اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بالتزامن مع الاحتفاء العالمي بافتتاح المصري الكبير، ووصف داعية إسلامي الاحتفال بأنه تمجيد للأصنام، وبين آخر اعتبره محرم لكن في المقابل، ردّ الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، بحزم على تلك الطروحات، مؤكدًا أن الآثار ليست شركًا ولا وثنية، بل تراث حضاري يعكس عبقرية الإنسان المصري منذ آلاف السنين
الداعية مصطفى عدوي يقول في مقطع فيديو له: 'يا أيها الإخوة، انتبهوا لما نحياه في هذه الأزمنة، وانتبهوا للفتن التي تمر. أخشى على أي شخص مسلم أن يتلوث قلبه بمحبة فرعون وآله'.
وأضاف: “في المتحف المصري تم جمع بعض الأصنام والتماثيل والكنوز التي كانت عند الفراعنة، بالإضافة إلى التحنيط. والمصريون كانوا يحنطون الجثث بطريقة تعجز عن فهمها العلوم الحديثة، جثث موجودة منذ عشرة آلاف سنة وكأنها ماتت بالأمس. سبحان الله الذي أعطاهم هذا العلم، ولا نفتخر بهم كثيرًا'، مؤكدا أنه لا يجوز الاحتفال لأنهم أصنام.
وقال أحد النشطاء على صفحة فيسبوك يدعي أحمد بدوي، إن 'كان الافتتاح بغرض عرض تاريخ الأمم السابقة والتأمل فى حضارتهم ورؤية آثارهم للعظة والاعتبار بقدرة الله فهذا لا حرج فيه، لكن إن كان الافتتاح يصاحبه تبرج النساء أو غناء أو رقص أو اختلاط فهذا محرم'.
وأضاف أنه ينبغي للمؤمن أن يفرق بين الاعتزاز بتاريخ قوم كعلم ومعرفة وبين الافتخار بكفرهم وشركهم.
في المقابل، أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الآثار جزء حضاري من مكونات الشعوب والدول، ولا علاقة لها – كما يفتري الجهلاء – بالأصنام أو الأوثان، مضيفا أن الصنم في التشريع الإسلامي هو ما اتُّخذ من حجارة وكان يُعبد من دون الله عز وجل، أما الوثن فهو ما اتُّخذ من معدن أو خشب أو غيره وكان يُعبد أيضًا من دون الله.
وقال كريمة فى تصريح خاص لـ'الرئيس نيوز' إنه باستقراء الحضارة المصرية القديمة لم نجد أن المصريين القدماء عبدوا الفنون الجميلة التي خلدت وأبقت على الحضارة، ولهذا كان من فقه الصحابة رضي الله عنهم أنهم، في صدر الإسلام، عندما ذهبوا إلى العراق، عاينوا الآثار الأشورية فحافظوا عليها، كما عاينوا الآثار الفينيقية في الشام وأبقوا عليها، وكذلك الآثار المصرية القديمة مثل أبو الهول والأهرامات والمعابد في طول البلاد وعرضها، فحافظوا عليها، لأنهم بفهمهم السليم يعلمون أنها مخزون حضاري للأمم.
وأكد الدكتور كريمة أن من يروجون لأفكار خاطئة تزعم أن الآثار شرك أو كفر، بعيدون كل البعد عن مقاصد التشريع الإسلامي، فالآثار القديمة مخزون حضاري للشعوب والدول، ومن ثم فإن المصريين، بل والإنسانية جمعاء، يعيشون سعادة بالغة بافتتاح المتحف المصري الكبير الذي يعد جمعًا لحضارة واحدة في مكان واحد عبر الأجيال.
ودعا إلى أن يكون فقه الآثار ضمن المكونات التعليمية والأعمال الدعوية، من باب التدابير الوقائية والاحترازية، مشددًا على ضرورة تطبيق العقوبات على من يشذون عما أجمعت عليه الأمة وينشرون آراء باطلة وكاذبة، مثل استدلالهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: 'لا تدع تمثالًا إلا هدمته'، موضحًا أن هذا الحديث كان خاصًا بأصنام بلاد العرب مثل اللات والعزى ومناة وهبل، التي كانت تُعبد من دون الله في شبه الجزيرة العربية، ولا يمتد حكمه إلى غيرها.
وأضاف كريمة: 'أتساءل: أروني في نقوش المصريين القدماء أنهم كانوا يعبدون تمثالًا من دون الله؟ لم يثبت هذا إطلاقًا. بل على العكس، فقد دعا إخناتون إلى التوحيد وعبادة إله واحد'.
وأوضح أن من يعارضون الآثار والفنون الجميلة هم أنفسهم من كانوا قديمًا يحرمون التصوير الفوتوغرافي، رغم أن كلمة صورة في الأحاديث النبوية وردت في سياق التماثيل والأصنام المعبودة من دون الله، وفي عهد النبي ﷺ لم تكن هناك كاميرات متحركة أو ثابتة أو تلفزيونية. قانون تنظيم الفتوى حبر على ورق.
واختتم تصريحه بالتأكيد على ضرورة نشر الوعي السليم، وتطبيق العقوبات الرادعة بحق الجهلاء، مع تفعيل قانون تنظيم الفتوى الذي للأسف لا يزال مجرد حبر على ورق.


































