اخبار مصر
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
علق الخبير البارز في القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي محمد محمود مهران على خطة الرئيس دونالد ترامب بشأن غزة معتبرا أنها استستلام مقنع.
وأوضح مهران في تصريحات لـRT أن النظرة العربية الشعبية والرسمية لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة تتسم بالرفض القاطع كونها تمثل استسلاما مقنعا ينتهك القانون الدولي ويصفي القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
خطة منحازة تفتقر للحيادية
وقال الدكتور مهران إن الخطة المكونة من 19 نقطة والتي نشرها البيت الأبيض تكشف بوضوح الانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل وتجاهلها التام للحقوق الفلسطينية المشروعة، مؤكدا أن شرط نزع السلاح من غزة دون ضمانات لوقف العدوان الإسرائيلي يتعارض مع حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وفقا للقانون الدولي.
وأوضح أن فرض حكومة انتقالية عبر لجنة تكنوقراطية غير سياسية يتجاهل حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واختيار قيادته السياسية بحرية وفقا لمبدأ حق تقرير المصير المكرس في ميثاق الأمم المتحدة والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
انتهاك صارخ للقانون الدولي
وأكد الخبير الدولي أن الخطة تنتهك مبادئ أساسية في القانون الدولي أبرزها حق الشعوب في تقرير مصيرها وحظر استخدام القوة لفرض تسويات سياسية وحق الشعوب المحتلة في المقاومة المشروعة.
ولفت إلى أن البند الخاص بتنفيذ الخطة في المناطق التي يسلمها الجيش الإسرائيلي يعني ضمنيا الاعتراف بالسيطرة الإسرائيلية على غزة وهو ما يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية.
وأشار إلى أن إشراك قوات دولية دون موافقة فلسطينية حقيقية يشكل انتهاكا لسيادة الشعب الفلسطيني على أرضه مؤكدا أن القانون الدولي يحظر فرض ترتيبات أمنية على شعب دون موافقته الحرة والكاملة.
النظرة العربية الرافضة
وأكد أن الرأي العام العربي أجمع على رفض هذه الخطة واعتبارها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية مؤكدا أن ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي تعكس وعيا عربيا متزايدا بخطورة هذه المؤامرة، مشيراً إلى أن وصف النشطاء للخطة بأنها 'حقيرة' و'صفقة القرن الجديدة' يعكس الإدراك العميق لحقيقتها كمحاولة لإنهاء القضية الفلسطينية لصالح المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.
كما لفت إلى أن المقارنة مع الاحتلال الأمريكي للعراق وحاكمه بول بريمر تكشف المخاوف من تحويل غزة إلى منطقة وصاية دولية تحت السيطرة الأمريكية الإسرائيلية مؤكدا أن هذا السيناريو مرفوض جملة وتفصيلا من الشعوب العربية.
تصفية القضية الفلسطينية
وحذر من أن الخطة تهدف بوضوح لتصفية القضية الفلسطينية من خلال فرض واقع جديد يحرم الفلسطينيين من حقوقهم التاريخية والقانونية، مؤكدا أن نزع السلاح وفرض حكومة تكنوقراطية والسماح للقوات الإسرائيلية بتحديد المناطق الآمنة كلها عناصر تهدف لتفريغ غزة من أي قدرة على المقاومة أو المطالبة بالحقوق.
وأشار إلى أن غياب أي إشارة لإنهاء الاحتلال أو قيام دولة فلسطينية مستقلة أو حل الدولتين أو حق العودة يؤكد أن الخطة لا تهدف للسلام بل لتكريس الاحتلال بأشكال جديدة مؤكدا أن هذا يتعارض مع جميع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
الموقف المطلوب
ودعا حماس والفصائل الفلسطينية لرفض هذه الخطة جملة وتفصيلا مؤكدا أن قبولها يعني التخلي عن الحقوق الفلسطينية الأساسية، مطالبا الدول العربية باتخاذ موقف موحد ضد هذه المؤامرة وممارسة كافة أشكال الضغط على الولايات المتحدة لإلغائها، والاتفاق علي حل عادل يحمي حقوق الشعب الفلسطيني.
وشدد الدكتور مهران بالتأكيد على أن هذه الخطة تمثل أكبر مؤامرة على القضية الفلسطينية منذ عقود وأن مواجهتها تتطلب وحدة عربية وإسلامية وتضامنا دوليا لحماية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفقا للقانون الدولي.
وأثارت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة جدلا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يجمع المتابعون على أنها 'استسلام وإنهاء للقضية الفلسطينية'.
والخطة التي عرضها ترامب أمس الاثنين، والمكونة من 19 نقطة بحسب ما نشره البيت الأبيض، وضمن أحد البنود فإن غزة ستكون منزوعة السلاح وستخضع لحكومة انتقالية مؤقتة عبر لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية.
وتنص على أنه إذا ما رفضت حماس هذا المقترح أو ماطلت، ستنفذ البنود 'في المناطق الخالية من الإرهاب التي يسلمها الجيش الإسرائيلي للقوة الدولية'.
المصدر: RT