اخبار مصر
موقع كل يوم -خط أحمر
نشر بتاريخ: ٢٤ نيسان ٢٠٢٥
أكد اللواء علي حفظي، مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق، أن حرب الاستنزاف التي بدأت بعد هزيمة يونيو 1967 كانت هي الممهد الحقيقي لنصر أكتوبر 1973. وأوضح أن تلك الحرب لم تكن مجرد مواجهة تكتيكية، بل كانت عملية طويلة الأمد سعت خلالها القوات المسلحة إلى استعادة هيبتها وتطوير قدراتها العسكرية استعدادًا ليوم المواجهة الكبرى.
وأشار حفظي خلال مشاركته في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن حرب الاستنزاف، التي استمرت حوالي 500 يوم من عام 1967 إلى 1970، كانت حربًا نفسية وعسكرية في آن واحد. ففي هذه الفترة، خضع الجيش المصري لتدريبات مكثفة وطُبِّقت خطط استراتيجية جديدة لتعويض الخسائر وتعزيز الجاهزية. كانت الحرب أيضًا صراعًا مريرًا في ظل تحديات كبيرة، إذ كانت القوات المسلحة المصرية تواجه تحديات ضخمة في الموارد والإمكانات، بينما كانت تتصدى لعدو يمتلك تفوقًا تكنولوجيًا وعسكريًا.
وأوضح اللواء حفظي أن حرب الاستنزاف كانت بمثابة إعادة بناء الجيش المصري، حيث أسهمت في تطوير التكتيكات القتالية، وتنفيذ آلاف العمليات العسكرية ضد العدو، ما ساعد في تحسين قدرة الجيش على التكيف مع ظروف المعركة وتخفيف الضغوط النفسية والمعنوية. مشيرًا إلى أن هذه الحرب كانت تشكل أرضًا خصبة لتطوير الروح المعنوية للجنود وضباط الجيش المصري الذين كانوا يؤمنون بأن النصر في المستقبل سيكون حتميًا.
وأضاف اللواء حفظي أن هذه العمليات التي قام بها الجيش كانت تستهدف إضعاف العدو وزعزعة ثقته، وقد نجح الجيش المصري في إرباك العدو الإسرائيلي على مختلف الجبهات. كما أشار إلى أن القيادة العسكرية في مصر، وعلى رأسها الرئيس جمال عبد الناصر، كانت قد قررت أن تكون حرب الاستنزاف وسيلة لإعادة ترتيب الأوراق وتهيئة الظروف التي تُمكن الجيش من خوض معركة كبيرة في المستقبل.
وأكد اللواء حفظي أن المعركة الرمضانية في أكتوبر 1973 كانت نتيجة مباشرة لحرب الاستنزاف، حيث تم استغلال الوقت لتطوير قدرات الجيش المصري استراتيجيًا وعسكريًا، وتمكن الجيش من تحقيق تفوق ملحوظ في المعركة بفضل كل التجارب التي اكتسبها من حرب الاستنزاف.
وفي الختام، شدد اللواء حفظي على أن حرب الاستنزاف كانت البداية الحقيقية لمشروع استعادة الأرض والكرامة المصرية، وهي التي جعلت الجيش المصري جاهزًا للانتصار في حرب أكتوبر التي كان لها أثر بالغ في تغيير مجرى التاريخ في المنطقة.