اخبار مصر
موقع كل يوم -الأسبوع
نشر بتاريخ: ٢٠ شباط ٢٠٢٥
رؤية هلال رمضان تعد من أبرز الطقوس الدينية التي ينتظرها المسلمون في كل عام، حيث إنها تحدد بداية شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة.
ويستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مصر، لتحري رؤية الهلال في نهاية شهر شعبان، وفقًا لما ورد في السنة النبوية الشريفة: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته».
وتحظى عملية تحري الهلال بمكانة خاصة في الإسلام، حيث تتجدد الأسئلة كل عام حول كيفية رصده ومتى يتم تحديد بداية الشهر الفضيل؟
وفي هذا السياق، أجرت «الأسبوع» حوارا مع الدكتور محمد صادق، الباحث بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، حول كيفية تحري هلال رمضان لعام 2025 في مصر، والأماكن التي يتم فيها استطلاع الهلال، بالإضافة إلى العوامل التي تؤثر على دقة الرؤية، مع تسليط الضوء على بعض المعلومات الفلكية المتعلقة بهذه الظاهرة الدينية المهمة.
وإلى نص الحوار..
- تتم رؤية هلال شهر رمضان بنفس الطريقة التي تتم بها رؤية هلال أي شهر هجري آخر، يتم استطلاع رؤية الهلال بعد غروب شمس يوم 29 من شهر شعبان، حيث يُعتمد على رؤية الهلال لتحديد ما إذا كان اليوم التالي هو أول أيام شهر رمضان أم أنه سيكون «المتمم» لشهر شعبان.
وإذا تمكن المراقبون من رؤية الهلال بعد غروب شمس يوم 29 من شعبان، يُعلن عن بداية شهر رمضان في اليوم التالي، أما إذا لم تتم رؤية الهلال، فيُعتبر اليوم التالي هو اليوم الأخير من شهر شعبان وييستتبع ذلك إتمامه 30 يومًا، ليكون أول أيام رمضان هو اليوم الذي يليه، ويعتمد هذا التحديد على الفتوى الشرعية وفقًا لرأي مفتي الديار.
- بداية شهر رمضان تُحدد بناءً على الرؤية الشرعية للهلال، حيث يتم مراقبة الهلال بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، وعلى الرغم من أن الحسابات الفلكية تقدم تقديرات دقيقة، إلا أن الرؤية الشرعية تبقى العامل الحاسم في تحديد بداية الشهر.
وإذا كانت فترة مكث الهلال بعد غروب الشمس كافية (من 30 إلى 45 دقيقة)، يمكن رؤية الهلال بسهولة، ما يعني بداية شهر رمضان في اليوم التالي، أما إذا كانت فترة المكث قصيرة جدًا (أقل من 15 دقيقة)، فقد يكون من الصعب رؤية الهلال.
وفي النهاية، يعتمد تحديد أول يوم من رمضان على الرأي الفقهي للمفتي، حيث يتم النظر إلى الرؤية الشرعية التي تؤكد ما إذا كان اليوم التالي هو بداية شهر رمضان أو اليوم المتمم لشهر شعبان.
- في مصر، يُفضل أن تتم عملية استطلاع هلال شهر رمضان في المناطق الغربية والصحراوية المنبسطة، حيث توفر هذه الأماكن أفضل ظروف لرؤية الهلال بعد غروب الشمس في اليوم 29 من الشهر الهجري.
ومن أبرز المناطق المثالية لاستطلاع الهلال، مرسى مطروح، وسيوة، والوادي الجديد (مثل الخارجة)، وبني سويف، وسوهاج، وقنا، وتوشكى في أسوان، والفيوم، وجبل المدورة، ووادي الريان، فجميع هذه الأماكن توفر ظروفاً ملائمة لرؤية الهلال بوضوح.
