اخبار مصر
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٢٩ نيسان ٢٠٢٥
تشهد منطقة القرن الإفريقي التي تعد واحدة من أكثر المناطق استراتيجية في العالم تحركات مصرية مكثفة تهدف إلى تعزيز النفوذ السياسي والاقتصادي والأمني للقاهرة فيها.
من زيارات دبلوماسية رفيعة المستوى إلى نشر قوات عسكرية في الصومال تبرز مصر كلاعب رئيسي في منطقة القرن الإفريقي، مستفيدة من موقعها الجغرافي على البحر الأحمر وعلاقاتها التاريخية مع الدول الأفريقية، وهي تحركات تأتي في سياق معقد يتضمن توترات إقليمية مثل أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، والحرب الأهلية في السودان، إلى جانب التحديات الأمنية في الصومال والملاحة في البحر الأحمر.
وشهدت الفترة الأخيرة زيارات واتصالات مكثفة لقادة دول القرن الإفريقي إلى القاهرة، إلى جانب تحركات القاهرة النشطة في جيبوتي والصومال وأوغندا، والتي اعتبرها متابعون بمثابة 'رؤية لتكريس دور مصر كقوة إقليمية محورية قادرة على مواجهة التحديات وتسخير الفرص في منطقة تشهد تنافسًا دوليًا متزايدًا'.
وكشف رئيس الوزراء المصري مدبولي عن سر التحركات المصرية المكثفة في منطقة القرن الإفريقي، مؤكدا أن تلك المنطقة تمثل 'أهمية استراتيجية بالغة بالنسبة لمصر'، مستشهدا بالزيارة 'التاريخية' التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي، والتي تعد الأولى من نوعها منذ عقود.
وشدد رئيس الوزراء المصري خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحكومة المصرية على الأهمية الكبيرة التي توليها القاهرة لمنطقة القرن الإفريقي، وفي القلب منها دولة جيبوتي باعتبارها دولة هامة في منطقة القرن الإفريقي ومحورية بفضل موقعها على مدخل البحر الأحمر، موضحا أن زيارة السيسي إلى جيبوتي ركزت على تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والكهرباء والنقل واللوجستيات والموانئ والصناعة.
ما هي منطقة القرن الإفريقي؟
وتعد منطقة القرن الإفريقي التي تضم دولًا مثل الصومال وجيبوتي وإثيوبيا وإريتريا والسودان نقطة استراتيجية بسبب موقعها على البحر الأحمر ومضيق باب المندب حيث تمر حوالي 12% من التجارة العالمية، وتشهد المنطقة تنافسًا دوليًا وإقليميًا مكثفًا، مع وجود قواعد عسكرية لدول مثل الولايات المتحدة والصين وتركيا في جيبوتي، إلى جانب تحركات إماراتية وسعودية لتأمين موانئ المنطقة.
وعززت زيارة السيسي إلى جيبوتي في أبريل الجاري التعاون الاقتصادي والعسكري، مع تأسيس مجلس أعمال مشترك وافتتاح فرع لبنك مصر، وتوقيع اتفاقيات في البنية التحتية والتعليم والصحة، حيث تعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية مصر للسيطرة على ميناء دوراليه في جيبوتي، الذي يتعامل مع 95% من التجارة الإثيوبية مما يمنح القاهرة نفوذًا استراتيجيًا في مواجهة أديس أبابا.
نشر قوات عسكرية
وعن التحركات الأمنية، كشف مدبولي عن تفويض الرئيس السيسي له بزيارة أوغندا لمناقشة الأوضاع في الصومال، والإعداد لبعثة أممية جديدة تتضمن نشر قوات مصرية في الصومال ضمن التحالف العسكري 'أوسوم' لدعم الاستقرار في الصومال، مؤكدا أنه 'سيكون هناك تواجد للقوات المصرية في الصومال، ومصر ملتزمة بدعم استقرار الدول الأفريقية'.
وتناول مدبولي الزيارة الهامة التي قام بها رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة، مؤكدًا على التنسيق المستمر بين القاهرة والخرطوم لدعم استقرار السودان في ظل الأزمة الحالية، وكذلك زيارة رئيس أنجولا جواو لورينسو الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي إلى مصر والتي هدفت إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع دول القارة، كل تلك التحركات تؤكد اهتمام مصر الكبير بمنطقة القرن الإفريقي.
تأتي التحركات المصرية في سياق التوترات مع إثيوبيا حول سد النهضة، الذي يهدد أمن مصر المائي، حيث سعت القاهرة إلى تعزيز تحالفاتها مع دول المنطقة مثل جيبوتي والصومال لمواجهة النفوذ الإثيوبي، خاصة بعد توقيع إثيوبيا اتفاقية مع إقليم صوماليلاند المتمرد للوصول إلى ميناء بربرة وهو ما أثار غضب الصومال، وفي هذا الإطار وقّعت مصر اتفاقية عسكرية مع الصومال في 2024 تشمل تدريب القوات الصومالية ونشر قوات مصرية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي 'أوسوم' لمحاربة حركة الشباب الإرهابية.
ويظل أمن منطقة البحر الأحمر أولوية مصرية حيث تتأثر إيرادات قناة السويس بالهجمات الحوثية من اليمن، التي قلصت حركة الشحن بنسبة تزيد عن الثلثين في 2024، ودعت مصر بالتعاون مع دول مثل الصومال وجيبوتي إلى جهود دولية لتأمين الملاحة في المنطقة.
المصدر: RT