اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تمكن فريق من الخبراء الفرنسيين من اكتشاف سفينة أثرية غارقة تعود إلى القرن السادس عشر، أي منذ حوالي 500 عام، في أعماق البحر المتوسط.
جاء الاكتشاف في منطقة سان تروباز، على عمق يزيد عن 2.5 كيلومتر، بواسطة طائرة مسيرة تابعة للبحرية الفرنسية خلال مهمة روتينية، ويُعتقد أن السفينة محفوظة بشكل استثنائي لم يسبق له مثيل في تاريخ الاكتشافات البحرية.
وأكدت صحيفة لاراثون الإسبانية أن السفينة كانت على الأرجح تعمل في التجارة والدفاع خلال عصر النهضة، ما يجعلها قطعة تاريخية ثمينة تكشف الكثير عن الحياة الاقتصادية والعسكرية في تلك الحقبة.
كيف تم التعرف على السفينة؟
أثناء مسح روتيني في قاع البحر، رصد جهاز سونار تابع للبحرية الفرنسية شكلًا غريبًا، وعند تحليل الصور بدقة، تأكد الخبراء أنه هيكل خشبي يعود لسفينة قديمة من عصر النهضةK وقد حافظت الظروف البيئية على السفينة بشكل شبه كامل رغم مرور خمسة قرون، ما جعلها بمثابة كبسولة زمنية حية.
سفينة محفوظة في أعماق البحر
أطلق العلماء على السفينة اسم كامارات 4، ويبلغ طولها نحو 30 مترًا وعرضها 7 أمتارK ويُعزى حفظها الاستثنائي إلى عمقها البالغ 2،567 مترًا تحت سطح البحر، حيث درجات الحرارة المنخفضة والتيارات البحرية الضعيفة ساعدت على حماية كل تفاصيلها تقريبًا كما لو كانت حديثة الغرق.
تجارة القرن السادس عشر
داخل السفينة، عُثر على أكثر من 200 جرة خزفية مزخرفة، أطباق، أدوات دينية، أدوات منزلية، ومدافع، وأطنان من قضبان الحديد المغلفة بالألياف النباتيةK وتشير هذه البضائع إلى أن السفينة كانت تمثل مزيجًا بين النشاط التجاري والدفاعي، وهو نموذج شائع في سفن عصر النهضة، ويكشف عن شبكة تجارية واسعة بين موانئ البحر الأبيض المتوسط.
تحديات لعلم الآثار البحرية
يُعتبر عمق الحطام وصعوبة الوصول إليه حماية طبيعية ضد التلوث البيئي والحركة البحرية الحديثة، ما وفر فرصة نادرة لدراسة التجارة وصناعة عصر النهضة، وقد استخدم العلماء مركبات روبوتية وأجهزة مسح ثلاثية الأبعاد لتوثيق الموقع بدقة فائقة، مما يجعل هذا الاكتشاف نقطة تحول في طرق استكشاف أعماق البحار.
علم الآثار الفرنسي
تعد كامارات 4 أعمق سفينة تم اكتشافها في المياه الفرنسية، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم تاريخ البحر الأبيض المتوسط في العصور القديمة، ورغم أن الرقم القياسي العالمي ما يزال مسجلًا للسفينة الأمريكية USS Samuel B. Roberts في بحر الفلبين، إلا أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة هامة للآثار البحرية في فرنسا.


































