اخبار مصر
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
شارك في حفل الافتتاح 79 وفداً رسمياً برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات
أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مساء السبت افتتاح المتحف المصري الكبير رسمياً بعد أكثر من عقدين على بدء العمل فيه وإرجاء الافتتاح مراراً.
وقال السيسي خلال كلمته 'اليوم نحتفل بافتتاح المتحف المصري الكبير ونكتب فصلاً جديداً من تاريخ الحاضر والمستقبل'، مشيراً إلى أنه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
وأضاءت سماء القاهرة ألعاب نارية خضراء وحمراء عقب إعلان السيسي الافتتاح الرسمي، على أن يبدأ المتحف باستقبال الزوار الأسبوع الجاري.
وتخلل الافتتاح الضخم الذي حضره عدد كبير من الوفود الرسمية والرؤساء والملوك فقرات فنية لفنانين مصريين، بينما أضيئت الجدران الخارجية للمتحف باللون الأخضر.
ولفت السيسي إلى أن تشييد المتحف 'جاء نتيجة تعاون دولي واسع مع عدد من الشركات والمؤسسات العالمية'.
وأضاف أن 'هذا الصرح العظيم ليس مجرد مكان لحفظ الآثار النفيسة، بل هو شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري'.
ويشكل افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي تجاوزت كلفة بنائه مليار دولار، حدثاً تاريخياً وفصلاً جديداً في تاريخ الحضارة المصرية، الممتدة عبر آلاف السنين. وتراهن عليه القاهرة بوصفه مشروعاً ثقافياً مأمولاً أن يستقطب 5 ملايين زائر سنوياً للتجوال في قاعات تضم قطعاً أثرية مشهورة، وأخرى تعرض للمرة الأولى، من آثار الحضارة المصرية القديمة التي امتدت على أكثر من 30 سلالة و5 آلاف عام.
ورحب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عبر تغريدة على وسائل التواصل، بالضيوف الرسميين الذين من المقرر حضورهم حفل الافتتاح، قائلاً 'أرحب بضيوفنا من قادة العالم ورموزه الكبار، لنشهد معاً افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يضم بين جنباته كنوز الحضارة المصرية العريقة، ويجمع بين عبقرية المصري القديم وإبداع المصري المعاصر'.
ومن المقرر أن يشارك في حفل الافتتاح 79 وفداً رسمياً، بينهم 39 وفداً برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، بينهم ملوك وملكات وأولياء عهد وأمراء وأعضاء من الأسر الحاكمة من السعودية والإمارات وسلطنة عمان والأردن والبحرين وبلجيكا وإسبانيا والدنمارك ولوكسمبورج وموناكو واليابان وتايلاند.
كما سيشارك رؤساء كل من جيبوتي والصومال وفلسطين والبرتغال وأرمينيا وألمانيا وكرواتيا وقبرص وألبانيا وبلغاريا وكولومبيا وغينيا الاستوائية والكونغو الديمقراطية وغانا وإريتريا وفرسان مالطا، وكذلك رئيس المجلس الرئاسي الليبي، ورئيس مجلس القيادة اليمني. وكذلك رؤساء وزراء كل من اليونان والمجر وبلجيكا وهولندا والكويت ولبنان ولوكسمبورج وأوغندا.
كذلك من المنظمات الإقليمية والدولية سيحضر الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي والممثل السامي لتحالف الحضارات نيابة عن السكرتير العام للأمم المتحدة، إضافة إلى مشاركة رئيس البرلمان العربي، ورئيس وكالة الجايكا، وعدد من رؤساء وممثلي كبرى الشركات العالمية.
وتزينت الشوارع المصرية خصوصاً المحيطة منها بالمتحف استعداداً لاستقبال الضيوف، وسط احتفالات شعبية بالافتتاح. ويمتد المتحف المصري الكبير على مساحة إجمالية تقارب 500 ألف متر مربع، وتبدأ حدوده من ساحة الدخول الرئيسة المعروفة باسم ميدان المسلة المصرية، التي تغطي نحو 27 ألف متر مربع، وتشكل المدخل الأساس المؤدي إلى قلب المتحف.
