اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
أبو نوار: مبادرة 'بلير' لا تبشر بخير.. وما يجري اليوم حرب استنزاف معقدة وبطيئة #عاجل
مالك عبيدات - قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار إن العالم كله يدين حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي حولت القطاع إلى جحيم، وأجبرت نصف سكان مدينة غزة على النزوح نحو الجنوب، مشددا على أن ما يجري اليوم هو حرب استنزاف معقدة، بطيئة ومميتة، فاقدة لأي عقيدة قتالية في مواجهة حرب العصابات، حيث أصبحت غزة 'رماداً وليست مدناً”.
وأضاف أبو نوار لـ الاردن24 أن إسرائيل تؤمن دائماً بأنها بحاجة إلى الحرب لتحقيق أهدافها السياسية، مستخدمة القوة المميتة بدلاً من الدبلوماسية أو الشرعية الدولية، مبيّنا أن الإسرائيليين ينظرون إلى الحرب على أنها حرب وجودية لتحقيق دولتهم الدينية القومية اليهودية، في ظل عقيدة 'شعب الله المختار”، وهو ما وصفه بـ”الغطرسة والعنصرية الدموية” التي باتت عاراً على الإنسانية.
وبشأن الحلول المطروحة، لفت أبو نوار إلى أن الوصاية الدولية على غزة ستفقد الشرعية لدى سكان القطاع الذين كانوا يأملون بحلول عربية، مثل مبادرة القاهرة وإدارتها عبر تكنوقراط فلسطينيين. لكنه كشف عن طرح يقوده رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، عبر خطة لتشكيل 'السلطة الانتقالية الدولية في غزة” (جيتا) لمدة خمس سنوات، بتفويض من الأمم المتحدة وتمويل خليجي، لإعادة الإعمار وإنشاء هيكل حكم جديد يؤدي إلى دولة فلسطينية ديمقراطية.
وأوضح ابو نوار أن معهد بلير للتغير العالمي شارك في صياغة الخطة، وأن بلير سيكون له سيطرة قانونية وسياسية كاملة على غزة، إلا أنه حذّر من التفاؤل، مذكّراً بـ”إرث بلير الفاشل في غزة من خلال اللجنة الرباعية”، فضلاً عن التشابه مع سلطة التحالف المؤقتة في العراق التي اتسمت بسوء الإدارة الأجنبية.
وأشار أبو نوار إلى أن مصر وقطر وأمريكا نجحوا في الماضي بوساطات لتهدئة مقابل تهدئة، بينما بلير يريد تصحيح أخطاء الماضي، لكن نجاحه يبقى محل شك، خصوصاً في ظل رفض ائتلاف نتنياهو لأي مبادرة تمس الرواية التوراتية لإسرائيل.
وبيّن اللواء ابو نوار أن الخطة تفترض نشر قوات من دول عربية وصديقة، إضافة إلى عدد كبير من المتعاقدين والمرتزقة الغربيين المتعاونين مع إسرائيل لحفظ الأمن في المناطق الإنسانية، وهو ما سيعرقل قيام دولة فلسطينية مستقبلية في حال الانسحاب الإسرائيلي من غزة نحو الغلاف.
وحول موقف حماس، أوضح أبو نوار أنها تشترط الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، مشيراً إلى أن مدى قبول إسرائيل بتسوية شاملة سيحدد إمكانية نجاح أي مبادرة، فحماس قد تقبل بشروط تتعلق بإعادة الرهائن مقابل وقف إطلاق النار، في حين قد يصوّر نتنياهو الصفقة كانتصار لإسرائيل.
وختم أبو نوار بالقول إن الوصول إلى تسوية شاملة يبدو صعباً، وأن توازن القوى هو الضمان الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار، مؤكداً أن مبادرة بلير 'لا تبشر بخير”.