اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن العلامة الفارقة التي تدل على خروج المريد من طريق التصوف هي فقدان الهمة والإرادة في طاعة الله، موضحًا أن التصوف قائم في جوهره على العزيمة والاستمرار في طريق الاستقامة والقرب من الله عز وجل.
وأضاف الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، في إجابة له على سؤال ورد إليه حول العلامات التي يعرف بها المريد خروجه من طريق التصوف، أن الصوفي يسمى مريدًا لأنه يملك الإرادة والهمة التي تدفعه للمداومة على الطاعات وذكر الله.
الدكتور يسري جبر: 'الكف' عبادة يترتب عليها ثواب كفعل الخير تمامًاكيف تدعو بـ اسم الله الأعظم؟.. يسري جبر يكشفماذا أفعل إذا لم يستجاب دعائي مع كثرة الإلحاح؟.. يسري جبر يجيبيسري جبر: احتكار السلع من صور أكل أموال الناس بالباطل
وتابع الدكتور يسري جبر إذا ذهبت هذه الهمة واستقر الفتور حتى صار المريد لا يفعل الطاعة ولا الذكر الذي اعتاد عليه، وأصبح يُقصِّر أو يترك الطاعة كلياً، فإنه بذلك قد خرج من طريق التصوف وصار من عموم المؤمنين.
وأوضح الدكتور يسري جبر أن المريد الحقيقي قد يذنب بحكم ضعف البشر لكنه يسارع بالتوبة والإنابة إلى الله، ولا يكرر الذنب كثيراً، أما إذا استمر على حالة الفتور والتقصير وفقد الإرادة الحية في قلبه، فإنه يفقد بذلك صفة المريد ويصبح من عوام المسلمين الذين خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا، وهم في مشيئة الله إن شاء غفر لهم وإن شاء عذبهم.
كان الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، قال إن الكف عن الشر وترك الأذى للناس يُعد عبادة كبيرة، وثواب الترك عند الله عظيم كمن يعمل الخير تمامًا، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'وليمسك عن الشر فإنها صدقة'، أي أن الامتناع عن أذى الناس هو صدقة يؤجر عليها العبد.
وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، أن هذه العبادة تُظهر أن الترك عبادة كما أن الفعل عبادة، فالله سبحانه وتعالى يثيب الإنسان على ترك الشر والامتناع عن المعاصي كما يثيبه على أداء الصالحات.
وأضاف الدكتور يسري جبر، أن سيدنا أبي جمرة أورد في شرحه لطيفة جميلة، وهي أن هذا الحديث يُعد ردًّا على بعض الأصوليين الذين قالوا: 'إن الترك لا يُؤجر عليه لأنه ليس بعمل'، مؤكدًا أن هذا فهم خاطئ، لأن الترك هو كف النفس، وهو في حد ذاته جهد يُكافأ عليه العبد.
واستدل بقول الله تعالى: 'إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ'، أي إن امتنعوا وكفوا عن الكفر والضلال، فإن الله يغفر لهم، وهذه مغفرة وثواب مترتب على الترك.
وأشار الدكتور يسري جبر إلى أن أدلة السنة كثيرة، منها هذا الحديث الشريف وغيره، كلها تدل على أن الكف عبادة، مؤكدًا أن معنى 'يعمل' في قوله تعالى:'فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ • وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ'يشمل العمل بالفعل والعمل بالكف، لأن الكف عن الشر عمل يُثاب عليه.
وبيّن أن كبح النفس عند الغضب، وامتناع الإنسان عن التلفظ بما يؤذي الآخرين، وكف الجوارح عن الإيذاء، كلها صور من الكف الذي يُعد عبادة، مستشهدًا بقوله تعالى: 'وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ'، فالكظم هنا كف عن رد الفعل، وكف عن الانفعال، وهو ترك لله وفيه أجر عظيم.
وأكد الدكتور يسري جبر أن ترك الحرام والمكروه يُقابل في الثواب فعل الواجب والمستحب، فكلاهما طاعة لله تعالى، مشددًا على أن الإنسان يجب أن يعبد الله بالفعل وبالترك معًا، بأن يكف نفسه عن الانسياق خلف الشهوات والأهواء، ويضبطها بضوابط الشرع الشريف.