توترات خلف الأبواب المغلقة.. أزمة بين نتنياهو وبلينكن بسبب خطة حصار غزة

كشف مسئول أمريكي مطلع عن كواليس اجتماع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكبار مساعديه، حيث ظهرت بوادر أزمة جديدة بسبب خطة الجنرالات لحصار شمال غزة وضمه لإسرائيل بعد تهجير سكانه، حسبما نقلت صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل'.

وأكد المسئول الأمريكي أن بلينكن طلب توضيحًا بشأن خطة الجنرالات، وطالب نتنياهو بالتحدث علنًا بأنه لا ينوي حصار شمال غزة.

وأكد نتنياهو ووزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر، خلال الاجتماع، أن إسرائيل لا تنفذ ما يسمى بخطة الجنرال التي تهدف إلى عزل شمال غزة، وزعما أن الادعاءات على العكس من ذلك كانت ضارة بالصورة العامة لإسرائيل، كما قال المسئول الأمريكي.

وأضاف المسئول أن بلينكن حث نتنياهو على توضيح هذا الأمر علنًا، لكنه ومساعدوه امتنعوا.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن هذه المناقشة المتبادلة سلطت الضوء على إحباط أمريكي طويل الأمد تجاه نتنياهو، الذي تشعر واشنطن بأنه يدلي بتصريحات خلف الأبواب المغلقة مع المسئولين الأمريكيين، بينما يرفض تنفيذها على أرض الواقع أو الإعلان عنها خوفًا من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف الذي يعتمد عليهم بصورة كبيرة للبقاء في السلطة.

بينما أكدت وكالة 'رويترز' الإخبارية الدولية أن وزير الخارجية الأمريكي أبلغ نتنياهو بأن إسرائيل حتى الآن لم تتخذ الخطوات الكافية لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وطلب منها العمل على تحسين الوضع، وفقًا لمسئول كبير في وزارة الخارجية.

وقال المسئول إن بلينكن أجرى 'محادثات مطولة' حول الوضع الإنساني في غزة مع نتنياهو وغيره من كبار القادة الإسرائيليين، الذين تعهدوا بالعمل بناءً على طلبات الولايات المتحدة.

وأضافت الوكالة أن مطالب بلينكن لنتنياهو تأتي بعد أن كتب بلينكن ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى القادة الإسرائيليين، رسالة في وقت سابق من الشهر الحالي، يطالبان فيها باتخاذ المزيد من الخطوات في الشهر المقبل لتحسين الوضع الإنساني في غزة أو مواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية، وكان هذا أحد أقوى التحذيرات من هذا النوع منذ بدأت حرب إسرائيل مع حماس قبل عام.

وقال المسئول الأمريكي: 'الخطوات التي اتخذوها حتى الآن لم تكن كافية، وقد أوضحنا اليوم أننا بحاجة إلى رؤية المزيد'.

وتابع: 'لقد تعهدوا لنا بأنهم يتصرفون بناءً على طلباتنا ويفعلون كل ما في وسعهم لتلبية هذه الطلبات، نحن نأخذ هذه الالتزامات على محمل الجد ولكن النتائج هي المهمة'.

وأوضحت الوكالة أن التأكيدات التي ذكرها المسئول الأمريكي لم يتم ذكرها في البيان الإسرائيلي عن اجتماع بلينكن ونتنياهو.

وذكر بيان لوزارة الخارجية عن الاجتماع أن بلينكن أكد على ضرورة قيام إسرائيل بتعزيز المساعدات الإنسانية، في حين لم يذكر البيان الإسرائيلي القضايا الإنسانية على الإطلاق.

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، تراجعت كمية المساعدات التي تدخل غزة إلى أدنى مستوى لها على مدار العام، وبالإضافة إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة إن إسرائيل كانت تنكر وتعوق عشرات المحاولات هذا الشهر لتوصيل المساعدات، وخاصة إلى شمال غزة.

وتشير ما تسمى 'خطة الجنرالات'، التي نشرها قادة عسكريون متقاعدون وطرحها بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي هذا الشهر، إلى أنه سيتم توجيه المدنيين الفلسطينيين لإخلاء شمال غزة، والتي سيتم إعلانها بعد ذلك منطقة عسكرية مغلقة.

وقال المسئول: 'نتنياهو ورفاقه قالوا إنها ليست سياستهم على الإطلاق... قلنا، حسنًا، إذن يجب أن تبذلوا قصارى جهدكم لتقولوا ذلك علنًا، لن أقول إنهم سيفعلون ذلك بأي حال من الأحوال، لكننا سمعنا التزامًا واضحًا جدًا بأن هذا ليس سياستهم المعلنة'.