اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٤
في صباح أحد الأيام المعتادة كانت عائلة الشاب مينا موسى ممرض من محافظة المنيا، تستعد ليوم جديد ككل يوم، دون أن يدركوا أن حياتهم على وشك أن تتغير إلى الأبد، استيقظ مينا موسى ذلك اليوم على مكالمة هاتفية حملت له وعدًا بفرصة عمل جديدة، فرصة لطالما كان يبحث عنها لتحسين أوضاعه المالية، ما لم يكن يعرفه مينا موسى أن هذه المكالمة ستكون بداية النهاية.
بداية الحلم وعرض وهمي يودي بالممرض مينا موسى للنهاية
مينا موسى شاب طموح في العشرينات من عمره، كان يعمل ممرضًا في المنيا، تلقى مينا عرضًا من صديق وزميل مهنة للعمل في التمريض المنزلي لرعاية مسن في منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة، كانت فرصة تبدو واعدة، ورغم تردده في البداية، قرر مينا خوض التجربة، آملًا في تحسين أوضاعه المعيشية وتوفير حياة أفضل لعائلته.
ما لم يكن مينا يدركه، أن هذا العرض لم يكن سوى فخ نصب له بمهارة، إذ تم استدراجه بعيدًا عن أسرته ومنطقته، ليجد نفسه في وسط خطة إجرامية كبرى.
فور وصول مينا موسى إلى الشقة المزعومة، وجد نفسه في مواجهة مشهد لا يمكن تخيله، على الفور تم تكبيله واحتجازه من قبل زميله ومجرم آخر، الذين استغلوا سذاجته وثقته بهم، وبدأ السيناريو الأسوأ يتكشف بسرعة، إذ بدأت محاولات ابتزاز أسرته للحصول على فدية مالية، كانت المكالمة التي تلقتها أسرته تحمل تهديدات صريحة بقتله إن لم يتم دفع المبلغ المطلوب.
الوقت كان يمر، والأسرة تحت الضغط لم تكن تعلم ماذا تفعل، ورغم محاولاتهم جمع المال المطلوب، إلا أن التواصل مع الخاطفين انقطع فجأة، وبدلًا من الإفراج عن مينا، اختار الخاطفون طريقًا أكثر دموية.
مع تصاعد الأحداث، بدأت الأمور تأخذ منحى أكثر مأساوية لا يمكن لأي قلب بشري أن يتحمله، بعد وفاة مينا نتيجة التعذيب، قرر المتهمان التخلص من الجثة بطريقة وحشية، قاما بتقطيع جثته إلى أجزاء، وألقوا الأشلاء في أماكن متفرقة، بما في ذلك ترعة الإسماعيلية ومقالب القمامة، بعض الأشلاء حتى تم العثور عليها وقد بدأت الكلاب الضالة تنهش فيها.
تلك التفاصيل البشعة أثارت صدمة كبيرة لدى المجتمع المصري، الذي تابع حادثة مقتل الممرض مينا ومسى بقلق وترقب، وسط صلوات ودعوات من عائلة مينا للحصول على العدالة واستعادة جثمانه كاملًا.
رحلة البحث عن الجثمان والأمل المفقود
بدأت فرق الإنقاذ النهري ورجال المسطحات المائية عملية بحث مكثفة في محاولة لاستعادة كافة أجزاء الجثمان، وتم العثور على بعض الأشلاء بالفعل، وتم التأكد من هويتها عبر تحليلDNA تطابقت نتائجه مع عينة من والد مينا، ولكن رغم هذه الجهود، لم يتمكنوا من العثور على كافة الاشلاء.
ومرت كل لحظة على عائلة مينا موسى بالالم والانتظار عاشت العائلة بين الأمل واليأس، وكل خبر جديد يصل عن العثور على جزء من الجثمان كان يضاعف معاناتهم.
بالدموع الجميع يودع مينا موسى بجنازة مهيبة
وبعد اللعثور على الأشلاء، بعد أيام من الجريمة، بدأت الأسرة في التحضير لجنازة مينا، وفي مشهد جنازة مينا كان مليئًا بالحزن والدموع، حيث احتشدت الكنيسة الإنجيلية بالأقارب والأصدقاء لوداع الشاب الذي راح ضحية لجريمة بشعة.
انهيار والد مينا موسى
انهارت والدة مينا، ووالده وقف عاجزًا عن التعبير عن حزنه العميق، كلمات الأب كانت بسيطة لكنها مؤثرة: 'لا أستطيع أن أصدق أنني فقدت ابني بهذه الطريقة'. أما الأصدقاء والجيران، فقد عبروا عن صدمتهم من فقدان شخص عرفوه بطيبة قلبه وابتسامته الدائمة.
اعترافات المتهمين.. تفاصيل الجريمة
بدأت التحقيقات تكشف عن تفاصيل جديدة، بعد إلقاء القبض على المتهمين، حيث اعترف المتهمان بأنهما خططا للجريمة بدقة، وأن الفكرة كانت ابتزاز أسرة مينا للحصول على المال.
وقال أحد المتهمين أنه قد زيف صوته ليتحدث مع والد مينا عبر الهاتف، مدعيًا أنه امرأة تطلب الفدية، وذلك لإرباك العائلة وإبعاد الشكوك عن هويتهم.
لكن عندما بدأت الأمور تتعقد، وعندما شعروا أن مينا قد يشكل خطرًا عليهم، قرروا قتله بدم بارد وتقطيع جثته لإخفاء معالم الجريمة.