اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
في خطوة أمريكية قد تعيد تشكيل الحسابات الإقليمية، وفي تطور مفاجئ يعكس تحولات جذرية في تناول الإدارة الأمريكية لملف الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، كشفت مجلة 'تايم' أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس بجدية طرح اسم القيادي الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، مانديلا فلسطين، كمرشح محتمل لتولي منصب قيادي في قطاع غزة، ضمن خطة أمريكية لإعادة هيكلة الحكم في القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
هذه الخطوة أثارت ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية الإسرائيلية والفلسطينية والدولية، ووصفتها 'تايم' بأنها 'اختبار حقيقي لجدية واشنطن في إعادة تشكيل مستقبل غزة'.
فدوى البرغوثي تناشد ترامب: 'شريك حقيقي ينتظرك'
ووفقًا لمجلة 'تايم'، وجهت فدوى البرغوثي، زوجة مروان، رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي قالت فيها: 'سيدي الرئيس، شريك حقيقي ينتظرك شخص يمكنه أن يساعد في تحقيق الحلم المشترك بسلام عادل ودائم في المنطقة'. وأضافت: 'من أجل حرية الشعب الفلسطيني وسلام الأجيال القادمة، ساعد في إطلاق سراح مروان البرغوثي'. هذه المناشدة جاءت بعد أن صرّح ترامب في مقابلة مع المجلة بأنه 'يواجه هذا السؤال للمرة الأولى'، مضيفًا: 'سأتخذ قرارًا قريبًا'.
البرغوثي: من زنزانة إلى مركز القرار
مروان البرغوثي، البالغ من العمر 66 عامًا، يقضي حكمًا بالسجن المؤبد منذ عام 2002 بعد إدانته بخمس قضايا قتل خلال الانتفاضة الثانية. لكنه رفض الدفاع عن نفسه، معلنًا عدم اعترافه بشرعية المحكمة الإسرائيلية. وفقًا لـ'تايم'، كان البرغوثي في السابق من أبرز المشاركين في عملية أوسلو، ونسج علاقات مع مسؤولين إسرائيليين كبار، ما يجعله شخصية ذات وزن سياسي وتاريخي.
ورغم كونه قياديًا بارزًا في حركة فتح، حافظ البرغوثي على علاقات جيدة مع حركة حماس، ما جعله خيارًا محوريًا في مفاوضات تبادل الأسرى التي أعقبت هجوم 7 أكتوبر 2023. وقد ورد اسمه ضمن قائمة الأسرى التي طالبت حماس بإدراجها في أي صفقة محتملة، وفقًا لتقرير 'تايم'.
ترامب: 'لا يوجد قائد فلسطيني ظاهر الآن'
في المقابلة ذاتها، أشار ترامب إلى غياب القيادة الفلسطينية الواضحة، قائلًا: 'لا يوجد لديهم قائد حاليًا، على الأقل قائد ظاهر'. هذا التصريح يعكس رغبة أمريكية في ملء الفراغ السياسي في غزة، خاصة بعد أن نجح ترامب في التوسط لوقف إطلاق النار الذي أنهى أزمة الرهائن الإسرائيليين.
رونالد لاودر يدعم البرغوثي: 'الزعيم المناسب لحل الدولتين'
ومن بين أبرز الداعمين لفكرة الإفراج عن البرغوثي، رونالد لاودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي وحليف ترامب القديم، الذي قال لـ'تايم': 'أعتقد أن مجرد تفكير الرئيس في الأمر هو خطوة في الاتجاه الصحيح'. وأضاف: 'حل الدولتين لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود قائد جيد، ومروان البرغوثي هو القائد المناسب لذلك. لا يجب أن يحدث هذا خلال عام أو اثنين، بل خلال ثلاث أو خمس سنوات، لكن بمجرد أن تبدأ عملية السلام، يصبح مستقبل الشرق الأوسط أكثر إشراقًا'.
وعندما سُئل عن سبب استمرار إسرائيل في احتجاز البرغوثي، أجاب لاودر: 'لأنهم يعلمون أنه سيبني دولة جيدة. الأشخاص الذين أفرجوا عنهم سابقًا أسوأ منه بكثير'.
وبحسب 'تايم'، تتهم عائلة البرغوثي السلطات الإسرائيلية بتعريضه لسوء المعاملة داخل السجن، خاصة في ظل إدارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير. وقد نفت مصلحة السجون الإسرائيلية هذه الاتهامات، لكنها لم تنكر نشر بن غفير لفيديو يظهر فيه وهو يوبخ البرغوثي داخل زنزانته، في مشهد أثار انتقادات واسعة.
ابنه عرب: 'قادر على توحيد الفلسطينيين'
في تصريح لقناة PBS نقلته 'تايم'، قال عرب البرغوثي، نجل مروان: 'إنه شخصية لا يختلف عليها اثنان، قادر على جمع الفلسطينيين من مختلف الأطياف، سواء كانوا علمانيين أو متشددين، وقيادتهم نحو رؤية سياسية مقبولة دوليًا'.
هل يتدخل ترامب مجددًا؟
في ظل رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحل الدولتين، تبقى تصريحات ترامب بشأن البرغوثي بمثابة بصيص أمل لإعادة إحياء المسار السياسي الفلسطيني. وإذا قرر الرئيس الأمريكي التدخل مجددًا، كما فعل في ملف الرهائن، فقد يشهد الشرق الأوسط تحولًا غير مسبوق في موازين القيادة الفلسطينية.


































