اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
أكد الدكتور سمير أيوب، الباحث في الشئون الدولية، أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يستعد لرفع درجة جاهزية قواته على خلفية تصاعد التوترات مع روسيا، في وقت يعلن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده 'مستعدة للحرب' إذا اقتضت الضرورة، ما يزيد من حدة المخاوف الأوروبية والدولية من اندلاع مواجهة عسكرية واسعة.
الرؤى الأمريكية تجاه روسيا
وأوضح سمير أيوب، خلال مداخلة هاتفية في برنامج 'حديث القاهرة' مع الإعلامية هند الضاوي على قناة القاهرة والناس، أن جذور الأزمة الحالية تعود إلى حالة التوجس الأوروبي من تنامي القوة الروسية، موضحًا أن المخاوف من أن تصبح موسكو لاعبًا مؤثرًا بشكل متزايد على القارة دفعت الدول الأوروبية للبحث عن مصادر ضغط على روسيا بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية.
وأشار الباحث في الشئون الدولية، إلى وجود اختلافات بين الإدارات الأمريكية المتعاقبة في التعامل مع روسيا، لافتًا إلى أن إدارة ترامب كانت أكثر ميلًا للعمل وفق مصالح الولايات المتحدة المباشرة، ووجدت في بعض الأحيان أن مصالحها تتقاطع أحيانًا مع موسكو أكثر مما تتقاطع مع حلفائها الأوروبيين، في حين تبدو أوروبا 'أضعف وأكثر حاجة لدعم واشنطن' في مواجهة التحديات الروسية.
التحديات الأوروبية الداخلية وتأثيرها
وأوضح سمير أيوب، أن هذه التباينات تعكس تعقيدات المشهد الدولي، حيث تتطلب إدارة الأزمة الحالية توازنًا دقيقًا بين المصالح الأمريكية والأوروبية، وسط سباق نفوذ مستمر بين روسيا والغرب قد يؤدي إلى زيادة احتمالات التصعيد العسكري في حال فشل الجهود الدبلوماسية، وأن الدول الأوروبية الكبرى تواجه صراعات داخلية، مشيرًا إلى أن استمرار الصراع مع روسيا سيزيد من استنزافها، خاصة مع تباطؤ النمو الاقتصادي والضغوط الاجتماعية والسياسية الداخلية، بينما تواجه روسيا نفسها خسائر بشرية وعسكرية واقتصادية رغم تحقيق بعض الإنجازات على الجبهات المختلفة.
وأشار سمير أيوب، إلى أن هذه المعطيات تجعل من الصعب على أي طرف تجاوز الأزمة بسهولة، وأن المشهد الدولي يتجه نحو مزيد من التعقيد، مع توقع أن تشهد الفترة المقبلة تصعيدًا محدودًا أو اختبارات عسكرية على الأرض، بما يعكس صعوبة التوصل إلى حل دبلوماسي شامل دون تنازلات متبادلة، وأن رفع درجة جاهزية قوات الناتو يعكس رغبة الحلف في الردع والتأهب لأي تحركات روسية محتملة، مشددًا على أن هذه الخطوة تأتي بالتوازي مع المساعي الدبلوماسية الدولية لتجنب انفجار الصراع، لكنها في الوقت نفسه تؤكد أن الأطراف المعنية تستعد لكافة السيناريوهات.
وأشار إلى أن استمرار سباق النفوذ بين روسيا والغرب يجعل احتمالات التصعيد العسكري حقيقية، خاصة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في احتواء الخلافات، محذرًا من أن أي خطأ أو احتكاك عسكري محدود قد يتحول سريعًا إلى مواجهة أشمل، ما يستدعي يقظة متواصلة من جميع الأطراف.
الحاجة إلى حلول دبلوماسية عاجلة
واختتم الدكتور سمير أيوب، بالتأكيد على أن المشهد الدولي الحالي معقد للغاية، مع وجود توازن هش بين القوى الكبرى، وأن التعامل مع الأزمة الروسية-الأوروبية يتطلب تنسيقًا دوليًا دقيقًا يوازن بين الردع العسكري والجهود الدبلوماسية، مع الإشارة إلى أن أي تصعيد محتمل سيكون له تداعيات كبيرة على الأمن الأوروبي والعالمي، مشددًا على أن المرحلة المقبلة حاسمة، وأن السباق بين القوة العسكرية والدبلوماسية سيحدد مسار الأزمة، داعيًا إلى تعاون دولي مشترك للحد من التوترات وحماية الاستقرار الإقليمي والدولي.


































