اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تواصل الصين تطوير قوتها البحرية بوتيرة متسارعة، محوّلة تركيزها من قوة ساحلية محدودة إلى قوة تحت سطح البحر قادرة على تحدي التفوق الأمريكي في المحيطين الهندي والهادئ، وفقًا لتقرير مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية.
مضاعفة الإنتاج وقدرات التخفي المتقدمة
تكثّف الصين إنتاج الغواصات الحديثة من طراز 'يوان' و'جين'، وتكشف صور الأقمار الصناعية عن أحواض بناء السفن في غوانغتشو التي تعمل على هذه النماذج الجديدة.
تتميز الغواصات الصينية بقدرات تخفي وأنظمة دفع هادئة تجعل رصدها أكثر صعوبة، وتحمل بعض الغواصات صواريخ باليستية نووية تمنح بكين قدرة ردع استراتيجية بحري.
استراتيجية 'منع الوصول/منع المنطقة'
تعتمد الصين على استراتيجية A2/AD، التي تهدف إلى إبعاد القوات الأمريكية عن مناطقها الحيوية، عبر نشر صواريخ مضادة للسفن واستخدام الغواصات لضرب الأهداف البحرية من مسافات آمنة، بما يضع مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية تحت تهديد مستمر.
تحدي التفوق الأمريكي
تعتبر واشنطن الغواصات النووية الصينية أخطر تهديد، حيث توفر لبكين وسيلة ردع نووي بحري، وتغير ميزان القوى في آسيا. هذا التحول يدفع الولايات المتحدة إلى تعزيز التعاون مع حلفاء مثل اليابان وأستراليا لتطوير قدرات مضادة للغواصات.
مقارنة مع الحرب الباردة
تستحضر مجلة 'ناشيونال إنترست' تجربة سباق الغواصات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، مشيرة إلى أن الصين حققت خلال عقدين ما استغرق السوفييت عقودًا لبنائه، ما يزيد الضغط على البنتاغون للتكيف مع الوضع الجديد بسرعة.
الانتشار خارج المحيط المباشر
توسع الصين نفوذها البحري عبر نشر غواصاتها في المحيط الهندي، مع تنسيق مستمر مع باكستان واستخدام موانئها كقواعد لوجستية محتملة، ما يضع واشنطن أمام تحديات جديدة لحماية خطوط الملاحة الدولية وضمان حرية التجارة العالمية.
تقنيات متقدمة للتخفي الصوتي
تستثمر الصين في تقليل الضوضاء الصادرة عن محركات الغواصات لتعزيز التخفي، ما يمكّنها من الاقتراب من السفن الأمريكية دون رصد مبكر. هذه التطورات تزيد مستوى القلق في البنتاغون وتدفعه إلى تعزيز أنظمة الاستشعار تحت الماء.
التحركات الأمريكية لمواجهة النفوذ الصيني
تعمل الولايات المتحدة على تعزيز تحالفاتها البحرية مع اليابان وأستراليا والهند، وتوسيع المناورات البحرية في المحيطين الهندي والهادئ، وتطوير غواصات متقدمة، بهدف مواجهة النفوذ الصيني المتنامي وإعادة تأكيد التفوق الأمريكي في المجال البحري.
أسطول الغواصات جزء من نفوذ عالمي
تسعى الصين عبر غواصاتها إلى فرض نفوذ بحري عالمي وربط قوتها البحرية بمبادرة 'الحزام والطريق' لتوسيع تأثيرها السياسي والاقتصادي في آسيا وإفريقيا، ما يجعلها لاعبًا محوريًا في إعادة تشكيل النظام الدولي.
سؤال وجودي للولايات المتحدة
يطرح هذا التحول البحري السؤال المركزي على واشنطن: هل يشكّل أسطول الغواصات الصيني تهديدًا وجوديًا أم مجرد تحدٍ تكتيكي؟ تظهر المؤشرات أن القلق الأمريكي مشروع، إذ لا تكتفي بكين بتطوير قدرات دفاعية بل تسعى لتغيير قواعد اللعبة البحرية وإعادة رسم موازين القوى في آسيا.


































