اخبار مصر
موقع كل يوم -سي ان ان عربي
نشر بتاريخ: ١٥ أيلول ٢٠٢٥
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الأحد، عن اكتشاف ورشة لصهر النحاس، وعدد من المباني الإدارية ونقاط المراقبة، وذلك في محافظة جنوب سيناء.
وجاء في بيان الوزارة، عبر صفحتها الرسمية على 'فيسبوك'، أن 'البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع وادي النصب بجنوب سيناء كشفت عن ورشة لصهر النحاس وعدد من المباني الإدارية ونقاط المراقبة، وذلك في إطار أعمال الحفائر الجارية بالموقع'.
يبرز هذا الكشف 'الدور الريادي لمصر القديمة في إدارة واستغلال ثرواتها المعدنية، بما يفتح آفاقًا جديدة للسياحة الثقافية في مناطق لا تزال تحمل الكثير من الأسرار'، وفقا لبيان الوزارة.
تظهر نتائج الحفائر 'شواهد معمارية وصناعية تؤكد استمرار النشاط التعديني المصري في وادي النصب منذ عصر الدولة القديمة وحتى العصور المتأخرة، مع ازدهار ملحوظ خلال عصر الدولة الحديثة، وهو ما يضيف بعدًا جديدًا لفهم تاريخ النشاط الصناعي والمعدني في مصر القديمة'، حسبما أوضحه محمد إسماعيل خالد، وهو الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية.
أشار خالد إلى أن ما عُثر عليه من ورش لصهر النحاس والسبائك النحاسية المتعددة الأشكال والأحجام من رؤوس المنافيخ يُعد 'دليلاً واضحاً على وجود نظام صناعي متطور لصناعة وصب النحاس قبل نقله إلى وادي النيل لاستخدامه في الأغراض الحرفية والعسكرية والإدارية'.
برز بين المكتشفات 'مبنيين أحدهما مستطيل ومصنوع من الحجر الرملي، ويقع عند المدخل الغربي لوادي النصب، والآخر يقع شرق نقطة التقاء وادي النصب بوادي صور، وقد استخدما في البداية كنقطة مراقبة، ثم تحولا خلال الدولة الحديثة إلى ورش لصهر النحاس، حيث عُثر بداخلهما على عدة أفران لصهر النحاس، وكتل من خبث النحاس، وسبائك يتجاوز وزن إحداها كيلوغراما، ورؤوس منافيخ طينية بأحجام متنوعة'، حسبما ذكره محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية واليونانية والرومانية بالمجلس الأعلى للآثار.
من جهته، أوضح رئيس البعثة، هشام حسين، وهو رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، أن 'أعمال التنظيف والدراسة شملت مبنى ثالثًا يقع أعلى الحافة الجنوبية لوادي صور، يرجَح أنه كان بمثابة نقطة تحكّم ومراقبة خلال عمل بعثات التعدين المصرية، وربما يعود تاريخه إلى ما قبل عصر الدولة الحديثة'.
وفقًا لبيان الوزارة، نجحت البعثة في 'الكشف عن جزء من ورشة مركزية ضخمة تضم أنواعًا متعددة من أفران صهر النحاس، وأدوات لتجهيز الخام، وبوتقات فخارية، وأمفورات وأوانٍ مصرية، إضافة إلى كميات كبيرة من الفحم المجهز من الأشجار المحلية، وكتل طين نقي لصناعة رؤوس المنافيخ'.
يعكس هذا الكشف وفقا لما ذكره وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، أهمية سيناء الاستراتيجية في العصور المصرية القديمة كمصدر رئيسي للنحاس والفيروز، ويؤكد عمق التواجد المصري في المنطقة.
وتواصل البعثة المصرية أعمالها في موقع وادي النصب، سعيًا للكشف عن المزيد من التفاصيل التي توثق الدور الاستراتيجي لسيناء عبر العصور المصرية القديمة، وتسلط الضوء على أهميتها كأحد أهم المراكز التعدينية في تاريخ مصر.