اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
في تطور خطير يعكس تصاعد التوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، كشفت تقارير استخباراتية أوروبية عن مؤشرات واضحة على استعدادات روسية لشن هجوم محتمل على أحد أعضاء الناتو في أوروبا الشرقية.
وفقًا لموقع يوروميدان الأوكراني، فإن هذه الأدلة تشمل تحركات عسكرية غير معتادة قرب الحدود البولندية والليتوانية، وتكثيفًا في المناورات القتالية داخل منطقة كالينينغراد، إلى جانب نشاط سيبراني عدائي يستهدف أنظمة الاتصالات والبنية التحتية الحيوية في دول البلطيق.
وأشار التقرير إلى أن أجهزة الاستخبارات في بولندا وإستونيا رصدت تغييرات في نمط الانتشار العسكري الروسي، بما في ذلك نشر وحدات هجومية من النخبة، وتعزيز منظومات الدفاع الجوي، وتحريك صواريخ قصيرة المدى إلى مواقع متقدمة.
هذه التحركات، التي تتزامن مع تصعيد في الخطاب السياسي الروسي، اعتُبرت بمثابة 'إشارات أولية' على نوايا هجومية، خاصة في ظل تراجع قنوات التواصل الدبلوماسي بين موسكو وبروكسل.
التحذيرات لم تقتصر على الجانب العسكري، بل شملت أيضًا المجال السيبراني، حيث رصدت وحدات الأمن الإلكتروني في ألمانيا ولاتفيا موجة من الهجمات المنسقة على شبكات الطاقة والمطارات، يُعتقد أنها جزء من استراتيجية 'التمهيد الإلكتروني' التي تعتمدها روسيا قبل أي تحرك ميداني. هذه الهجمات، التي تحمل بصمات مجموعات مرتبطة بالاستخبارات الروسية، تهدف إلى إرباك الخصوم، وشلّ البنية التحتية، وخلق حالة من الفوضى قبل أي تصعيد عسكري.
وفي بروكسل، عقدت لجنة الطوارئ في الناتو اجتماعًا مغلقًا لمراجعة هذه التقارير، وسط دعوات لتعزيز الجاهزية الدفاعية في دول الخط الأمامي، وتفعيل خطط الانتشار السريع للقوات المشتركة.
مصادر دبلوماسية أكدت أن الحلف يدرس نشر وحدات إضافية في بولندا ورومانيا، وتكثيف الدوريات الجوية في بحر البلطيق، تحسبًا لأي تحرك مفاجئ من الجانب الروسي.
التوترات الحالية تأتي في ظل تصاعد المواجهة غير المباشرة بين روسيا والغرب على عدة جبهات، من أوكرانيا إلى القوقاز، مرورًا بالبحر الأسود. لكن ما يجعل هذا التحذير مختلفًا هو طبيعته الاستخباراتية الدقيقة، وتزامنه مع تحولات ميدانية ملموسة، ما دفع بعض العواصم الأوروبية إلى رفع مستوى التأهب الأمني، وإعادة تقييم جاهزية قواتها المسلحة.
في هذا السياق، يرى المراقبون أن موسكو قد تلجأ إلى اختبار حدود الردع الغربي، عبر عمليات محدودة أو استفزازات مدروسة، تهدف إلى زعزعة الثقة داخل الناتو، وفرض واقع جديد على الأرض.
هذا السيناريو، الذي لا يستبعده التقرير، يضع الحلف أمام معضلة استراتيجية: الرد الحاسم دون الانجرار إلى مواجهة شاملة، أو التراجع الذي قد يُفسر على أنه ضعف.
وتعيد التحذيرات الاستخباراتية الأخيرة إلى الواجهة سؤالًا قديمًا يتردد بكثرة في أروقة الناتو: هل باتت روسيا مستعدة لتجاوز الخطوط الحمراء؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فإن أوروبا تقف على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع، حيث لا مكان لهشاشة الموقف، ولا وقت للتردد، وفقًا للموقع الأوكراني.