للمنافسة بسوق العمل.. التوسع في إنشاء المراكز الجامعية للتطوير المهني

قال الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن الوزارة تعمل على تطوير منظومة التعليم العالي لمواكبة متطلبات العصر، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية ووفقًا لرؤية مصر 2030، موضحًا أن الهدف الأساسي هو بناء كوادر وطنية مؤهلة للمنافسة في سوق العمل، من خلال ربط العملية التعليمية باحتياجات القطاعات المختلفة في مصر.

وأشار الوزير إلى أن عام 2024 شهد خطوات حاسمة في تطوير منظومة التدريب والتأهيل المهني؛ حيث تم إنشاء 37 مركزًا جامعيًا للتطوير المهني في 29 جامعة كمرحلة أولى، ومن المقرر توسيع المشروع ليصل إلى 46 مركزًا بحلول عام 2026، وفقًا لبروتوكول تعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والجامعة الأمريكية بالقاهرة، بتمويل قدره 63 مليون دولار.

وتهدف هذه المراكز إلى سد الفجوة بين التعليم وسوق العمل؛ من خلال تدريب الطلاب وتزويدهم بالمهارات المطلوبة، كما تم تشكيل مجلس تنفيذي لدعم المراكز وتعزيز دورها في توفير فرص عمل للخريجين، ما يُسهم في إعدادهم لمتطلبات سوق العمل الحديث.

وشدد الدكتور أيمن عاشور، على أهمية التحول الرقمي في تعزيز التواصل بين الطلاب وسوق العمل، حيث أطلقت الوزارة منصة رقمية وطنية متكاملة تحت اسم (National Dashboard – National CSM)، إلى جانب سبع منصات أخرى في الجامعات المصرية، بهدف إدارة المسارات المهنية وربطها بالفرص الوظيفية المتاحة.

كما أطلقت الوزارة مبادرة 'BeReady - كن مستعدًا'، التي حققت نجاحًا كبيرًا خلال مرحلتها التجريبية في عام 2024، حيث تم تدريب 2000 طالب وخريج وتوظيف 1918 منهم في وظائف ملائمة، موضحًا أن المرحلة الثانية من المبادرة ستشهد تدريب وتوظيف 2000 طالب إضافي، مع التركيز على المهارات الأساسية واللغة الإنجليزية، وتوفير فرص للعمل الرقمي، بتمويل قدره 200،000 دولار من السفارة الهولندية.

وفي إطار التوسع الجغرافي، تم تنفيذ برنامج تجريبي للمبادرة في مجال التمريض بجنوب الصعيد، بالتعاون مع مركز مجدي يعقوب والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ضمن مشروع المراكز الجامعية للتطوير المهني.

وأوضح الدكتور أيمن فريد، مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والتأهيل لسوق العمل، أن مبادرة FutureSkills4All أُطلقت كجزء من جهود الوزارة لتزويد الطلاب والخريجين بمهارات المستقبل، وتهدف المبادرة إلى تدريب 2000 طالب وخريج على المهارات الرقمية والتكنولوجية المطلوبة، مما يعزز فرص التوظيف ويدعم الاقتصاد الوطني.

وأشار 'فريد'، إلى إعداد مسودة قانون لإنشاء صندوق دعم المسار المهني والتوظيف، الذي سيقدم خدمات متكاملة لدعم طلاب الجامعات وربطهم بسوق العمل، ويشمل ذلك توفير برامج إرشاد وتدريب، وتطوير المراكز الجامعية للتوظيف، وإقامة شراكات مع القطاع الخاص لتوفير فرص عمل مستدامة للخريجين.

أكد الدكتور عادل عبدالغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن تأهيل الطلاب لمتطلبات سوق العمل يمثل أولوية رئيسية، مشيرًا إلى أن الوزارة تواصل تحديث المناهج وربطها بالتطورات العالمية في مجالات التكنولوجيا والابتكار، مضيفًا أن الوزارة تعزز التعاون مع الشركات والمؤسسات الصناعية لتوفير فرص تدريب عملية، مما يسهم في بناء كوادر قادرة على المنافسة محليًا ودوليًا.

تعكس هذه الجهود التزام وزارة التعليم العالي بتطوير منظومة التعليم والتدريب وفق رؤية شاملة، تستهدف ربط الجامعات بسوق العمل، وتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة في مصر، ومن خلال المبادرات والشراكات الدولية، تسعى الوزارة إلى خلق بيئة تعليمية متطورة تُساهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.