اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
تلقى الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالا من مواطن يدعى أيمن من محافظة دمياط، يستفسر فيه عن الحكم الشرعي المتعلق بالتبرع أونلاين للأعمال الخيرية، وهل يعد ذلك جائزا شرعا أم لا.
ورد الدكتور شلبي موضحا أن مسألة التبرع للأعمال الخيرية عبر الوسائل الحديثة أمر مقبول من الناحية الشرعية، بل ويعتبر من الأمور المشروعة، مستشهدا بالآية الكريمة من سورة المائدة: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}.
وأكد أن هذا النص القرآني يرسخ لمبدأ التعاون على الخير، ويعكس مقصدا عظيما من مقاصد الشريعة الإسلامية.
وأضاف أن التكافل الاجتماعي هو غاية أساسية من غايات الشريعة، وأن التبرع المالي يعد من أبرز الوسائل التي تحقق هذا المقصد، مشيرا إلى أن استخدام الوسائل الإلكترونية الحديثة في التبرع لا يخرج عن هذا الإطار ما دام الهدف واحدا، وهو دعم الأعمال الخيرية والإسهام في مساعدة المحتاجين.
لكنه شدد على أن الأمر يتطلب الاستيثاق والتأكد من الجهة المتلقية للتبرع، بحيث يطمئن المتبرع إلى أن أمواله تصل فعلا إلى الجهة المعلنة، محذرا في الوقت ذاته من الانسياق وراء الصفحات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، التي قد تستغل عاطفة الناس لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
وتابع شلبي موضحا أن الأجر والثواب مرتبطان بالنية الصادقة للمتبرع، حتى وإن لم تصل الأموال إلى مستحقيها عن طريق الخطأ أو بسبب الاحتيال، لأن الله سبحانه وتعالى يحاسب العبد على ما نوى.
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه”.
وطمأن الدكتور شلبي السائل بأن المتبرع عبر الوسائل الإلكترونية إذا نوى الخير وأراد بصدق أن يساعد، فإنه يحصل على الأجر كاملا من الله تعالى، بشرط الحرص على اختيار الوسائل الرسمية والموثوقة التي تضمن وصول التبرع إلى مصارفه الصحيحة.