اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٤ أب ٢٠٢٥
في مواجهة تهديدات فرض رسوم جمركية تصل إلى 100٪، اتجهت شركة TSMC لإعادة رسم وجودها العالمي.
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صراحةً أن أي شركة تصنع شرائح متقدمة خارج أمريكا ستُفرض عليها ضرائب باهظة، ما دفع TSMC للإعلان لاحقًا عن استثمار تقريبي بقيمة 100 مليار دولار لبناء خمسة مصانع متقدمة في أريزونا، مما يرفع إجمالي استثماراتها في الأراضي الأمريكية إلى 165 مليار دولار، ضمن تسوية أوسع لمواجهة الرسوم الجمركية المحتملة.
وبحسب تحليلات Digitimes ومنشورات أخرى مؤخرًا، فإن TSMC تستعد لإنتاج نحو 30٪ من شرائح 2nm المتقدمة عالميًا داخل موقعها الجديد في أريزونا.
يُتوقع أن يبدأ الإنتاج الفعلي بحلول عام 2028-2030، رغم أن الإنتاج في تايوان سيبقى الأسبق والأكثر تقدمًا.
ومع تخوّف الرئيس التايواني من نقل الصناعات الأحدث، أُعلن ضمنًا أن إنتاج شرائح 2nm لن يتم خارج تايوان قبل اكتمال سلسلة الجيل التالي من التكنولوجيا.
الاستثمار الأمريكي من TSMC يأتي استجابة مباشرة لتحديات تستهدف تعزيز الأمن القومي التقني الأمريكي وتقليص الاعتماد على آسيا في إنتاج الشرائح الرائدة.
هذا التوجه مدعوم بقانون CHIPS and Science Act، الذي قدم لـTSMC دعمًا ماليًا تجاوز 6.6 مليار دولار عبر منح وقروض مشجعة لبناء مصانع في أريزونا.
في الوقت ذاته، أنشأت الشركة بنية تحتية إنتاجية ضخمة تشمل خطوط تغليف متقدمة ومراكز بحث وتطوير محليًا.
رغم أن التوسع يعد خطوة استراتيجية، فإن تكلفة إنتاج شرائح في أمريكا ستكون أعلى بنسبة تتراوح بين 5 إلى 20% مقارنة بالمصانع في تايوان، بحسب تصريحات CEO لشركة AMD التي تتعامل مع TSMC.
ويُتوقع أن تتسبب اللوائح والعراقيل في صناعة أشبه بـ 'بناء منظومة شبه متكاملة' داخل أمريكا لتلبية الإنتاج المطلوب للشركات الكبرى المتعاملة مع TSMC.
تبدو الخطوة جزءًا من خطة استراتيجية مدفوعة بـ'بلطجة' ترامب، لا إنكار فيها: تهديدات بضرائب ضخمة دفعت أكبر شركة رقائق في العالم لإعادة تصميم علامتها الجغرافية. بفضل هذه التهديدات، أصبحت TSMC، التي كانت ركناً أساسًا في صناعة الشرائح حول العالم، تمهّد الطريق لجعل 30٪ من إنتاج شرائح الجيل الجديد (2 nm وما بعدها) يُصنع داخل أمريكا.
وهي خطوة يمكن أن تغيّر قواعد اللعبة إن نُفّذت بكامل قوتها—لكنها أيضًا تشير إلى رهانات عالية التكلفة على استدامة التصنيع المحلي ونضج البيئة التقنية الأمريكية.