اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٦ تموز ٢٠٢٥
حالة تضارب حول مصير مفاوضات هدنة غزة؛ فبينما قررت إسرائيل وحليفتها أمريكا الانسحاب من مفاوضات الهدنة التي تعقد في العاصمة القطرية الدوحة، وقول ترامب إن “حماس” لا تريد الهدنة، تقول الحركة الفلسطينية إنها في دهشة من أمرها بسبب تصريحات ترامب.
مصر وقطر أصدرتا بيانًا توضيحيًا، وقالت إنهما مستمران في جهود الوساطة لوقف الحرب على غزة، وإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع، وضمان حماية المدنيين وتبادل المحتجزين والأسرى.
وأشارت الدولتان إلى إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع، وتؤكدان أنه تم تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى بعد أمرًا طبيعيًا في سياق هذه المفاوضات المعقدة.
ودعت الدولتان إلى عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام في محاولات للنيل من الجهود الجارية لإنجاح مسار المفاوضات، وتشددا على أن هذه التسريبات لا تعكس الواقع وتصدر عن جهات غير مطلعة على سير المفاوضات.
كما دعت الدولتان وسائل الإعلام الدولية إلى التحلي بالمسؤولية وأخلاقيات مهنة الصحافة، وتسليط الضوء على معاناة المدنيين في القطاع من مأساة غير مسبوقة، لا أن تلعب دورًا في تقويض الجهود التي تسعى لإنهاء الحرب في القطاع.
كما أكدت الدولتان بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية على التزامهم باستكمال الجهود وصولًا إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في القطاع.
قضيتان محوريتان
مسؤول في حركة حماس، كشف عن وجود قضيتين تحولان دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، القضية الأولى هي صفقة الأسرى، والثانية هي الجدول الزمني وصيغة انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
أضاف أن حماس قدمت مقترحين مفصلين بشأن هذه القضايا للوسطاء، قبل أن تقرر إسرائيل إعادة فريق التفاوض الذي شارك في محادثات الدوحة خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى المشاورات.
وأعربت إسرائيل والولايات المتحدة عن غضبهما من رد حماس، واتهمتاها بمحاولة إفشال المحادثات.
في الوقت نفسه، قدّم رجل الأعمال الأمريكي الفلسطيني بشارة بحبح، الوسيط بين حماس والولايات المتحدة، صورةً مختلفة.
ففي مقابلة مع قناة العربية، قال أن المفاوضات لم تنهار تمامًا، بل عُلِّقت مؤقتًا، ومن المتوقع استئنافها الأسبوع المقبل. ودعا بحبح حماس إلى إبداء المرونة وتقديم مقترح جديد أكثر منطقية.
أكد أن التوصل إلى اتفاق لا يزال ممكنًا، إذ لا تزال حماس منفتحة على المفاوضات. مضيفا أن الخلافات الرئيسية تتركز الآن على التفاصيل الفنية لخرائط الانتشار الإسرائيلي في قطاع غزة، وأن الفجوات لا تتجاوز عشرات الأمتار، وليست خلافات جوهرية.
وفقًا للمسؤول الكبير في حماس، يتناول الاقتراح الأول صفقة الأسرى ويحدد نسبة تبادل مرتفعة للغاية. وينص الاقتراح على أن تُطلق إسرائيل سراح 2200 أسير فلسطيني مقابل 10 رهائن إسرائيليين أحياء.
ويحدد الاقتراح أن من بين الأسرى المُفرج عنهم، سيكون 200 اسير مؤبد، و2000 من سكان قطاع غزة، على أن تختار حماس هويات المفرج عنهم.
فيما يتعلق بالجثث، ينص الاقتراح على نسبة تبادل مختلفة. فمقابل كل جثة اسير إسرائيلي، ستسلم إسرائيل لحماس عشر جثث فلسطينية، وتطلق سراح 50 أسيرًا من غزة اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر.
كما ستطلق إسرائيل سراح نساء وأطفال فلسطينيين دون سن الثامنة عشرة، على أن تحدد حماس هوياتهم.
وفقًا للتقرير، يُركز اقتراح حماس الثاني على تفاصيل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع. ووفقًا للاقتراح، سينسحب الجيش الإسرائيلي مسافة 1000 متر من المناطق غير المأهولة شمال شرق غزة، و800 متر من المناطق المأهولة. أما في رفح، فسيتم الانسحاب على مراحل حسب المنطقة، ما بين 700 و1200 متر، حسب الموقع في المدينة.
أما القضية الأكثر حساسية في الاقتراح فهي مستقبل محور فيلادلفيا، وهو القطاع الخاضع للسيطرة الإسرائيلية على الحدود المصرية. ينص الاقتراح على انسحاب تدريجي بمقدار 50 مترًا كل أسبوع، بحيث ينسحب الجيش الإسرائيلي بالكامل من المحور بأكمله بحلول اليوم الخمسين.
نفي حماس
من جانبها، قللت مصادر من حركة “حماس” من أهمية تصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، مؤكدة عدم انهيار المفاوضات وأنها ستستمر، لافتة إلى أن ويتكوف يتبنى رؤية إسرائيل رغم أنه ينقل خلف الكواليس خطابًا مختلفًا.
وقالت الحركة إنها لم تُبلغ من قبل الوسطاء بوجود أي إشكال بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مستغربة تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي حمّلها مسؤولية انهيار المباحثات الأخيرة في قطر.
وقال القيادي في حماس طاهر النونو في تصريح صحفي إن الحركة لم تُبلغ بوجود أي إشكال بشأن أي ملف خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. أضاف النونو أن قطر ومصر تبذلان جهودا كبيرة وبيانهما بشأن الوساطة إيجابي، متابعا أن التصريحات الإسرائيلية السلبية محاولة 'للهروب من نتائج المفاوضات'، حسبما نقلت 'الأسوشيتد برس'.
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان الجمعة حماس بعرقلة التوصل إلى صفقة لإعادة المخطوفين وذلك بعد يوم واحد من عودة الوفد الإسرائيلي المفاوض من قطر.
وأفاد نتنياهو بحسب ما نشرت الإذاعة الإسرائيلية العامة بأن إسرائيل بالتعاون مع الأميركيين تدرس الآن 'خيارات بديلة' لإعادتهم إلى البلاد و'إنهاء حكم الإرهاب في غزة وضمان سلام مستدام لإسرائيل والمنطقة' على حدّ تعبيره.
وجاءت تصريحات نتنياهو منسجمة مع تصريحات الرئيس ترامب لاحقا الذي حمّل حماس مسؤولية تعثر المفاوضات، ووجه تهديدا صريحا قال فيه: 'أعتقد أننا سنبدأ بمطاردتهم.. حماس لا تريد صفقة.. ربما يريدون الموت.. لقد حان وقت إنهاء المهمة'.