اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٠ كانون الأول ٢٠٢٥
أكدت الكاتبة حنان طاهر، أن الحكاية تظل إحدى أهم الوسائل التي يمكن من خلالها إيصال الرسائل الحساسة للأطفال بطريقة مبسطة وبعيدة عن التخويف، موضحًا أن الدراسات العلمية أثبتت أن سماع القصص ينشط أربع مناطق في المخ بدلًا من اثنتين فقط كما يحدث عند مشاهدة فيلم أو الاستماع لأغنية، مما يعزز قدرة الطفل على الاستيعاب والتفاعل مع الرسائل المقدمة.
تفاعل الطفل مع الشخصيات
وأشارت حنان طاهر، خلال لقاءها في القناة الأولى، إلى أن الطفل يرتبط بشخصيات القصة ويتفاعل مع أحداثها، ما يجعل الرسائل المغروسة داخل الحكاية تصل إليه بسهولة دون الحاجة إلى شرح مباشر أو صريح، وأهمية اختيار القصة المناسبة لعمر الطفل، مشيرة إلى أن الفئة العمرية من ثلاث إلى خمس سنوات تحتاج محتوى مبسطًا للغاية، ويفضل تقديمه على شكل أغنية قصيرة، بينما يمكن للفئة من خمس إلى سبع سنوات إدخال حبكة بسيطة دون مشاهد صادمة أو كلمات مباشرة.
وأضافت الكاتبة حنان طاهر، أن الهدف من هذه الحكايات هو غرس مفهوم الحدود الشخصية وكيف يمكن للطفل حماية نفسه إذا شعر بعدم الارتياح، مستشهدة بمثال قصة 'نور ومدينة خيال الظل'، التي استخدمت الرمزية لتقديم الإرشاد بطريقة آمنة وفعّالة، موضحة أن الرموز تساعد الأطفال على فهم المواقف دون التعرض لمحتوى يسبب لهم قلقًا أو توترًا.
دور الأهل في توجيه الطفل
وشددت حنان طاهر، على ضرورة أن يظل الأهل هادئين أثناء الحديث عن هذه الموضوعات، لأن الأطفال يتأثرون مباشرة بحالة القلق أو التوتر لديهم، داعية إلى الامتناع عن فرض القيم بشكل مباشر داخل القصص، مع التركيز على الاعتماد على المعنى الداخلي الذي يلتقطه الطفل بطبيعته، ما يعزز قدرته على التمييز بين الصواب والخطأ بشكل مستقل.
وأكدت حنان طاهر، أن تعويد الأطفال على الانتباه لشعورهم الجسدي والتمييز بين الراحة والقلق يساعدهم على اتخاذ القرار الصحيح وطلب المساعدة عند الضرورة، فضًلا عن أن هذه المهارات تعد أساسية في بناء شخصية الطفل، حيث تمنحه القدرة على حماية نفسه واتخاذ القرارات السليمة دون خوف أو توتر مفرط.
أهمية متابعة سلوك الطفل
في النهاية، شددت الكاتبة حنان طاهر، على أن الحكايات ليست مجرد وسيلة ترفيهية، بل أداة تعليمية قوية تُسهم في تنمية وعي الطفل الذاتي وغرس القيم الأساسية بطريقة آمنة وفعّالة، ذكرة أن اختيار القصص بعناية، وتقديمها بأسلوب هادئ ومتوازن، يضمن أن الطفل يستوعب الرسائل المهمة ويستفيد منها في حياته اليومية، مما يعزز ثقته بنفسه وقدرته على التعامل مع المواقف المختلفة.


































