اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٨ حزيران ٢٠٢٥
دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران للاستسلام غير المشروط عبر منصته 'تروث سوشيال'، وبعد ساعات من هذا التصريح، كشفت تقارير استخباراتية عن خطة إيران الكبرى لمواجهة أي تدخل أمريكي محتمل إلى جانب إسرائيل، مما ينذر بحرب إقليمية شاملة، واهتمت الصحف العالمية بتفاصيل الخطة الإيرانية، وردود الفعل السياسية والعسكرية في طهران، ومحركات الموقف الأمريكي، والمخاطر الإقليمية والدولية.
خطة إيران الكبرى: استراتيجية متعددة الجبهات
بعد ساعات من دعوة ترامب للاستسلام، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على تقارير استخباراتية أن إيران أعدت خطة شاملة لمواجهة الولايات المتحدة إذا انخرطت في الحرب الإسرائيلية.
وتشمل الخطة استهداف قواعد أمريكية في العراق، وقطر، والبحرين بصواريخ باليستية مثل 'خرمشهر' و'سجيل'، إلى جانب زرع ألغام بحرية في مضيق هرمز لتعطيل الملاحة البحرية.
كما تخطط إيران لإعادة تنشيط هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وتفعيل ميليشيات موالية في العراق وسوريا لضرب أهداف أمريكية.
وأشار خبراء عسكريون إلى أن إيران حركت منصات إطلاق صواريخ باليستية إلى مواقع الإطلاق بالفعل، مما يعزز جاهزيتها للرد.
ورجح عدد من الخبراء أن إيران ستتجنب المواجهة المباشرة مع أمريكا ما لم تُجبر عليها، لكن خطتها تعتمد على 'توسيع دائرة الصراع' لإرباك التحالف الإسرائيلي-الأمريكي.
هذه الاستراتيجية، التي تهدف إلى خلق جبهات متعددة، تعكس تصميم إيران على ردع التدخل الأمريكي بعد دعوة ترامب، مما يزيد من مخاطر التصعيد.
رد إيران: تصعيد عسكري محدود وتهديدات استراتيجية
ردت إيران على الهجمات الإسرائيلية، التي بدأت في 13 يونيو 2025، بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل تحت اسم العملية 'الوعد الصادق 3'.
وفقًا لـ سكاي نيوز، استهدفت هذه الهجمات مواقع عسكرية إسرائيلية، لكن معظمها تم اعتراضه.
في الوقت ذاته، حذر المرشد الأعلى علي خامنئي، في تصريحات نقلتها وكالة أسوشيتد برس، من أن انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل سيؤدي إلى 'أضرار لا يمكن إصلاحها'، مشيرًا إلى استعداد إيران لضرب قواعد أمريكية.
وترى الخبيرة الأمريكية أنيل شيلاين، من معهد كوينسي، أن إيران قد تلجأ إلى استهداف القواعد الأمريكية إذا شعرت بتهديد مباشر، خاصة بعد تهديدات ترامب.
كما أشار آدم وينشتاين، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد كوينسي، إلى أن هجمات إيران المحتملة قد تشمل ميليشيات موالية لها، مما يزيد من تعقيد الصراع.
هذا الرد المزدوج، الذي يتبنى تصعيدًا محدودًا وتهديدات مفتوحة، يظهر بعد ساعات من دعوة ترامب للاستسلام، مؤكدًا أن خطة إيران الكبرى جاهزة للتفعيل إذا اقتضت الحاجة.
الموقف الأمريكي: دعم إسرائيل مع تردد في التدخل المباشر
تتبنى إدارة ترامب موقفًا داعمًا لإسرائيل، لكنها تتردد في الانخراط المباشر في الحرب. إذ أبدى ترامب إعجابه بالهجمات الإسرائيلية، واصفًا إياها بـ'الممتازة'، لكنه اكتفى بالدعم اللوجستي، مثل إرسال 300 صاروخ 'هيلفاير' إلى إسرائيل.
