات”.
وتابع “لقد كشفت لنا هذه التسريبات ما كنا نعرفه بالفعل عن تورط أمازون في الإبادة الجماعية في غزة، المختلف أنه أصبح الآن لدينا دليل” .
خدمات لوحدة التجسس الإلكتروني
وبيَّن شحرور أن الأدلة الجديدة تُظهر تورط أمازون في تقديم خدماتها إلى الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي، وهي وحدة متخصصة في التجسس الإلكتروني، ووحدة 9900 المسؤولة عن الاستخبارات الجغرافية الفضائية.
وأوضح شحرور أن “الوحدة 9900 تُشغّل أقمارا صناعية تجسسية تُستخدم لتخطيط الغارات الجوية، ولدينا أدلة على أن أمازون تقدّم خدمات إلى هذه الوحدة”.
وأضاف أن الشركة تُزوّد أيضا مركز الأبحاث النووية الإسرائيلي في سوريك بخدمات تقنية متقدمة، مؤكدا أن هذا التعاون يشمل دعما في تطوير الصواريخ وتنفيذ التجارب النووية في البحر المتوسط.
وريث مايكروسوفت
أوضح شحرور أن ما كشفته الوثائق يشير إلى أن أمازون تحل تدريجيا محل مايكروسوفت في العقود العسكرية الإسرائيلية، بعد أن أنهت الأخيرة تعاونها مع وحدة 8200 نتيجة ضغوط حملة داخلية حملت شعار “لا لـ’أزور’ من أجل الفصل العنصري”، وهي حركة احتجاج نظمها موظفون داخل الشركة احتجاجا على تقديم خدمات التخزين السحابي لمايكروسوفت، المعروفة باسم “آزرو”، إلى الجيش الإسرائيلي.
وأوضح أن “مايكروسوفت أوقفت خدماتها للوحدة 8200 بعد حملة ضغط كبيرة، لكن البيانات التي كانت تُخزَّن على خوادمها نُقلت إلى أمازون. لقد ورثت أمازون الدور نفسه، بل زادت عليه”.
“انتفاضة عمال أمازون”
بعد فصله من الشركة في سبتمبر/أيلول 2025، أسَّس أحمد شحرور حركة “انتفاضة عمال أمازون”، وهي مجموعة من الموظفين السابقين والحاليين الذين يطالبون الشركة بقطع علاقتها مع إسرائيل ووقف مشروع نيمبوس الذي باعته إلى الاحتلال.
وأوضح أن الحركة استلهمت فكرتها من التجربة التي عاشها في حملة “لا لـ’أزور’ من أجل الفصل العنصري” داخل مايكروسوفت، التي شارك فيها واعتُقل بسببها مرتين.
وقال “أرسلت رسالة إلى المدير التنفيذي لأمازون آندي جاسي، والمدير التنفيذي لقسم الخدمات السحابية مات جارمان، وأخبرتهما: إما أن توقفا التعاون مع إسرائيل وإمدادها بتقنيات تستخدمها في غزة أو أننا سننظم مقاومة داخل الشركة. فتم إيقافي عن العمل خمسة أسابيع ثم فصلي نهائيا بتهمة سوء التقدير”.
وأضاف “لكنني أعتقد أن أفضل تقدير في زمن الإبادة هو أن تتكلم. هم أرادوا إسكاتي، لكنني قررت أن أقاوم”.
“الصهيونية بأعلى المراتب في أمازون”
وتحدَّث شحرور عن تجربته داخل أمازون بوصفها “كاشفة للتمييز والازدواجية” في التعامل مع القضية الفلسطينية.
وقال “كان لدينا على منصة ‘سلاك’ مجموعة للعرب ومجموعة لليهود. في مجموعة اليهود كانوا يصفون الفلسطينيين بأنهم ‘حيوانات بشرية’ ولم تُحذَف تعليقاتهم، في حين كان أي موظف عربي يتلقى إنذارا تأديبيا فوريا إذا كتب منشورا عن غزة”.
وأضاف “رأيت رسالة من المدير التنفيذي للشركة يتحدث فيها عن تعاطفه مع الرهائن الإسرائيليين بينما آلاف المدنيين في غزة يُقتلون، دون كلمة واحدة عنهم. كانت تلك اللحظة التي فهمت فيها معنى العنصرية المؤسسية بوضوح”.
وأشار إلى أن الشركة لم تتخذ أي إجراء ضد الموظفين الذين كتبوا تعليقات عنصرية، في حين “عاقبت كل من عبَّر عن تعاطفه مع الفلسطينيين”.
وذكر شحرور أن “هناك نفوذا صهيونيا واضحا في إدارة أمازون، بما في ذلك داخل قسم الموارد البشرية، ويصل إلى أعلى القيادات في الشركة، لذلك من المستحيل أن يُعاقَب أحد من المجموعة اليهودية مهما كتب، بينما يُفصل العربي أو المسلم لمجرد تداول خبر”.
ووصف أحمد شحرور رحلته داخل أمازون التي بدأت قبل خمس سنوات بأنها “حلم تحوَّل إلى كابوس”.
وتابع “لا أريد أن أعيش حلم العامل في التكنولوجيا الذي يلهث وراء المال والمكانة على دماء الفلسطينيين. لن أعمل أبدا في أي شركة متورطة في الإبادة، سواء كانت أمازون أو مايكروسوفت أو غيرها”.
وأضاف “نحن نعمل الآن على خطوات تهدف إلى إجبار أمازون على قطع علاقاتها مع إسرائيل”.












































