اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٤
بدأت منذ قليل فعاليات الجلسة الأولى، فعاليات الدورة الثالثة لملتقي موقع صدى ذاكرة القصة المصرية تحت عنوان 'توظيف التراث الشعبي في قصص خيري عبد الجواد' بحضور الناقد شوقي عبد الحميد، والكاتب الصحفي والروائي سعد القرش، وادارها الناقد والروائي سيد الوكيل.
جاءت الورقة البحثية الأولى في ملتقي صدي ذاكرة القصة، للكاتب والناقد شوقي عبد الحميد تحت عنوان 'الحارة في القصة القصيرة عند خيري عبد الجواد ': والذي أشار فيها الى بداياته لافتا إلي: عرف بانصهاره في التراث، والحارة الشعبية. حيث كان تربية فترة الصبا فى حارة 'على أبو حمد' التى انتقل إليها صغيرا، فى حى بولاق الدكرور، كبير الأثر، فقد أراد أن يصنع منها ت اريخا، وهو الذى قال عنها (الحارة والناس) فى روايته التى لم يمهله القدر لإتمامها {هؤلاء البشر كانوا نسيا منسيا قبل ظهورى المباغت واقتناصى لحظات حياتهم الهاربة، فإذا بهم يصبحون أبطالا يحيون فى الكتب}.
وتابع عبدالحميد:حتى أن مجموعته الصادرة بعد رحيله سُميت باسم الحارة 'حارة على أبو حمد'، كما كانت كل مجموعاته، مستخرجة من باطن الحارة، ناسها، وأحوالها، فكانت هى منبع إلهامه متمثلا فى استلهاماته الدينية والشعبية (الشفاهى منها والمدون) خاصة الموشحات، التى استقاها من والدته، عاشقة الحكايات. فكانت تجلس إليه لتقص عليه الحكايات، حتى قبل أن يعىى ما يسمع، وحتى قصت عليه قصتها– التى كانت بحق جديرة بالكتابة– وطلبت منه أن يكتبها– حين يكبر- وهو ما حاوله فى مشروع روايته التى لم تتم باسم 'أمينة مرشد''.
واستكمل عبد الحميد حديثة 'كما كان لوالده – أيضا – كبير الأثر فى هذه التنشئة، حيث ضاع حلم الأب فى أن يصبح (صييتا) يحمل الربابة ويدور فى الأسواق يردد حكايات سيف بن ذى يزن والظاهر بيبرس وعنترة، فاستبدل بجمهور الأسواق والقرى، أبناءه الذين راح يجمعهم فى المساء ويغنى عليهم المواويل وحكاياته المستمدة من الثقافة الشعبية الشفاهية.
واستكمل عبد الحميد حديثة قائلا كما كان ناس تلك الحارة، هم أبطال أعماله، حتى أنه استدعى الاسم الحقيقى لبعضهم مثل قصة 'عفريت سيد عبس' التى وردت فى مجموعته 'قرن غزال' الصادرة فى العام 2001. ولذلك قال عنهم، في مشروع روايته التي لم يمهله القدر لإتمامها { هؤلاء البشر كانوا نسيا منسيا قبل ظهورى المباغت واقتناصى لحظات من حياتهم الهاربة فاذا بهم يصبحون أبطالا يحيون فى بطون الكتب}. فكانت قصصه لا تحمل المتعة والتنويم، وإنما المتعة والإيقاظ، فى محاولته الكشف عن ما يعيشونه من وهم وخيال.
ففى مجموعته الأولى 'حكايات الديب رماح' الصادرة فى العام 1987، والتى أصر فيها على ذكر 'الحكايات' لأن بأعماله الكثير عن تلك (الحكايات) التى تستحق أن تُكتب، بعد أن حولها من مجرد حكايات إلى قصص وروايات، مهديا إياها إلى أمه رفيقة دربه وبداياته ليحكى لها عن زماننا. وهو ما يكشف أيضا –ومنذ البداية- أن يكتب عن زمننا، وما نعيشه، ولم تره أمه، وكأنها لم تزل تعيش زماننا.
يذكر أن ملتقى ذاكرة القصة المصرية يعقد سنويا، ينظمه موقع صدى ذاكرة القصة المصرية، برئاسة الروائي سيد الوكيل ومدير تحريره الكاتبة مرفت يس.