أما المناطق مثل حلوان والقطامية، فهي لا تعد مثالية لهذه المهمة في الوقت الحالي. فحلوان لم تعد مكاناً مناسباً، بينما القطامية التي تحتوي على مرصد فلكي قد تؤثر الظروف الجوية والتلوث البيئي على وضوح الرؤية.
- تتعذر رؤية هلال شهر رمضان نتيجة لعدة عوامل طبيعية وأخرى بشرية، ومن أبرز الأسباب الطبيعية التي تعيق الرؤية وجود السحب الكثيفة، الضباب، أو الغمام على الأفق الغربي بعد غروب الشمس في اليوم التاسع والعشرين من الشهر، وكذلك، تؤدي سرعة الرياح المثيرة للأتربة أو الأمطار إلى صعوبة في الرؤية، وهذه العوامل الطبيعية يمكن أن تحجب الهلال تمامًا عن الأنظار، مما يعرقل رؤية لجنة الرصد بشكل دقيق.
أما بالنسبة للعوامل الاصطناعية، فإن التلوث البيئي الناتج عن عوادم السيارات وانبعاثات المصانع له دور كبير في تعكير صفو السماء وحجب رؤية الهلال. أيضًا، وجود المحاجر التي تثير الغبار، أو الطرق السريعة المزودة بأعمدة الإنارة، قد تساهم في تلوث الجو وإعاقة الرؤية بسبب تسلط الضوء على الأفق الغربي.
ولضمان رؤية واضحة ودقيقة للهلال، من الضروري اختيار مواقع خالية من مصادر التلوث البيئي، وبعيدة عن المناطق التي تحتوي على تلال رملية أو محاجر قد تثير الأتربة.
- يشترط لرؤية هلال شهر رمضان توفر مجموعة من العوامل التي تضمن رؤية الهلال بدقة، وأهمها:
التوقيت الصحيح: حيث يجب أن يتم استكشاف هلال رمضان في اليوم التاسع والعشرين من الشهر الهجري، بحيث إذا تمت رؤية الهلال، يُعلن بداية الشهر الجديد في اليوم التالي. أما إذا لم يُرَ الهلال، فإن اليوم التالي يُعتبر اليوم الثلاثين من الشهر الهجري، ويُسمى «يوم المتمم».
المكان المناسب للرؤية: فمن المهم اختيار أماكن خالية من التلوث الضوئي والبيئي مثل وسط المدن أو الأماكن التي بها عوادم سيارات أو أدخنة المصانع، وينبغي أن يكون المكان في منطقة مكشوفة، بعيدًا عن أي عوائق طبيعية أو صناعية تؤثر على رؤية الهلال.
الظروف الجوية المناسبة: يجب أن تكون السماء صافية والجو خاليًا من الغبار أو التلوث، ومن الأفضل أن تكون الأرض منبسطة ومفتوحة أمام الأفق لضمان رؤية الهلال بشكل دقيق، دون وجود أي تضاريس أو مبانٍ تعيق الرؤية.
وباتباع هذه الشروط، يمكن تحديد بداية شهر رمضان بشكل دقيق وبعيد عن أي عوامل مؤثرة.
- بالطبع، يمكن رصد هلال شهر رمضان بالعين المجردة في حال توافرت الظروف المناسبة، من اختيار الموقع المناسب الذي يوفر رؤية واضحة دون أي عوائق طبيعية مثل السحب أو الضباب أو الرياح المثيرة للأتربة، ولذلك تقوم اللجان العلمية باختيار المواقع بعناية، بالتعاون مع مهندسين متخصصين في المساحة لضمان دقة الرصد.
وتستعد اللجان العلمية على مدار الأيام التي تسبق رؤية هلال رمضان، وتكون في حالة تأهب قصوى في اليوم المحدد لرؤية الهلال، والذي سيوافق هذا العام يوم الجمعة الموافق 28 فبراير، ففي هذا اليوم، ستتوجه جميع الفرق العلمية إلى المواقع المختارة لإجراء عملية الرصد.
