اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٩ أيلول ٢٠٢٥
في إطار التحركات الدبلوماسية النشطة التي يقودها وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، لمتابعة تطورات الأوضاع الإقليمية والتنسيق مع الشركاء الدوليين، أجرى الوزير يوم الاثنين سلسلة من الاتصالات الهاتفية المهمة، شملت صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وكذلك وزير خارجية هولندا الجديد السيد دافيد فان فييل. وقد عكست هذه الاتصالات حرص القاهرة على تكثيف مشاوراتها مع شركائها العرب والأوروبيين لمواجهة التحديات المتصاعدة، وعلى رأسها الوضع الكارثي في قطاع غزة، إلى جانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية الأخرى.
وزير الخارجية يحذر من خطورة التصعيد الإسرائيلي وتردي الأوضاع في قطاع غزةوزير الخارجية يبحث مع نظيره الألماني الأوضاع في غزة والملف النووي الإيراني
في الاتصال الذي جرى مع نظيره السعودي، أكد الوزيران على قوة العلاقات التاريخية والروابط الأخوية المتينة التي تجمع مصر والمملكة العربية السعودية، وأهمية التشاور المستمر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقد احتل الوضع في قطاع غزة مساحة كبيرة من النقاش، حيث أعرب الوزيران عن رفضهما القاطع للعدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وما يشمله من جرائم ممنهجة وحصار خانق أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بصورة غير مسبوقة. كما شددا على ضرورة التحرك الفوري من أجل وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع دون أي عوائق.
ولم يقتصر النقاش على غزة فحسب، بل تطرق الوزيران إلى خطورة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك التوسع الاستيطاني غير القانوني الذي يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. وقد اتفق الجانبان على أهمية توحيد الموقف العربي الرافض لهذه الممارسات، وضرورة مواصلة الجهود المشتركة مع المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل باحترام التزاماتها القانونية والإنسانية.
كما استعرض الوزيران تطورات الأوضاع في السودان، حيث شدد الدكتور عبد العاطي على دعم مصر الكامل لمؤسسات الدولة السودانية، وضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار حفاظًا على وحدة السودان وسلامة شعبه، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم. وقد أكد الجانبان على مواصلة التنسيق الوثيق بين القاهرة والرياض في هذا الملف وغيره من القضايا الإقليمية، دعمًا للاستقرار وصونًا للمصالح العربية المشتركة.
وفي سياق متصل، تلقى الوزير عبد العاطي اتصالاً هاتفياً من نظيره الهولندي الجديد دافيد فان فييل، حيث بادر الوزير المصري بتهنئته على تولي منصبه، متمنيًا له التوفيق في مهمته، ومعربًا عن تطلع مصر لتعزيز التعاون الثنائي مع هولندا خلال المرحلة المقبلة. وقد شكّل الوضع في قطاع غزة محورًا رئيسيًا للنقاش أيضًا، حيث أطلع الوزير عبد العاطي نظيره الهولندي على الجهود المكثفة التي تبذلها مصر بالتعاون مع قطر من أجل وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأشار الوزير إلى أن استمرار إسرائيل في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين وعرقلة وصول المساعدات الإغاثية والطبية أدى إلى تدهور غير مسبوق في الوضع الإنساني، حتى بلغ حد المجاعة، رغم تكدس ما يقارب ٥٠٠٠ شاحنة محملة بالمساعدات على الحدود بانتظار الإذن بالدخول. وشدد عبد العاطي على أن مسؤولية المجتمع الدولي باتت تفرض التدخل العاجل والفاعل من أجل وقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، وإنهاء سياسة العقاب الجماعي والتجويع التي تمارس ضد المدنيين الأبرياء.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، اتفق الجانبان المصري والهولندي على مواصلة التنسيق لدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وفتح آفاق أوسع للتعاون في مختلف المجالات، بما يعكس تطلعات البلدين لتعزيز الشراكة بينهما. وأكد الوزير الهولندي، من جانبه، حرص بلاده البالغ على تطوير العلاقات مع القاهرة، مشيرًا إلى اتخاذ الحكومة الهولندية كافة الإجراءات اللازمة لتأمين السفارات الأجنبية، بما في ذلك السفارة المصرية.
واختُتمت هذه الاتصالات بالتأكيد على أهمية استمرار التنسيق العربي والأوروبي إزاء التطورات المتسارعة في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بما يضمن دعم الاستقرار الإقليمي وحماية المصالح المشتركة.
وقد عكست المكالمتان التحركات النشطة للسياسة الخارجية المصرية بقيادة الوزير عبد العاطي، والتي تستهدف تكريس الحوار المستمر مع الشركاء العرب والدوليين، والعمل على حشد المواقف الدولية لصالح قضايا المنطقة وصون الحقوق المشروعة للشعوب، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.