أما دعوته لإخلاء طهران، التي أثارت جدلًا واسعًا، فُسرت كضغط نفسي على القيادة الإيرانية، وناقش اجتماع ترامب مع مجلس الأمن القومي لمدة 90 دقيقة، كما ذكرت رويترز، خيارات تشمل ضربات على مواقع نووية إيرانية مثل فوردو، التي تتطلب قنابل أمريكية خارقة للتحصينات.
ولفت الكاتب الأمريكي روس دوثات إلى أن ترامب يؤمن بقدرته على تحقيق انتصارات عسكرية محدودة دون تغيير النظام في إيران، لكنه حذر من أن أي حرب قد تتحول إلى 'كارثة' مشابهة لحرب العراق.
بعد ساعات من دعوة ترامب للاستسلام، يبرز الكشف عن خطة إيران الكبرى كتحدٍ لسياسته، مما يضعه أمام خيارين: التدخل العسكري أو الدبلوماسية.
المخاطر الإقليمية والدولية: شبح الحرب الشاملة
وينذر الكشف عن خطة إيران الكبرى بتداعيات إقليمية كارثية. وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، فقد يؤدي تعطيل مضيق هرمز إلى ارتفاع أسعار النفط، مما يفاقم الأزمات الاقتصادية العالمية ويعزز موقف روسيا.
كما حذرت تقارير أمريكية من أن هجمات الحوثيين واستهداف القواعد الأمريكية قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة، خاصة مع وجود 40 ألف جندي أمريكي في الشرق الأوسط.
ووصف فريق من الخبراء نهج ترامب بـ'غير المبرر'، محذرين من أن سياسة فرض الإرادة بالقوة قد تعجز واشنطن عن إدارتها.
في المقابل، فأن إيران قد تتجنب الحرب الكبرى، لكن خطتها تشير إلى استعدادها للرد بقوة إذا تدخلت أمريكا. وهذه المخاطر، التي تفاقمت بعد دعوة ترامب، تستدعي تحركات دبلوماسية عاجلة لمنع التصعيد.
الدبلوماسية كمخرج وحيد
وتظهر خطة إيران الكبرى كمؤشر على تصميم طهران على مواجهة أي تدخل أمريكي. ومع ذلك، تشير تصريحات خبراء مثل أنيل شيلاين إلى أن الدبلوماسية لا تزال خيارًا ممكنًا. ويبدو أن ترامب نفسه أشار إلى إمكانية التفاوض، قائلًا إن إيران 'مهتمة بالعودة إلى طاولة المفاوضات'، كما نقلت صحيفة ميامي هيرالد.
تجدر الإشارة إلى أن ثمة جهود للوساطة، مثل تلك التي اقترحتها روسيا عبر اتصال بوتين بترامب، كما ذكرت إذاعة راديو إكسبرس إف إم، قد تمهد الطريق لخفض التوترات. كما دعت قطر والسعودية، وفقًا لصحيفة أراب ويكلي، إلى حوار إقليمي لاحتواء الأزمة.
وبدون مسار دبلوماسي، قد تتحقق خطة إيران الكبرى، مما يؤدي إلى حرب شاملة تهدد استقرار المنطقة والعالم.
على حافة الهاوية
يعكس الكشف عن خطة إيران الكبرى الوضع المتفجر في الشرق الأوسط، ويبدو أن إيران، بترسانتها الصاروخية وحلفائها، تستعد لردع أي تدخل أمريكي، بينما تواصل إسرائيل ضرباتها بدعم أمريكي غير مباشر.
وثمة خبراء مثل دوثات وشيلاين يحذرون من عواقب الحرب، داعين إلى الدبلوماسية كبديل. مع تصاعد التوترات، يتطلب تجنب الكارثة تعاونًا دوليًا عاجلًا لإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وإلا فإن المنطقة قد تنزلق إلى صراع مدمر.