اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٧ أيار ٢٠٢٥
بينما أعلن وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، مساء أمس الثلاثاء أن جماعة “انصار الله” في اليمن والولايات المتحدة توصلوا الى اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك بعيد اعلان دونالد ترامب انتهاء الضربات الاميركية على اليمنيين.
الأمر الذي فتح بابا من التساؤلات حول تخلي أمريكا عن إسرائيل في معركة اليمن.
الكاتبة الصحفية، هند الضاوي، كتبت عبر صفحتها على 'فيسبوك': 'ترامب تخلى عن إسرائيل وأوقف بشكل أحادي العمليات في اليمن'.
فيما قال الباحث في الشؤون العربية عصام سلامة، للرئيس نيوز إن أمريكا لن توقف دعم إسرائيل ولن تتخلى عنها، كل ما في الأمر إن ترامب يريد وقف للحرب مؤقتا لحين إنهاء زيارته للخليج.
وقال الوزير العماني “بعد المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عمان مؤخرًا مع الولايات المتحدة الأميركية والسلطات المعنية في صنعاء (…) بهدف تحقيق خفض التصعيد، فقد أسفرت الجهود عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين”، مضيفا “في المستقبل لن يستهدف أي منهما الآخر بما في ذلك السفن الاميركية في البحر الاحمر ومضيق باب المندب”.
واضاف الوسيط العماني ان وقف اطلاق النار سيتيح “ضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي”.
لكن “انصار الله” تعهدوا لاحقا برد “مزلزل” على إسرائيل بدون أي إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة الذي أعلنته عُمان.
وتوعّد رئيس المجلس السياسي لـ”انصار الله” مهدي المشاط برد “مزلزل ومؤلم لن يكون بمقدور العدو الإسرائيلي تحمّله”، وذلك في بيان أشار إلى أن الضربات “ستستمر”.
وأعلن ترامب بشكل مفاجئ الثلاثاء وقف العملية العسكرية على اليمن، قائلا إن “انصار الله” وافقوا على وقف هجماتهم ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.
جاء هذا الإعلان بعد ساعات من غارات جوية إسرائيلية دمّرت بشكل كامل مطار صنعاء الدولي، وأسفرت عن استشهاد ثلاثة أشخاص بحسب اليمنيين.
وقال ترامب الثلاثاء “أعلن الحوثيون (…) أنهم لم يعودوا يريدون القتال. ببساطة لا يريدون القتال بعد الآن. وسنكرم ذلك. سنوقف القصف، وقد استسلموا”.
وتابع “يقولون أنهم لن يفجروا سفنا بعد الآن، وهذا هو… الهدف مما كنا نفعله”، موضحا أن المعلومات جاءت من “مصدر جيد جدا”.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب الاحتلال في 7 أكتوبر 2023، تطلق جماعة أنصار الله في اليمن صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل بشكل منتظم.
ويشنّ “انصار الله” أيضا هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، في ما يعتبرونه “دعما” للفلسطينيين في قطاع غزة.
وردّا على هذه الهجمات تشنّ الولايات المتحدة، بالاشتراك أحيانا مع بريطانيا، غارات ضد مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن، وكثّفت تلك الغارات منذ 15 مارس، في أعقاب عودة ترامب إلى السلطة، ما أسفر عن استشهاد نحو 300 شخص وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام اليمنيين.
تدمير كلّي
وقبيل إعلان ترامب، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على العاصمة اليمنية ما أدى إلى “تدمير كلّي” لمطار صنعاء الدولي، بحسب مسؤول في المطار، واستشهاد ثلاثة أشخاص وفق الحوثيين. وهو ثاني هجوم إسرائيلي على اليمن خلال 24 ساعة، ردا على هجوم صاروخي للحوثيين على مطار بن جوريون.
وأفاد مسؤول في المطار لوكالة فرانس برس بـ”تحطم ثلاث طائرات في مطار صنعاء من أصل سبع طائرات للخطوط الجوية اليمنية” مضيفا أنه تم “تدمير مطار صنعاء الدولي بشكل كامل”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنه عطّل مطار صنعاء “بشكل كامل”.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” عن وزارة الصحة التابعة للحوثيين سقوط “3 شهداء و35 جريحا في العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء ومصنع اسمنت عمران ومنطقة عصر ومحطة كهرباء حزيز”.
وأوضح البيان أن القتلى سقطوا في العاصمة صنعاء، وأن شخصا واحدا قُتل جراء الغارات على مطار صنعاء الدولي، فيما قُتل مواطنان آخران في استهداف محطة ذهبان المركزية في مديرية بني الحارث.
وسبق لإسرائيل أن استهدفت المطار في ديسمبر الماضي، ما أسفر حينها عن مقتل ستة أشخاص، وفقا لوسائل إعلام تابعة لـ”انصار الله”.
وأفادت قناة “المسيرة” التابعة لليمنيين الثلاثاء بأن “عدوانا أميركيا إسرائيليا يستهدف مطار صنعاء الدولي بسلسلة غارات”.
لكن مسؤولا في وزارة الدفاع الاميركية أكد ان “القوات الاميركية لم تشارك في الضربات الاسرائيلية على اليمن” الثلاثاء.
وتوعّد الحوثيون بالرد على الغارات الإسرائيلية، إذ أعلن المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله” (الاسم الرسمي للحوثيين) في بيان أن “العدوان الإسرائيلي والأميركي لن يمر بدون رد ولن يثني اليمن عن الاستمرار في موقفه المساند لغزة”.
وتأتي هذه الضربات بعد يومين من إعلان “انصار الله” مسؤوليتهم عن استهداف “مطار (بن جوريون) في يافا المحتلة بصاروخ بالستي فرط صوتي”. وأكد الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ أُطلق من اليمن وسقط في منطقة المطار الدولي الرئيسي رغم “عدة محاولات لاعتراضه”.
وموجة الغارات هذه هي الثانية لإسرائيل على اليمن خلال 24 ساعة، إذ شنت الإثنين غارات على ميناء الحديدة في غرب اليمن ومصنع إسمنت في المحافظة نفسها، أسفرت عن استشهاد أربعة أشخاص وإصابة 39 آخرين بجروح، بحسب وزارة الصحة التابعة للحوثيين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان في أعقاب الضربات الثلاثاء “هاجم سلاح الجو (…) ودمر بنى تحتية تابعة لنظام الحوثي في المطار المركزي في صنعاء والذي تسبّب في تعطيل عمل المطار بشكل كامل”.
وأضاف أن إسرائيل استهدفت المطار لأنه كان يستخدم من قبل الحوثيين “لنقل وسائل قتالية ونشطاء”.