كيف تحمي نفسك من خطر الجزيئات البلاستيكية الدقيقة؟

تنتشر الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في كل مكان، وتشكل تهديدًا خطيرًا لصحة عائلتك، لكن هذا لا يعني عدم وجود حلول عملية.

برزت الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وهي جزيئات بلاستيكية صغيرة، كتهديد كبير لصحة الإنسان، فقد لوّثت هذه الجزيئات هواءنا وماءنا وغذاءنا، مما جعل التعرض لها أمرًا شبه حتمي، وقد أظهرت الدراسات أن التعرض لها يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية، بدءًا من اختلال وظائف الغدد الصماء وصولًا إلى تلف الأعضاء الحيوية.

كشف اكتشاف مثير للقلق بشكل خاص عن وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في الأعضاء التناسلية الذكرية، وتحديدًا الخصيتين،  فقد وجدت دراسة أجراها مركز العلوم الصحية بجامعة نيو مكسيكو أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تتلف خلايا الخصية، وتضعف إنتاج الحيوانات المنوية، بل وتتسبب في العقم، ويؤكد هذا الاكتشاف مخاوف العلماء بشأن الآثار طويلة المدى للجسيمات البلاستيكية الدقيقة على الصحة الإنجابية.

تتواجد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وهي جسيمات أصغر من 5 مم، في الهواء الذي نتنفسه، استنشاق هذه الجسيمات قد يؤدي إلى مشاكل تنفسية مثل السعال والصفير وصعوبة التنفس، تشير الدراسات إلى أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تستقر في رئتينا، مسببةً التهابًا، وربما تنتقل إلى أعضاء أخرى، وجدت إحدى الدراسات أننا قد نستنشق حوالي 16.2 جسيمًا بلاستيكيًا دقيقًا في الساعة، أي ما يعادل ابتلاع كمية من البلاستيك بحجم بطاقة ائتمان أسبوعيًا، يمكن لهذه الجسيمات الضارة أن تُسبب التهابًا، وتُسبب ضغطًا على أجسامنا، وتُسهم في الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو.

إنها ليست موجودة في الهواء فقط ولكن في الطعام و الشراب أيضا.

كشفت دراسة مشتركة أجرتها جامعة ولاية نيويورك في فريدونيا وجامعة إندونيسيا عن اكتشافٍ مُقلق آخر: تحتوي المياه المعدنية المعبأة في زجاجات والمُباعة أيضًا على مستوياتٍ مُقلقة من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وفي دراسةٍ منفصلة من الولايات المتحدة، قاست هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في العديد من ماركات مياه الشرب في بلدانٍ مُتعددة. وأظهرت النتائج أن متوسط تركيز الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في المياه المعبأة يتراوح بين 0 و10,390 جسيمًا بلاستيكيًا دقيقًا لكل لتر.

ولكن ما هي مخاطر تناول هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة؟ يكمن القلق في المواد الكيميائية الضارة التي قد تحتويها، بما في ذلك المواد الكيميائية المُسببة لاضطرابات الغدد الصماء (EDCs)، والتي يُمكن أن تتسرب إلى البشر والبيئة، تتداخل هذه المواد مع الجهاز الهرموني في الجسم، وقد تُسبب مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك السرطان، وداء السكري، واضطرابات الإنجاب، ومشاكل عصبية لدى الأجنة والأطفال.

للحد من التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، هناك عدة خطوات يُمكننا اتخاذها:

-قلل من كمية البلاستيك في حياتك اليومية، البلاستيك يتساقط  لذا، كلما زادت كمية البلاستيك في منزلك، زادت احتمالية تساقطه، سجّل كمية البلاستيك في منزلك، هل ملابسك مصنوعة من البلاستيك؟ ماذا عن الإسفنج الذي تستخدمه لغسل الأطباق؟ ماذا عن لوح التقطيع؟ فكّر في أي من الأدوات البلاستيكية في حياتك ومنزلك يمكن استبدالها بمادة أخرى أو الاستغناء عنها تمامًا.

-لا تُسخّن الطعام في البلاستيك، الأوعية البلاستيكية تتسرب أكثر عند تسخينها، استخدم طبقًا غير بلاستيكي أو وعاءً زجاجيًا عند استخدام الميكروويف، حاول تخزين بقايا الطعام في أوعية زجاجية أو معدنية.

-نظّف بانتظام، قد يحتوي الغبار في منازلنا على جسيمات بلاستيكية دقيقة، لذا فإن التنظيف المتكرر يساعد في منع التعرض لها، وُجد أن التنظيف بالمكنسة الكهربائية أكثر فعالية في منع استنشاق الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من الكنس.

