اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أسيوطي عالق في العراق منذ 1988: أولادي لم يروا أبناء عمومتهم لغياب الأوراق الثبوتية
في محافظة صلاح الدين العراقية، يترقب المواطن المصري بدري محمود محمد، ابن مركز أبنوب بمحافظة أسيوط، ما يبدو أنه انتظار لا نهاية له. سافر 'عم بدري' إلى العراق في عام 1988، ومنذ ذلك الحين لم تطأ قدماه أرض الوطن.
قصة بدري ليست مجرد قصة اغتراب، بل هي معاناة عائلية مركبة؛ فلديه شاب وفتاة، غازي وفاطمة، ولدا وترعرعا في الخارج دون أن يزورا مصر قط، أو يروا أهاليهم وأعمامهم، والسبب جذري وبسيط في آن واحد: غياب الأوراق الثبوتية المصرية.
تفاقم الأزمة: التحول الرقمي يفاقم الانقطاع
تفاقمت مأساة هذه العائلات مع تحول مصر من البطاقة الشخصية الورقية إلى نظام الرقم القومي. عم بدري وأولاده أصبحوا عالقين في فجوة زمنية وإجرائية، حيث أن الإجراء الوحيد الذي كان يمكن أن ينقذهم لم يتحقق.
في عام 2014، أرسلت وزارة الداخلية المصرية ماكينة إصدار بطاقة الرقم القومي المتنقلة إلى العراق لمدة أسبوع واحد فقط. لم يلحق بها عم بدري وأولاده بسبب ظروف التنقل والوقت المحدود. والأدهى، أنه منذ ذلك التاريخ، أي منذ أحد عشر عامًا، لم يتم إرسال الماكينة مرة أخرى ( بحسب رواية عم بدري). هذا الانقطاع الإجرائي حرم جيلًا كاملًا من حقه الأساسي في إثبات هويته المصرية.
يؤكد عم بدري امتلاكه للبطاقة الورقية القديمة، وشهادة أداء الخدمة العسكرية، إلا أنه لا يستطيع استخراج شهادات ميلاد مصرية لأبناءه أو بطاقات رقم قومي لهم.
يوضح عم بدري أن أولاده لديهم شهادات ميلاد وأوراق ثبوتية عراقية لأن أمهم عراقية، ولكن لا يوجد ما يثبت مصريتهم.
حجم المعاناة ونداء استغاثة عابر للحدود
قضية عم بدري ليست فردية؛ إنه يمثل صوتًا لأكثر من 100 مواطن مصري في محافظة صلاح الدين وحدها، ناهيك عن المئات في المحافظات العراقية الأخرى الذين يواجهون المصير ذاته: الحرمان من الأوراق الثبوتية وجوازات السفر، مما يعيق حركتهم ويجعلهم غرباء في بلادهم الأم.
يناشد عم بدري محمود محمد وزارة الخارجية المصرية وجميع الجهات المعنية بالتدخل العاجل. إنها ليست مجرد مسألة ورقية، بل هي مسؤولية وطنية وإنسانية تجاه أبناء الوطن.
أطلق عم بدري مناشدة إلى وزارة الخارجية المصرية بإصدار توجيهاتها الفورية لاستئناف إرسال بعثات إصدار أوراق ثبوتية وجوازات سفر للمصريين في العراق. أولادي غازي وفاطمة يريدان زيارة مصر ورؤية عائلتهم قبل فوات الأوان. نحن مصريون، ولا نريد أن نفقد هويتنا وحقنا في العودة إلى وطننا.'


































