العزبي: مصر ترفض أي محاولات لاستغلال ملف الإعمار في مخططات التهجير الطوعي

قال الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، إن مصر تستعد لقيادة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة خلال المرحلة المقبلة، في إطار دورها التاريخي والثابت في دعم الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن ملف الإعمار يمثل أولوية إنسانية وسياسية لا يمكن تأجيلها بعد الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب.

وأوضح العزبي خلال مشاركته في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن تكلفة إعادة إعمار القطاع تُقدَّر بنحو 70 مليار دولار، مشيراً إلى أن مصر تولّت هذا الدور أكثر من مرة سابقًا عقب جولات الصراع بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وأنها كانت دائمًا الضامن الرئيسي لتنفيذ عمليات الإعمار على الأرض.

وأشار إلى أن الاختلاف هذه المرة يكمن في إصرار القاهرة على الإشراف المباشر على عملية الإعمار، من خلال شركات مصرية وبشراكة عربية متكاملة، بما يضمن الشفافية والالتزام الكامل بخطط التنمية وإعادة البناء وفق أولويات السكان المتضررين.

وأضاف أن مصر تسعى إلى عقد مؤتمر دولي واسع النطاق بمشاركة الولايات المتحدة وعدد من القوى الإقليمية والدولية، موضحًا أن هذا التوجه يمثل امتدادًا للمحادثات السابقة التي جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، حيث أكد السيسي آنذاك استعداد مصر لقيادة الجهود الدولية لإعادة إعمار غزة.

وبين خبير العلاقات الدولية أن إصرار مصر على إشراك الولايات المتحدة في مؤتمر الإعمار يأتي في إطار ضمان جدية الالتزامات الدولية، ومنع أي محاولات لاستغلال الملف لأهداف سياسية أو مخططات تهجير ممنهجة تحت مسميات “الملاذات الآمنة” أو “التهجير الطوعي”.

وأشار العزبي إلى أن بعض التصريحات الغربية التي تتحدث عن “حماية المدنيين من إرهاب حماس” تفتح الباب أمام محاولات لإعادة طرح سيناريوهات قديمة لتهجير الفلسطينيين من القطاع، معتبرًا أن هذه الأفكار مرفوضة شكلًا وموضوعًا، وأن مصر تقف بحزم ضد أي مساس بالوجود الفلسطيني أو بحقوقه التاريخية.

وختم العزبي حديثه بالتأكيد على أن مصر لن تسمح بتحويل ملف الإعمار إلى أداة ضغط سياسي أو غطاء لتهجير سكان غزة، بل ستقوده كعملية وطنية عربية خالصة هدفها إعادة الحياة إلى القطاع وصون كرامة الفلسطينيين.