اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
أثار ظهور تسجيلات صوتية جديدة على قناة 'Nasser TV' بموقع 'يوتيوب'، لبعض لقاءات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التي لم تذاع من قبل، مع بعض القادة العرب، حالة من الجدل، ما جعل كثيرون يطرحون تساؤلات حول توقيت النشر، وهوية القائمين على القناة، ودلالات محتواها.
عبدالله السناوي: مصدر التسريبات لا يمكن أن يكون إلا من رئاسة الجمهورية
وفي هذا السياق، علق الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، أحد أبرز المتخصصين في سيرة عبد الناصر، قائلا: 'لا أحد يعرف مصدر هذه القناة أو من يقف خلفها. من يملك الجرأة لينشر مثل هذه المواد، عليه أن يعلن عن نفسه ويوثق صحة ما يقدمه'.
وأضاف السناوي في تصريح خاص لـ'الرئيس نيوز': 'لو صح أن هذه التسريبات أصلية، فهي لا يمكن أن تكون صادرة إلا من داخل رئاسة الجمهورية، لأنه تاريخيًا كانت جميع اجتماعات الرئيس عبد الناصر مع الشخصيات المختلفة تُسجل بشكل رسمي من قبل الرئاسة نفسها'.
وأوضح السناوي أن التسجيلات لم تكن تتم بمبادرات فردية أو خاصة، بل كانت بإشراف رسمي، معقبا: 'لم يكن أحد يسجل دون علم الرئيس. التسجيلات كانت جزءًا من عمل الرئاسة، ومثبتة رسميًا، سواء مع شخصيات عربية كالقذافي أو غيره'.
وعن توقيت النشر، لفت إلى وجود دلالة سياسية واضحة، قائلا: 'تزامن التسريبات مع خطابات رسمية معاصرة، مثل خطاب الرئيس السيسي، قد يوحي بمحاولة استخدام أوراق قديمة لخدمة رسائل سياسية حالية'.
شادي الغزالي حرب: التسريب يكشف رؤية عبد الناصر للسلام مع إسرائيل
فيما قدم السياسي والناشط شادي الغزالي حرب تحليلًا خاصًا لمضامين بعض تلك التسريبات، خصوصًا ما تعلق منها بموقف عبد الناصر من الصراع العربي الإسرائيلي.
وقال الغزالي حرب: 'التسريب يجب وضعه ضمن سياق رؤية عبد الناصر للحل، كما عبر عنها في أحاديث صحفية في 1969 و1970، ملخصها أن عبد الناصر رأى أن المطالبة بأراضي 1948 باتت غير واقعية، وأن الحل يكمن في استعادة أراضي 1967 كاملة مع تقديم تنازلات لتحقيق السلام مع إسرائيل'.
وأكد الغزالي حرب أن هذا التوجه لا يعني أن عبد الناصر كان يسير على خطى اتفاقية كامب ديفيد لاحقًا، وقال: 'عبد الناصر لم يكن ينوي التنازل عن الحقوق العربية، كان يخطط لاستخدام شعبيته ونفوذه للضغط على الأنظمة العربية للسير في مسار جماعي لاستعادة الحقوق، وهو ما انعكس في مضمون التسجيل المسرّب مع القذافي'.
كما أشار إلى أن هناك أدلة على وجود قنوات سرية بين عبد الناصر وإسرائيل قبل وفاته: 'وثائق تاريخية تؤكد أن إسرائيل عرضت عودة سيناء مقابل سلام مع مصر، لكن عبد الناصر تمسك بعودة كافة أراضي 67، ورفض الحلول الجزئية'.
وتساءل الغزالي حرب خلال تحليله: 'السؤال الآن: هل حاول السادات، لاحقًا، بنفس الجدية، ربط السلام مع إسرائيل بتحقيق سلام شامل عربي؟ الإجابة على ذلك تحتاج بحثًا معمقًا بعيدًا عن الروايات الرسمية المكرسة'.
واختتم: 'التسريب يكشف كيف أن الخطاب العلني للقادة كان في كثير من الأحيان مجرد بروباجندا موجهة، تخدم بقاء الأنظمة على حساب وعي الشعوب'.