اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٢ أيلول ٢٠٢٥
لا يكاد يخفت الحديث عن سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على مياه النيل الأزرق، والذي سيكون له تأثيرات سلبية على دولتي المصب مصر والسودان، حتى بعاوظ الحديث مجددا، فلا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدعي أنه أوقف حربا بين مصر وإثيوبيا على خلفية هذا السد، فيما شكك وزير الري الأسبق نصر الدين علام، في قدرة إثيوبيا على تشغيل السد الضخم وقال: 'إذا كان لديكم مشاكل تشغيل توربينات، ومشاكل نقل الكهرباء، فلماذا استعجلتم فى ملء السد بالكامل، وتشغيل مفيض الطوارئ'.
دعا الوزير علام إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق لتنسيق شامل بين إثيوبيا ودولتي المصب لملء وتشغيل السد وبما يحقق الفائدة للجميع (لا ضرر ولا ضرار)، وحذر من أن أى خطأ في الملء والتشغيل (المنفرد) سيكون له تداعيات ضارة بدولتي المصب، وقد يؤدي إلى مشاكل يصعب تفاديها، مؤكدًا خلال تدوينة له على 'فيسبوك' أن مشاكل الأمن المائي، أمن الشرب والغذاء، وفي دولة صحراوية مثل مصر ستكون لها عواقب سيئة بالمنطقة، ولا نحب أن نراها وعلينا جميعا تجنبها.
تساءل علام في تدوينة أخرى، هل لدى إثيوبيا مشاكل فنية في تشغيل التوربينات لتوليد الكهرباء!؟ وهل المشكلة الأثيوبية تتمثل في نقص خطوط نقل الكهرباء للداخل الأثيوبي أو للتصدير للخارج!؟
قال الوزير علام: 'إذا كان لديكم مشاكل تشغيل توربينات، ومشاكل نقل الكهرباء، فلماذا استعجلتم فى ملء السد بالكامل، وتشغيل مفيض الطوارئ!؟ فأنا لا أتذكر مثلا متى شغلت مصر مفيض طوارئ السد العالي منذ انشائه وخلال الستين سنة الماضية'!!
إمكانية تجدد الوساطة
حديث الرئيس ترامب المتكرر عن منع حرب محتملة بين مصر وإثيوبيا، تساؤلات بشأن فرص تجدد الوساطة الأميركية في نزاع سد النهضة بين البلدين.
وافتتحت أديس أبابا السد رسميًا قبل نحو أسبوعين، وتطالب دولتا المصب (مصر والسودان) باتفاق قانوني ملزم ينظم عمليات ملء وتشغيل السد. وأعلنت مصر في ديسمبر 2023 فشل آخر جولة للمفاوضات بشأن السد، وإغلاق المسار التفاوضي بعد جولات مختلفة لمدة 13 عامًا.
وقال ترمب إنه تمكن من تجنيب مصر وإثيوبيا حربًا محتملة بسبب (سد النهضة)، ونقلت تقارير، عن ترامب قوله خلال حفل العشاء السنوي الرابع لمؤسسي معهد 'أميركان كورنر ستون' في فيرجينيا، إن إثيوبيا بنت سدًا من أكبر السدود في العالم. وهذا يؤثر على المياه المتدفقة إلى النيل، وهذه مشكلة كبيرة.
وتعد هذه المرة الرابعة التي يتحدث فيها الرئيس الأميركي عن أزمة سد النهضة خلال الشهور الأخيرة؛ ففي يوليو الماضي، قال في خطاب أمام أعضاء مجلس الشيوخ بواشنطن، في معرض رصده لما وصفه بجهود إدارته في حل الأزمات بالعالم: 'لقد تم التعامل مع مصر وإثيوبيا. وكما تعلمون فقد كانتا تتقاتلان بسبب (السد)، إثيوبيا بنت (السد) بأموال الولايات المتحدة إلى حد كبير... إنه واحد من أكبر السدود في العالم'.
وفي نفس الشهر، كرر ترمب الحديث عن 'سد النهضة' خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لـ'حلف شمال الأطلسي'، مارك روته، في البيت الأبيض، قائلًا إن الولايات المتحدة موّلت (السد)، وإنه سيكون هناك حل سريع للأزمة. ومنتصف يونيو الماضي، خرج ترمب بتصريح مثير للجدل، قال فيه إن الولايات المتحدة موّلت بشكل غبي (سد النهضة)، الذي بنته إثيوبيا على النيل الأزرق، وأثار أزمة دبلوماسية حادة مع مصر.
مديرة البرنامج الأفريقي في 'مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية' بمصر، الدكتورة أماني الطويل تقول 'لصحيفة الشرق الأوسط' إن تكرار حديث ترمب بشأن سد النهضة يعزز فرص تجدد الوساطة الأميركية، وإن فرص الوساطة الأميركية ما زالت موجودة، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية ودور مصر الحيوي في التهدئة كقوة فاعلة بالمنطقة، وهذا الدور المصري هو ما يدفع ترامب إلى مغازلة القاهرة من خلال تصريحاته المتكررة عن (السد).
أكدت الدكتورة الطويل أنه من الوارد وجود دور أميركي في الوساطة بين مصر وإثيوبيا غير معلن عنه، أو عبر المشاورات مع القاهرة، خاصة أن قضية (السد) مطروحة في المحادثات المصرية - الأميركية المتعددة، وفرضت قضية سد النهضة نفسها خلال محادثات مكثفة لوزير الخارجية بدر عبد العاطي، مع مسؤولين أميركيين وأعضاء بالكونجرس، خلال زيارته لواشنطن الشهر الماضي. وحسب الخارجية، أكد عبد العاطي لعدد من المشرّعين الأميركيين ضرورة التوصل لاتفاق بشأن الموارد المائية المشتركة يلتزم بقواعد القانون الدولي.