اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
وقعت مصر وإسبانيا اتفاقية شراكة تعد الأولى من نوعها بين البلدين، في إطار التزامهما بتعزيز العلاقات الاقتصادية ودعم جهود التنمية المشتركة.
وتهدف الاتفاقية إلى إطلاق برنامج للتنمية المستدامة “2025-2030” يشمل التعاون في مجالات الأمن الغذائي، وتمكين المرأة، ومواجهة التغيرات المناخية، والمياه والصرف الصحي، مع اعتماد آليات متنوعة مثل المشروعات الثنائية والدعم الفني والتعاون الإقليمي والمتعدد الأطراف.
وشهدت القاهرة اليوم الخميس، انعقاد الملتقى المصري الإسباني للأعمال بحضور الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين، إلى جانب ممثلين بارزين من القطاعين الحكومي والخاص في البلدين. ويأتي الملتقى في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها ملك إسبانيا إلى مصر لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، نقل الملك فيليبي السادس تحياته للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيدًا بحفاوة الاستقبال، وخص بالشكر الرئيس السيسي وقرينته على مأدبة العشاء التي أقيمت على شرفه بمنطقة الأهرامات بالجيزة، والتي وصفها بـ 'التجربة التاريخية التي جسدت عراقة الماضي وتطلعات المستقبل'.
وأكد ملك إسبانيا أن العلاقات بين القاهرة ومدريد تشهد تطورًا غير مسبوق، حيث تحولت الشراكة الاستراتيجية التي أُعلن عنها خلال زيارة الرئيس السيسي إلى مدريد إلى خطوات عملية ملموسة. وقال: 'اليوم نرى كيف تتحول هذه الشراكة إلى واقع من خلال هذا الملتقى، الذي يمثل فرصة سانحة لدفع العلاقات الاقتصادية والتجارية إلى آفاق أرحب'.
وأشار إلى أن الشركات الإسبانية رسخت وجودها في مصر منذ عقود طويلة، موضحًا أن أكثر من 60 شركة إسبانية مستقرة في مصر وتشارك بخبراتها في مشروعات قومية كبرى. وأوضح أن هذه الشركات كان لها دور بارز في تنفيذ مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، وشبكة القطارات فائقة السرعة، ومحطات معالجة المياه، فضلًا عن المتحف المصري الكبير، الذي وصفه بأنه 'أيقونة سياحية وثقافية جديدة لمصر'.
وزير الاستثمار: مصر تعطي 9 مجالات أولوية للتعاون الاقتصادي مع إسبانياملك إسبانيا: أكثر من 60 شركة إسبانية مستقرة في مصر وتسهم بخبراتها في تطوير علاقتنا الاقتصادية والتجاريةمدبولي: تسهيل الإجراءات وجذب الاستثمارات الأجنبية في قلب شراكة ضخمة مع إسبانياوزير خارجية إسبانيا: مصر لها دور محوري في استقرار منطقة البحر المتوسط
وأضاف ملك إسبانيا أن هناك شركات مصرية تعمل أيضًا في إسبانيا، ما يعكس عمق الثقة المتبادلة بين البلدين، ويسهم في الابتكار وإضافة القيمة المضافة في قطاعات استراتيجية مثل الاستدامة وحماية البيئة والسياحة.
وفيما يتعلق بالتبادل التجاري، كشف الملك فيليبي السادس أن صادرات إسبانيا إلى مصر بلغت 1.457 مليار يورو خلال عام 2024، فيما تجاوزت وارداتها من القاهرة 1.6 مليار يورو، معتبرًا هذه الأرقام مؤشرًا قويًا على الثقة المتبادلة وإمكانات أكبر للتوسع في الاستثمارات والشراكات.
كما شدد الملك على أهمية قطاع السياحة كأحد المجالات الحيوية للتعاون، لافتًا إلى أن إسبانيا قدمت منحة لتنفيذ مشروعات لحماية المواقع الأثرية الرئيسية في مصر، مثل الأقصر ومنطقة أهرامات الجيزة، باستخدام أحدث التقنيات في مجال الأمن والحفاظ على التراث الثقافي. وأكد أن هذه الجهود ستعود بالنفع على أكثر من 15 مليون سائح يزورون مصر سنويًا.
وأشار الملك فيليبي السادس إلى أن السياحة الإسبانية تمثل نموذجًا ناجحًا يمكن الاستفادة منه في مصر، واستقبلت إسبانيا 49 مليون سائح عام 2024، موضحًا أن التعاون المشترك في إدارة التراث والسياحة الثقافية والعلاجية والرقمنة السياحية سيعزز فرص الاستثمار ويحقق التنمية المستدامة.
واختتم الملك كلمته بالتأكيد على أن العالم يواجه تحديات معقدة تتعلق بالرقمنة والابتكار والتحول الاقتصادي، مشيرًا إلى أن التعاون الوثيق بين مصر وإسبانيا، بمشاركة القطاعين العام والخاص، يمثل السبيل الأمثل لتحقيق الازدهار المشترك وبناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للبلدين.
وخلال المنتدى، استهل المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، الجلسة الافتتاحية بكلمة أشار فيها إلى أن العلاقات المصرية الإسبانية تكتسب بُعدًا استراتيجيًا أوسع، يتجاوز الجوانب الاقتصادية إلى مجالات الثقافة والتعليم، لافتًا إلى تزايد اهتمام الشباب المصري بتعلم اللغة الإسبانية كجسر للتواصل بين الشعبين.
وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 3.1 مليار دولار، فيما وصلت الاستثمارات الإسبانية في مصر إلى 900 مليون دولار، مؤكداً الحاجة إلى تكثيف الجهود لزيادة هذه الأرقام وتعزيز الشراكة الاقتصادية.
فيما ألقى وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس كلمة أكد خلالها أن انعقاد المنتدى الاقتصادي بالقاهرة بحضور الملك فيليبي السادس يعكس متانة العلاقات الثنائية. وأشار إلى أن مصر تلعب دوراً محورياً في استقرار منطقة البحر المتوسط بفضل موقعها الجغرافي ومكانتها الاقتصادية والجيوسياسية، مشيداً بجهودها في مواجهة التحديات الإقليمية. كما أعرب عن إدراك بلاده للتداعيات التي تواجهها مصر، ومنها تراجع عوائد قناة السويس نتيجة التطورات الجيوسياسية في المنطقة، مؤكداً دعم إسبانيا الكامل لمصر في مسارها نحو اقتصاد أكثر استدامة وازدهاراً.
وانطلقت صباح اليوم في القاهرة أعمال الملتقى المصري الإسباني للأعمال، بتشريف الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء. وحضر الملتقى عدد من كبار المسؤولين المصريين، من بينهم الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.