اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٦ أب ٢٠٢٥
شهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات نقلة نوعية خلال العام المالي 2023-2024، مع قفزة تاريخية للاستثمارات الإماراتية وصلت قيمتها إلى 38.9 مليار دولار. هذه الأرقام، التي يصفها الخبراء بأنها غير مسبوقة، تعكس عمق الثقة الإماراتية في الاقتصاد المصري، وتفتح آفاقاً جديدة أمام التعاون الثنائي في مختلف المجالات الاقتصادية.
يؤكد الدكتور عبد الهادي مقبل، رئيس قسم الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة طنطا، أن صفقة رأس الحكمة التي ضخت نحو 35 مليار دولار في مارس 2024 كانت الشرارة التي أطلقت هذه الطفرة. ويعتبرها أكبر استثمار إماراتي منفرد في تاريخ السوق المصرية، ما يعكس الرؤية الاستراتيجية المشتركة بين القاهرة وأبوظبي في دعم مشروعات نوعية، خصوصاً في القطاعات العقارية والسياحية والبنية التحتية.
يرى مقبل أن هذه الاستثمارات الضخمة تمثل دليلاً واضحاً على ثقة الإمارات في استقرار الاقتصاد المصري وقدرته على تحقيق عوائد مستدامة. كما يشير إلى أن هذه التدفقات المالية ستسهم في تعزيز احتياطي النقد الأجنبي ودعم استقرار العملة المصرية خلال المرحلة المقبلة، بما ينعكس إيجابياً على مختلف المؤشرات الاقتصادية.
العلاقات بين القاهرة وأبوظبي، بحسب مقبل، هي نموذج للشراكة العربية المتكاملة، إذ تجمعها روابط سياسية واقتصادية راسخة تقوم على التعاون وتبادل المصالح. هذه الروابط تجعل من الاستثمارات الإماراتية في مصر أكثر من مجرد أرقام مالية، بل ترجمة عملية لعمق العلاقات وتوافق الرؤى في دعم مسيرة التنمية الإقليمية.
يشير الخبير الاقتصادي إلى أن مصر تتمتع بمقومات تجعلها سوقاً استثمارية جاذبة، بفضل موقعها الجغرافي المتميز، وسوقها المحلي الضخم، والمشروعات القومية العملاقة التي تنفذها الدولة. هذه العوامل مجتمعة تجعلها وجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن فرص طويلة الأمد ذات عوائد عالية.
ولفت مقبل إلى أن زيارة الشيخ محمد بن زايد الأخيرة إلى القاهرة تمثل رسالة سياسية واقتصادية قوية، تؤكد حرص القيادة الإماراتية على تعزيز شراكاتها مع مصر، وفتح الباب أمام مزيد من الاستثمارات الخليجية، بما يدعم النمو الاقتصادي ويوفر آلاف فرص العمل.
توضح المؤشرات أن المرحلة المقبلة ستكون واعدة للتعاون المصري الإماراتي، ليس فقط عبر الاستثمارات المباشرة، بل أيضاً من خلال شراكات استراتيجية طويلة الأجل. هذا التوجه يعزز من مكانة مصر كوجهة استثمارية إقليمية، ويؤكد دور الإمارات كشريك رئيسي في دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة.