اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٣ أيلول ٢٠٢٥
في السنوات الأخيرة، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحات مفتوحة لصناعة المحتوى، وبرز فيها ما يعرف بـ'البلوجرز' كأحد أبرز الفاعلين والمؤثرين في الرأي العام، خاصة بين فئة الشباب والمراهقين.
ورغم أن بعضهم قدم محتوى هادفا ومفيدا، إلا أن الغالبية باتت تركد خلف الشهرة السريعة وكسب الأموال، دون مراعاة للضوابط الأخلاقية أو القيم المجتمعية.
وخلال الفترة الأخيرة، أصبح بعض هؤلاء البلوجرز يروجون لسلوكيات غير مسؤولة، وأفكار مشوهة، وأحيانا مضللة، مما يشكل تهديدا للوعي الجمعي، ويؤثر بالسلب على سلوكيات المتابعين، خاصة في ظل التأثير النفسي الذي تسببه هذه المنصات.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة، إن من الضروري، في المرحلة الحالية، أن تكون لمنصات السوشيال ميديا تطبيقات خاصة بها تخضع لرقابة وتنظيم واضحين.
وأضاف قناوي- خلال تصريحات لـ 'صدى البلد'، أن هناك العديد من الدول حول العالم سبقتنا في هذا المجال، حيث قامت بحظر تطبيقات مثل 'تيك توك' و'يوتيوب' بشكل كلي أو جزئي، وذلك بهدف الحد من التأثيرات السلبية الناتجة عن المحتوى غير المنضبط الذي يُبث من خلالها.
وأشار قناوي، إلى أن هذه الإجراءات ليست تقييدا للحريات كما قد يراها البعض، بل هي الطريقة الوحيدة الفعالة التي يمكن من خلالها التحكم في بعض الظواهر السلبية المنتشرة، مثل الألفاظ الخارجة، والسلوكيات غير المقبولة، وبعض محتويات 'البلوجرز' التي لا تمت بصلة لقيم المجتمع المصري، بل تسهم في تدميرها.
وتابع: 'الشكر إلى السيد النائب العام، وكذلك وزارة الداخلية، على تخصيص صفحة رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي لتلقي شكاوى المواطنين، وهو جهد مشكور يعكس اهتمام الدولة بحماية المواطن من الانفلات الرقمي'.
وأردف: 'لكن الأمر يتطلب خطوات إضافية، فنحن بحاجة إلى نظام ثابت وواضح، يتم من خلاله تحديد نوعية المحتوى الذي يسمح بإذاعته، ويجب أن يكون هذا المحتوى متاحا فقط عبر تطبيقات خاضعة لتحكم جهات مختصة، تضمن أن يكون مناسبا مع ثقافة الأسرة المصرية ويحترم منظومة القيم المجتمعية'.
واختتم: 'ما نحتاج إليه اليوم هو أن نعود بالأسرة المصرية إلى سابق عهدها، أسرة متماسكة، مستقرة، محصنة من عبث المحتوى الرقمي الذي بات يزعزع الأمن المجتمعي ويهدد منظومة الأخلاق، ولا بد أن ندرك جميعا أن التكنولوجيا ليست هي الأساس في بناء المجتمعات، بل الأخلاق أولا، والعلم ثانيا، لأن العلم، مهما بلغ من تطور، لا يساوي شيئا، إن لم يكن مؤطرا بأخلاقيات تحكم استخدامه وتوجهه نحو البناء لا الهدم'.
واستكمالا لجهود وزارة الداخلية في هذا الإطار، ألقت قوات الأمن القبض على البلوجر ناني علي بتهمة 'بث محتوى غير أخلاقي' عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، لاسيما'، على نحو حقق انتشارا واسعا بملايين المشاهدات بين متابعيها في الآونة الأخيرة.
وجاء القبض البلوجر بعد رصد بثها مقاطع فيديو 'تضمنت أفعالا خادشة للحياء العام على نحو يمثل اعتداءا على القيم الأسرية والمجتمعية'، بحسب مصدر أمني.
وكشفت التحريات الأولية أن 'ناني علي اعتادت نشر محتوى مثير للجدل وهابط يهدف إلى جذب نسب مشاهدة مرتفعة وتحقيق أرباح مادية بطرق غير مشروعة'.
وعثرت الأجهزة الأمنية على كمية من مخدر 'الآيس' بغرض التعاطي بحوزة المتهمة، بالإضافة إلى هاتفين محمولين يحتويان على مقاطع خادشة للحياء، حيث تم التحفظ على المضبوطات واقتياد البلوجر إلى ديوان قسم الشرطة واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.
يأتي القبض على ناني علي في إطار حملة أمنية طالت العديد من مشاهير تيك توك في مصر مؤخرا مثل 'أم سجدة' و'أم مكة' و'مداهم 777' وغيرهم ممن يواجهون تهما متنوعة تتعلق بـ 'بث محتوى خادش للحياء والتورط في عمليات'.