اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
بدران: لا مقترحات رسمية وصلت الحركة بشأن المبادرات الأميركية
أعلن عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حسام بدران، الأحد، أن قيادة الحركة لم تتلق أي مقترح رسمي من الوسطاء فيما يخص المبادرات أو الأفكار التي تُطرح أخيرا، بما في ذلك ما يتداول على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال بدران في تصريحات صحفية، إن 'كل ما يقال حتى الآن نسمعه في وسائل الإعلام، لكن رسميا لم يصل الحركة أي مقترح'.
وأضاف أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الجانب الأميركي بالتنسيق مع الاحتلال حول مبادرات وأفكار متعددة، والتي عادة ما تأخذ وقتا حتى يتم بلورتها قبل تقديمها للحركة عبر الوسطاء.
وأكد بدران أن الحركة لا تستطيع تقديم أجوبة متكاملة ورسمية حول ما ينشر في وسائل الإعلام، لكنها ملتزمة بمحددات وثوابت واضحة في موضوع التفاوض.
وأشار إلى أن 'لا توجد مطالب خاصة لحركة حماس، لا بقيادتها ولا بأي أمر يخصها'.
وأوضح القيادي في الحركة، أن المفاوضات تجري من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني، خصوصا أهالي قطاع غزة الذين 'يتعرضون لإبادة يومية أمام وسائل الإعلام'.
وشدد بدران أن المطالب الفلسطينية التي ترفعها الحركة 'وطنية وتتم دائما بالتنسيق والتشاور التام مع مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية'، مؤكدا أن هدف الحركة الأساسي هو وقف الحرب منذ أيامها الأولى وستبقى على هذا الهدف.
وبحسب بدران، فإن انسحاب الاحتلال من قطاع غزة أمر متفق عليه وطنيا ومحل إجماع فصائلي وشعبي.
وتابع أن حق الشعب الفلسطيني والطبيعي والذي تكفله كل القوانين والأنظمة الدولية في تقرير مصيره، هو مطلب فلسطيني منذ أن كانت القضية الفلسطينية، ومنذ أن كان هذا الاحتلال، ومنذ أن كانت الثورة الفلسطينية عبر عقود طويلة، هذا مطلب يتلاءم مع القوانين الدولية.
وأردف بدران: 'نحن من أكثر الشعوب حضارة وخبرة ووعيا سياسيا، ولا يقبل من أحد أن يعاملنا كأننا شعب قاصر يحتاج إلى وصاية من أي طرف، خاصة بعد هذا الصمود الأسطوري لشعبنا، وهذا الثبات على المواقف والتمسك بالأرض'.
وأعاد القيادي في 'حماس' تأكيد أن إدارة الشأن الفلسطيني في غزة أو الضفة شأن فلسطيني داخلي، 'يجب أن يحوز على توافق فلسطيني داخلي، مع الترحيب بأي جهود تدعم بهذا الاتجاه، وليس من حق أي طرف لا إقليمي ولا دولي أن يملي على الشعب الفلسطيني كيف يدير شؤونه، وكيف يختار قيادته، وكيف يقود هذه المرحلة الحساسة في تاريخ الشعب الفلسطيني'.
وقال بدران: 'التفاوض كما هو معلوم مضى عليه شهور طويلة، وهناك محددات فلسطينية تتمثل في ضرورة وقف الحرب بشكل واضح وتام لا يقبل التأويل، وضرورة انسحاب الاحتلال من قطاع غزة؛ وهذه مسألة ليست محل للنقاش، وربما التفاصيل يتم الحديث فيها، لكن المبدأ لا يمكن التنازل عنه، وحق شعبنا في إدارة شؤونه الداخلية، والإغاثة العاجلة، وحقه في إعادة الإعمار'.
وأوضح: 'نحن منفتحون على كل المقترحات وكل الأفكار التي يمكن أن تأتي من أي طرف؛ لكن دون التنازل عن الثوابت الوطنية التي تحظى بإجماع لدى القوى والفصائل ولدى الرأي العام الفلسطيني'.
وبيّن أن ما يقال حول الموضوع المتعلق بالمقاومة والسلاح، 'إن حقنا كفلسطينيين في مقاومة الاحتلال حق مشروع يتلاءم تماما مع القوانين والشرائع الدولية والقانون الدولي، ومن حقنا أن نمارس المقاومة بكل أشكالها في الدفاع عن أنفسنا'.
وأضاف: 'هذه المقاومة في حالة دفاع عن النفس وعن الشعب الفلسطيني، وموضوع السلاح ليس موضوعا خاصا بحركة حماس، وعندما يتحدث الاحتلال ومؤيدوه عن موضوع السلاح في قطاع غزة، قد يظن البعض أننا نتحدث عن أسلحة ثقيلة وأسلحة نوعية، نحن نتحدث عن أسلحة فردية يملكها مقاومون في الميدان يواجهوا بها هذا الاحتلال بترسانته العسكرية الهائلة والإجرامية التي يمتلكها'.
وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه تلقى 'ردا جيدا للغاية' من 'إسرائيل' وعدد من القادة العرب بشأن مقترح 'خطة السلام في غزة'، مؤكدا أن المفاوضات بشأنها 'في مراحلها النهائية'.
وأوضح ترامب، في مقابلة هاتفية مع وكالة /رويترز/، أن 'الجميع يريد إبرام الاتفاق'، معربا عن أمله في التوصل إلى تفاهم خلال اجتماعه المرتقب مع رئيس الوزراء 'الإسرائيلي' بنيامين نتنياهو غدا الاثنين.
وبيّن أن المقترح 'لا يهدف فقط إلى غزة، بل إلى التوصل إلى سلام أوسع في الشرق الأوسط'.
وفي تصريح آخر لموقع /أكسيوس/، أكد ترامب أن الاتفاق قد يفتح الطريق أمام سلام شامل في المنطقة، مضيفا: 'الجميع اجتمع من أجل التوصل إلى اتفاق، لكن علينا أن ننجزه بالفعل'.
وشدد الرئيس الأميركي على أن خطته تتجاوز مجرد إنهاء الحرب في غزة، وتهدف إلى 'تقديم دفعة أوسع من أجل السلام في الشرق الأوسط'، قائلا: 'إذا أنجزنا هذا، سيكون يوما عظيما لإسرائيل وللشرق الأوسط. ستكون هذه هي الفرصة الأولى لسلام حقيقي في الشرق الأوسط. لكن علينا أن ننجزه أولا'.
وقبل ذلك، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وجود 'توافق كبير” بين قادة الدول العربية والإسلامية بشأن المقترح الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
وأضاف الملك أن الخطة 'شهدت توافقا بنسبة كبيرة”، مشيرا إلى وجود 'تقارب كبير مع القادة العرب والمسلمين وتطابق في وجهات النظر مع الدول الصديقة حول التطورات في المنطقة، وخاصة القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة”.
وجاءت هذه التصريحات، بعد أيام من انعقاد قمة متعددة الأطراف في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بدعوة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شارك فيها عدد من قادة الدول العربية والإسلامية، بينهم أمير قطر والرئيس التركي وملك الأردن.
وتركزت القمة على بحث سبل إنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ نحو عامين، حيث عرض ترامب خطة من 21 بندا تشمل وقف إطلاق النار، وإعادة المحتجزين، وضمان دخول المساعدات، ووضع ترتيبات لإعادة إعمار القطاع.
وتواصل قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول غربية، شن حرب مدمرة في غزة، أسفرت حتى اليوم عن استشهاد وإصابة نحو 234 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.