-قلل من استهلاك الأطعمة المصنعة، وُجدت الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بتركيز أعلى في الأطعمة المصنعة.

-لا تخزّن الطعام في البلاستيك، يتسرب البلاستيك بمرور الوقت، وتخزين الطعام في البلاستيك يزيد من فرصة تسربه.

-تجنب الأطعمة المعلبة ذات الأغطية البلاستيكية، إذا كنت تشتري طعامًا معلبًا، فتأكد من تجنب العلب التي تحتوي على مادة BPA أو أي مواد بلاستيكية ضارة أخرى في بطانتها.

-قم بتصفية مياه الصنبور، يمكن أن يساعد ترشيح المياه في تقليل الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، ولكن احرص على ذلك، تختلف المرشحات، فبعضها قد يضيف جسيمات بلاستيكية دقيقة إلى مياهك.

-تجنب مستحضرات التجميل التي تحتوي على البلاستيك، وجدت دراسة أجريت على أكثر من 7000 منتج من أكبر أربعة مصنعين لمستحضرات التجميل في أوروبا أن تسعة من كل عشرة منتجات تحتوي على جسيمات بلاستيكية دقيقة، هناك تطبيقات مجانية، مثل هذا التطبيق، تساعدك على معرفة المزيد عن المنتجات التي تحتوي على البلاستيك.

-استخدم مرشحات HEPA (فلاتر هواء عالية الكفاءة لتصفية الجسيمات الدقيقة)، تساعد مرشحات HEPA في التقاط الجسيمات البلاستيكية الدقيقة المحمولة جوًا، على الرغم من أنها لا تستطيع تصفية أصغر الجسيمات.

-كن انتقائيًا عند اختيار المأكولات البحرية، تتراكم الجسيمات البلاستيكية الدقيقة داخل معدة الحيوانات. لذلك، قد تحتوي المأكولات البحرية التي تحتوي على معدة، مثل بلح البحر والمحار وغيرها من الكائنات التي تتغذى بالترشيح، على نسبة أكبر من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، ينتقل البلاستيك أيضًا عبر البيئات البحرية عبر السلسلة الغذائية، إذا أكلت سمكة سمكة أكلت بلاستيكًا، ينتقل هذا البلاستيك معها، تمتص الجسيمات البلاستيكية الدقيقة أيضًا مواد كيميائية سامة، بما في ذلك مادة DDT ومركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور والزئبق، تتراكم هذه الأنواع من الملوثات بيولوجيًا، مما يعني أنها تصبح أكثر تركيزًا وسميةً مع انتقالها إلى أعلى السلسلة الغذائية.

-انتقل إلى المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام، إن استخدام أكواب القهوة، وزجاجات المياه، وحاويات الطعام الجاهز، وأكياس البقالة القابلة لإعادة الاستخدام يمكن أن يساعد في تقليل استخدامك للبلاستيك أحادي الاستخدام، وبالتالي تقليل احتمالية تعرضك للبلاستيك الدقيق.

-لا تشترِ المياه المعبأة، لأن المياه المعبأة تُعبأ في زجاجات بلاستيكية، فهناك خطر تحلل البلاستيك وتساقطه في الماء.

-تجنب الإفراط في غسل الملابس، فالغسل يُسبب تحلل الملابس، وبالتالي تساقط الألياف الدقيقة، وهو أمرٌ يُمثل مشكلةً خاصةً عندما يتعلق الأمر بالألياف الصناعية التي تنتقل بعد ذلك إلى أنظمة المياه، اغسل الملابس عندما تكون متسخة، وليس بعد ارتدائها لفترة قصيرة.

-ركّب فلترًا من الألياف الدقيقة في غسالتك، غالبًا ما تحتوي ملابسنا على بلاستيك مثل النايلون والبوليستر والإيلاستين، يُمكن إضافة الفلاتر إلى الغسالات لمنع الألياف الدقيقة البلاستيكية من دخول أنظمة المياه،  يُمكنك أيضًا تجفيف ملابسك بالهواء، هذا سيساعد أيضًا في تقليل تساقط الألياف الدقيقة.

-حافظ على ضغط إطارات سيارتك مناسبًا، تُعتبر إطارات السيارات مصدرًا كبيرًا لتلوث البلاستيك الدقيق في محيطاتنا وفي الهواء الذي نتنفسه، الحفاظ على ضغط هواء مناسب للإطارات يُساعد على تقليل تآكلها، والأفضل من ذلك، ركوب الدراجة أو استخدام المواصلات العامة.

المصدر: pirg.org