وتتقدم الساحة واجهة معمارية ضخمة تعرف باسم 'حائط الأهرام'، بعرض يقارب 600 متر وارتفاع يبلغ نحو 45 متراً، لتكون أبرز عناصر التصميم وأكثرها لفتاً للانتباه.
خلف الواجهة يمتد المبنى الرئيس الذي يتكون من قسمين معماريين متكاملين: الجنوبي يضم مبنى العرض المتحفي على مساحة 92623 متراً مربعاً، بينما يحتل القسم الشمالي مركز المؤتمرات على مساحة 40609 أمتار مربعة.
يربط بين القسمين بهو المدخل المركزي، الذي يتوسطه تمثال الملك رمسيس الثاني، ليكون نقطة الاستقبال الأولى للزائرين وبداية مسارهم داخل المتحف.
ويضم المتحف 12 قاعة عرض رئيسة صممت لتقديم تجربة متكاملة تجمع بين الأثر والمعرفة والترفيه، يبدأ من المدخل الرئيس الذي يحتضن تمثال رمسيس الثاني وخمس قطع ضخمة، ويقود إلى الدرج العظيم بارتفاع يعادل ستة طوابق ويضم 87 قطعة أثرية، كما تضم قاعة توت عنخ آمون أكثر من 5 آلاف قطعة من كنوزه.
وتمتد قاعات العرض الدائم على 18 ألف متر مربع لعرض آثار الحضارة المصرية، إلى جانب قاعات عرض موقتة، ومتحف للطفل مزود بتقنيات تفاعلية، وقاعات للحرف وذوي القدرات الخاصة، ومخازن تضم 50 ألف قطعة أثرية.
ويضم المتحف أيضاً مكتبة علمية، ومركز مؤتمرات يشمل قاعة رئيسة تتسع لـ900 شخص، وقاعة عرض ثلاثية الأبعاد، ومركزاً ثقافياً، ومطاعم وساحة طعام، وممشى تجارياً يضم محالاً وأكشاكاً.
وتحيط بالمبنى حدائق ومعارض خارجية تشمل متحف مركب الشمس، وحديقة المعبد، وحديقة أرض مصر التي تحاكي البيئة الزراعية القديمة، وحديقة ترفيهية، ومدرجاً مطلاً على الأهرام، بما يجعل المتحف مركزاً ثقافياً وسياحياً متكاملاً يعرض تاريخ مصر القديمة.
وسيكون كنز المتحف الأكبر المجموعة الكاملة للفرعون توت عنخ آمون التي اكتشفت عام 1922 في مقبرة بوادي الملوك في صعيد مصر. وكانت هذه المجموعة متفرقة بين متاحف عدة في مصر أو تجوب العالم أو في مخازن، وستكون مجموعة في قاعة واحدة في المتحف.
وإلى جانب مقتنيات 'توت عنخ آمون' لا سيما قناعه المصنوع من الذهب، يأتي مركبا الملك خوفو اللذان نقلا من موقعهما الأصلي إلى المتحف، وتمثال رمسيس الثاني في بهو المدخل، والمسلة المعلقة عند ساحة الدخول، وعمود مرنبتاح، وتضم القطع الثقيلة على الدرج العظيم آثاراً من عصر الدولة القديمة، مروراً بالدولة الوسطى والدولة الحديثة وحتى العصر اليوناني الروماني.
ويعتمد المتحف على أنظمة عرض رقمية تتيح للزائر إعادة بناء المشاهد التاريخية، وتستخدم تقنيات الواقع المعزز في قاعات معينة لتوضيح مراحل بناء الأهرام أو طقوس الدفن، كما تدار بيئة المتحف بالكامل بنظام ذكي للتحكم في الإضاءة والرطوبة لضمان حفظ القطع.


































