اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
رغم أن البراكين البحرية غالبا ما تبقى بعيدة عن الأنظار، إلا أن تحذيرات متزايدة من احتمال ثوران بعضها قريباً أثارت قلق الأوساط العلمية، وسط دعوات لتعزيز المراقبة والاستعداد لآثار قد لا تقل خطورة عن البراكين البرية.
ويأتي في مقدمة هذه التحذيرات ما يتعلق ببركان 'أكسيال سيمونت'، الذي يقع على بعد نحو 480 كيلومتراً قبالة سواحل ولاية أوريجون الأمريكية، حيث رصد العلماء ارتفاعاً غير معتاد في درجات الحرارة ومؤشرات جيولوجية تنذر باحتمال ثورانه خلال العام المقبل.
كما دفعت سلسلة الزلازل الأخيرة في جزيرة سانتوريني اليونانية العلماء إلى إعادة فحص الفوهة البركانية القديمة للجزيرة، إلى جانب بركان 'كولومبو' القريب، وسط توقعات بأن ثورانهما قد لا يكون وشيكاً، لكنه حتمي على المدى الطويل.
البراكين البحرية ليست أقل خطورة من نظيراتها على اليابسة، إذ يمكن أن تتسبب في زلازل وأمواج تسونامي مدمرة.
وقد أظهر التاريخ القريب ما يمكن أن تفعله، مثل ثوران بركان 'هونغا-تونغا هونغا-ها أباي' في عام 2022، والذي أدى إلى موجات تسونامي وصلت إلى سواحل اليابان وأستراليا وحتى الأمريكيتين، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وتدمير البنية التحتية في مملكة تونغا.
وتقع البراكين البحرية عادة في أماكن تلتقي أو تتباعد فيها الصفائح التكتونية، ما يسمح باندفاع الماغما من باطن الأرض.
ويُعتقد أن ثلثي براكين العالم تقع تحت سطح البحر، وهي منتشرة في المحيطات والبحار الكبرى، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط.
ورغم الخطر المحتمل، لا تخضع معظم البراكين البحرية للمراقبة الدقيقة، نظراً لصعوبة الوصول إليها وتكلفة التقنيات المطلوبة.
للبراكين البحرية دور مهم في تشكيل الجزر فجزر هاواي وأيسلندا وسانتوريني كلها نشأت نتيجة نشاط بركاني تحت الماء.
وفي عام 2023، أدى ثوران بركاني قرب جزيرة 'إيووتو' اليابانية إلى تشكل جزيرة جديدة، لكن هذه الجزر الناشئة قد لا تدوم طويلاً، إذ تتعرض أحياناً للتآكل وتختفي تحت الأمواج.
البراكين البحرية لا تقتصر أهميتها على مخاطرها، بل تعد مراكز حيوية للتنوع البيولوجي في أعماق المحيط.
رغم أن معظم ثورانات البراكين البحرية تمر دون أن يشعر بها أحد، تؤكد يوه أن الخطر لا يقتصر على الانفجار فقط، فقد تؤدي انهيارات جزئية للجبال البركانية تحت الماء إلى موجات تسونامي مفاجئة.