سيد الأبنودي يكشف تفاصيل لقاء وزير البترول مع مستثمري التعدين

أكد سيد الأبنودي، الصحفي والباحث المتخصص في شؤون البترول والتعدين بجريدة 'الدستور'، أن اللقاء الذي جمع المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، مع مستثمري قطاع التعدين مساء أمس، يمثل نقلة نوعية في مواجهة التحديات التي تعترض هذا القطاع الاستراتيجي، كما يعزز من الثقة لدى المستثمرين المحليين والعالميين.

وأوضح الأبنودي، خلال مداخلة مع إذاعة 'راديو مصر' أن هذا اللقاء يعكس التزام الحكومة المصرية بدعم قطاع التعدين من خلال تبني سياسات استثمارية جاذبة وتقديم حوافز تشجيعية للمستثمرين، مؤكدًا أن لقاء وزير البترول مع المستثمرين جاء في وقت حاسم يعاني فيه القطاع من عدة تحديات تتعلق بالتصنيع المحلي وإضافة القيمة إلى الخامات المستخرجة.

خلال اللقاء، أعلن المهندس كريم بدوي عن إطلاق مزايدة عالمية جديدة من قبل الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية، تدعو المستثمرين في مجال التعدين إلى التقدم بعروض للتنقيب عن خامي رمل الكاولين ورمل الزجاج والخامات المصاحبة في عدة قطاعات.

بالفيديو مداخلة سيد الأبنودي الصحفى فى راديو مصر (اضغط هنا)

وستبدأ هذه المزايدة اعتبارًا من اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024 وحتى الخميس 13 فبراير 2025، وذلك وفقًا لنظام الضرائب والإتاوة ونسبة المشاركة المجانية، مما يفتح الباب أمام فرص استثمارية واسعة للمستثمرين المحليين والعالميين.

وأشار الأبنودي إلى أن هذه المزايدة تأتي ضمن خطة شاملة لتعزيز الاستثمارات في قطاع التعدين، حيث ستساهم في زيادة فرص البحث والتنقيب عن الذهب والخامات الأخرى، مما يعزز من الإنتاج المحلي ويقلل من الاعتماد على الاستيراد.

وأضاف أن رئيس هيئة الثروة المعدنية أعلن أيضًا عن خطط لطرح ثلاث مزايدات عالمية سنويًا تشمل الذهب والخامات التعدينية، مما سيزيد من فرص الاستثمار ويعزز من قيمة الإنتاج المحلي.

تناول اللقاء أيضًا استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع التعدين، بالإضافة إلى التعديلات والإصلاحات التي تم تنفيذها لتهيئة بيئة أعمال محفزة للمستثمرين، وأوضح الأبنودي أن رئيس الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية أكد على أهمية هذه الإصلاحات في تسهيل إجراءات الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال في القطاع.

وشدد الأبنودي على أن مصر تمتلك أكثر من 74 خامة تعدينية، وتعمل وزارة البترول حاليًا على طرح الخامات الاستراتيجية للتصنيع بدلًا من تصديرها كمواد خام، مما يساهم في تعظيم القيمة المضافة وزيادة الإيرادات الوطنية.

أكد الأبنودي على أهمية مشاركة القطاع الخاص في استكشاف وإنتاج وتصنيع الخامات التعدينية، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يمنح القطاع وزنًا وثقة أكبر في السوق، ويعزز من مرونة التعامل مع التحديات الاقتصادية.

وأوضح أن القطاع الخاص يمتلك القدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير الخبرات والتكنولوجيا الحديثة التي تسهم في تطوير قطاع التعدين بشكل فعّال، وأضاف أن القطاع الخاص يلعب دورًا محوريًا في رفع نسبة مساهمة التعدين في الناتج القومي من حوالي 1% حاليًا إلى ما يتراوح بين 6% مستقبلًا، من خلال جذب المزيد من الاستثمارات وتطوير الإنتاج المحلي.

كما تطرق الأبنودي أيضًا إلى الإعلان الذي أصدره وزير البترول حول التوافق مع كبريات الشركات العالمية على نموذج اتفاق لاستغلال الذهب، مشيرًا إلى توقيع اتفاق بالأحرف الأولى مع شركة 'باريك جولد' الكندية، وهي ثاني أكبر شركة عالميًا في مجال تعدين الذهب، موضحًا أن هذا الاتفاق يعكس رغبة حقيقية من الشركات العالمية في الاستثمار في مصر، خاصة بعد التعديلات الإصلاحية التي أطلقتها الحكومة لتطوير منظومة قطاع التعدين.

وأكد الأبنودي أن تطوير قطاع التعدين يحظى باهتمام ومتابعة مباشرة من القيادة السياسية، بما في ذلك رئيس مجلس الوزراء، الذي يعمل على التكامل مع مختلف قطاعات الدولة لمعالجة التحديات والمعوقات التي تواجه القطاع، وأوضح أن هذا الاهتمام يساهم في دفع العمل بوتيرة سريعة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتهيئة بيئة استثمارية حاضنة، مما يعزز من جاذبية قطاع التعدين للمستثمرين.