اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٦ تموز ٢٠٢٥
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا زُعم أنه يُظهر اقتحام شابين لمقر جهاز أمن الدولة في منطقة المعصرة بحلوان، واحتجازهما لضباط داخل المركز، بدعوى الاحتجاج على استمرار إغلاق معبر رفح.
الفيديو أثار موجة واسعة من التفاعل والجدل، قبل أن تنفي وزارة الداخلية صحة الواقعة بشكل قاطع.
وفي أعقاب نشر المقطع، بثّت قناة على منصة 'تليجرام' تحمل اسم 'طوفان الأمة' بيانًا صوتيًا تبنّت فيه ما وصفته بـ'العملية'.
وقال أحد المتحدثين في التسجيل إنهم لا ينتمون إلى أي تنظيم أو جهة، مؤكدًا أن هدفهم كان 'محاولة لتثوير الشعب ومفاوضة النظام لوقف حرب الإبادة في غزة'، على حد تعبيره.
كما نشرت القناة ما قالت إنها وثائق مسرّبة من قسم شرطة المعصرة، تتضمن أسماء موقوفين بتهم تتعلق بالانتماء إلى جماعة الإخوان الإرهابية والمشاركة في تظاهرات، بحسب زعمها.
الداخلية ترد: الفيديو مفبرك والمزاعم كاذبة
وزارة الداخلية المصرية نفت بشكل رسمي ما تم تداوله، مؤكدة أن الفيديو مفبرك، وأن الوثائق المتداولة لا علاقة لها بالواقع.
وجاء في بيان صادر عن الوزارة عبر صفحتها الرسمية على 'فيسبوك': 'مقطع الفيديو الذي تم تداوله عبر عدد من الأبواق الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بشأن احتجاز ضابط بأحد أقسام الشرطة بالقاهرة مفبرك'.
وأضاف البيان: 'الوثائق المتداولة لا تمت بصلة للواقع، وقد تم ضبط القائمين على إعدادها وترويجها، ويجري اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم'، مشددًا على أن ما جرى يأتي ضمن محاولات الجماعة 'لتزييف الحقائق وبث الشائعات للنيل من حالة الاستقرار التي تنعم بها البلاد'.
مصطفى بكري: لعبة مفبركة وساذجة
الكاتب الصحفي مصطفى بكري اعتبر الرواية بأكملها 'مفبركة من الألف إلى الياء'، وطرح عبر صفحته الرسمية على منصة 'إكس' مجموعة من الأسئلة المشككة في صحة الفيديو، من بينها:
كيف دخل الشابان إلى مكتب الأمن الوطني مرورًا ببوابات القسم وصعودًا للدور الرابع؟
لماذا لم تقع مواجهة أو إطلاق نار مع رجال الجهاز المسلحين؟
من قام بتصوير الفيديو رغم منع دخول الهواتف لمقار الأمن الوطني؟
لماذا بدا المكتب خاليًا من الكراسي؟ وأين ملابس الشابين؟
لماذا أكد الذكاء الاصطناعي أن الفيديو مفبرك؟
وأين ذهب الشابان بعد العملية المزعومة؟
وأضاف بكري: 'للأسف، نحن أمام لعبة أطفال أغبياء، حاولوا خداع الرأي العام باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، لكن الحقيقة لم تلبث أن انكشفت بفضل يقظة أجهزة الأمن'.
باحث: محاولة لتحفيز الخلايا النائمة واستنساخ مشاهد 2011
من جانبه، قال الباحث المتخصص في شؤون الإسلام السياسي، عمرو فاروق، إن الفيديو يمثل 'محاولة فاشلة لاستغلال القضية الفلسطينية في إثارة الفوضى الداخلية، وتحفيز الخلايا الكامنة على مهاجمة مؤسسات الدولة'.
وكتب فاروق عبر صفحته على 'فيسبوك': 'ما جرى هو تمثيلية مفبركة تهدف إلى التحريض على اقتحام مقار الأمن الوطني وأقسام الشرطة، مع اختبار ردود فعل الدولة قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة'.
وأضاف أن جماعة الإخوان تحاول توظيف رمزية غزة لصناعة انقسام داخلي وتشويه الدور المصري في الوساطة الإقليمية، ضمن تكتيك إعلامي يعيد استحضار مشاهد ما قبل يناير 2011.
رسائل متكررة
وتأتي هذه الواقعة في سياق حملة متزايدة من الشائعات والمقاطع المفبركة التي تستهدف النيل من الثقة بالمؤسسات الأمنية في مصر، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة.