اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
بدأت تقارير تتحدث عن إنشاء الدول الضامنة للاتفاق غزة قوة مهمات مشتركة لمراقبة تنفيذ المرحلة الأولى من مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
وأعلن القائم بأعمال رئيس المكتب السياسي لحركة 'حماس' خليل الحية توصل الفصائل الفلسطينية إلى اتفاق ينهي المقتلة في غزة، وأكد أنه تسلم من الوسطاء ومن الإدارة الأميركية ضمانات حول تنفيذ خطة السلام من دون أي عراقيل.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستكون جزءًا من فريق يعمل على نجاح الخطة ويساعد في الحفاظ على السلام في غزة، ويذلل أية عقبات أمام مراحل تنفيذ خطته التي تمتد أبعد من القطاع وتشمل جميع مناطق الشرق الأوسط.
لكن ما هي الآلية التي ستراقب تنفيذ هذا الاتفاق؟ وما هي قوة المهمات التي ستصل إلى المنطقة؟ وما هي وظائفها؟ وكيف يساعد ذلك في عدم تجدد الحرب؟ ومن هم المشاركين في تلك البعثة الدولية للقطاع؟ وهل ستعمل من داخل الأراضي الفلسطينية؟
وفقًا للمعلومات التي تتسرب من شرم الشيخ، فإن الضمانات التي تسلمتها 'حماس' كانت على شكل إرسال بعثة دولية مهمتها الأساسية منع أي خروق للاتفاق وضمان تنفيذه، بحسب النصوص الواردة بحذافيرها من دون تهاون وسحب الذرائع من طرفي الصراع التي تحاول إفشال خطة السلام.
ووفق “إنديبندنت عربية” فإن المسودة النهائية لوثيقة اتفاق وقف إطلاق النار، التي نشرتها هيئة البث الإسرائيلية 'كان'، وقالت إن نص الاتفاق الذي وقعته إسرائيل وحركة 'حماس' بناء على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقضي بوقف شامل للحرب في قطاع غزة، فإنها تتضمن بندًا لنشر قوة مهمات دولية للمساعدة في تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة.
5 بنود
تتكون وثيقة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من خمسة بنود، وجاء في النقطة الأخيرة منها 'بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ستبدأ ’حماس‘ التحقيق في وضع الرهائن وجمع جميع المعلومات المتعلقة بهم، وستقدم إفاداتها في شأن نتائج التحقيق من خلال آلية تبادل المعلومات، المتمثلة في إنشاء آلية لتبادل المعلومات بين الجانبين، عبر الوسطاء واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسيتم تشكيل فريق عمل لمراقبة التنفيذ والتنسيق مع الأطراف الأخرى'.
بكل وضوح ينص الاتفاق الذي وقعته 'حماس' على إنشاء قوة مهمات دولية، وبحسب المسودة فإنها تضم ممثلين من الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا ودول أخرى يتفق عليها الطرفان، لمراقبة تنفيذ السلام ووقف الحرب والتنسيق مع الأطراف الأخرى في المواضيع ذات الصلة.
كيف نبعت الفكرة؟
وفق تقارير صحيفة فإن فرنسا والإمارات من بين الدول الأخرى التي ستنضم إلى قوة المهمات، وسيكون لها فريق ميداني يعمل على مراقبة تنفيذ الاتفاق، وبحسب المعلومات الواردة فإن غرفة التنسيق هذه ستضم ممثلين عن إسرائيل و'حماس' أيضًا؛ لتسهيل التواصل وترتيب الإجراءات.
ووفق “إنديندنتت” نبعت أهمية وجود قوة مهمات في غزة، بعد حديث من 'حماس' عن اختفاء عدد من جثث الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، وعدم معرفتها مكانهم، لذلك رأت تل أبيب أن هذه القوة مهمة جدًا للمساعدة في عودة الرهائن، وإلى جانب ذلك فإنها ستسهم في أيضًا في متابعة كل الخروقات المحتملة على مدار الساعة.
ويحول إنشاء غرفة تنسيق ميدانية مشتركة تضم الوسطاء والضامنين للاتفاق من مجرد مراقبين لخطة السلام، إلى شركاء فعليين في تنفيذ الاتفاق، وبهذا يشعر طرفا الحرب بالراحة وتتبدد مشاعر الغدر والشك بينهما.
وأنشأ الجيش الأميركي مركز تنسيق مدني عسكري لدعم جهود تحقيق الاستقرار في غزة، يشارك في إدارته قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر، إضافة إلى عضو من المخابرات التركية والمخابرات المصرية، وأعضاء من قطر وإسرائيل و'حماس'.
ووفقًا للمعلومات الواردة، فإن مقر غرفة التنسيق المدنية العسكرية سيكون في إسرائيل وليس داخل غزة، ولكن على الأرجح سيدخل العناصر العاملون في هذا الفريق إلى أراضي القطاع لتنفيذ مهمات محددة، بحسب الحاجة.
وتستعد الولايات المتحدة لإرسال 200 جندي إلى إسرائيل للمساعدة في دعم ومراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك تتجهز الدول الأعضاء في غرفة التنسيق العسكري المدني إلى إرسال فرق عسكرية للمنطقة للمشاركة في المهمات الموكلة إليهم.
مهمات القوة
ومن وظائف فريق المهمات، أولًا مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وثانيًا التنسيق مع المنظمات غير حكومية الدولية وجهات من القطاع الخاص في القطاع، وثالثًا الإشراف والمراقبة والتأكد من عدم وجود انتهاكات، ورابعًا المساعدة في تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية وكذلك المساعدات اللوجستية والأمنية.
تتمتع الفرق الميدانية التي تعمل في فريق المهمات بخبرة واسعة في النقل والتخطيط والأمن والخدمات اللوجستية والهندسة، وتؤكد المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت ذلك، وتقول 'هؤلاء الأفراد مكلفين بمراقبة الاتفاق في إسرائيل، وسيعملون مع قوات دولية أخرى على الأرض'.
عقب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن 'أنقرة مشاركة في قوة مهمات مشتركة، ستراقب تنفيذ الاتفاق ميدانيًا. من بالغ الأهمية تسليم مساعدات شاملة إلى غزة وتبادل الرهائن ومعتقلين، وأن توقف إسرائيل فورًا هجماتها، لضمان ذلك يجب أن نكون هناك'.
من جانبه، كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أن بلاده تلعب دورًا فاعلًا في قوة تثبيت الاستقرار في قطاع غزة، وقال إن 'الساعات المقبلة ستكون حاسمة في ما يتعلق بإرساء السلام في غزة، ولضمان ذلك ستكون هناك قوة مهمات دولية لتعزيز الاستقرار في القطاع، فرنسا مشاركة في هذه القوة'.
مهمات أخرى
على المدى القريب، أنيطت بغرفة التنسيق المدنية العسكرية مهمات تتمثل في مساعدة 'حماس' في تحديد مواقع رفات الرهائن القتلى في غزة الذين فقدت الحركة آثارهم، وستعمل على توفير معدات ثقيلة لمهمات مثل حفر المباني المدمرة أو هدمها للوصول إلى الجثث، ومن الواضح أن الإسرائيليين سيكونون على اتصال دائم بهذا الفريق.
أما على المدى البعيد، فمن المقرر أن تسهم قوة المهمات في تهيئة الأرض لنشر قوات أمنية فلسطينية أسهمت مصر والأردن وكندا في تدريبها، تسهم في تجنب أي احتكاك مع الجيش الإسرائيلي.
وعلى مدار الوقت، ستعمل غرفة التنسيق المشتركة على تسهيل تدفق المساعدات، بما في ذلك المساعدات الأمنية والإنسانية، وتنسيق عمل الجهات الدولية في غزة.
لكن كيف يساعد ذلك في عدم تجدد الحرب؟ يقول الباحث السياسي رأفت يازجي إن 'هذه البعثة الدولية جاءت بناء على طلب طرفي الحرب، إسرائيل تريد الرهائن وتعرف أن هذا الفريق يساعد في تحقيق ذلك، و’حماس‘ لا تريد للحرب أن تعود وتدرك أن تلك اللجنة تضمن ذلك'. ويضيف أن 'منع الاحتكاك ومراقبة المساعدات كلها عوامل تضفي نوعًا من الاستقرار على الاتفاق وتضمن عدم تجدد الحرب، ويقع على عاتق الدول المشاركة بها مسؤولية عدم استئناف القتال، وبما أن هناك فريقًا للولايات المتحدة، فهذا يعني أن فريقها يسهم في بقاء الاستقرار'.