اخبار مصر
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
في تقرير جديد، رصد الإعلام العبري قضية الطائرات المسيّرة التي 'تخترق' إسرائيل قادمة من مصر، معتبرة أن ذلك يشكل 'تهديدا أمنيا غير مسبوق'.
وفي تقرير لها، أشارت صحيفة 'معاريف' إلى أنه 'بعد أشهر من صرخات سكان التجمعات السكنية على الحدود المصرية، تجاوزت قضية الطائرات المسيرة حدود المجموعات المحلية ووصلت إلى العناوين الرئيسية. لكن على الأرض، لم يتغير شيء. يستمر الجسر الجوي لطائرات التهريب المسيرة بالتحليق يوميا فوق رؤوس السكان، ويلقي حمولات وشحنات أسلحة، ويهرب عائدا إلى سيناء'.
وأفادت 'معاريف' بأن مراسلها رافق منظمة 'رغافيم' ومنظمة 'الحارس الجديد' في أمسية روتينية على الحدود الغربية، لافتة إلى أنه 'أثناء الوقوف أمام السياج، سُمعت صرخات المزارعين المرافقين: 'ها هو قادم..'، بينما عبر ضوء وميض سريع السماء. يوثق السكان منذ أشهر الطائرات المسيرة المخترقة وهي تجلب الأسلحة والحيوانات من مصر إلى داخل النقب'.
وقال منش شموئيلي، مدير أنشطة 'رغافيم'، في تصريح له: 'اليوم، واقع المجال الجوي المفتوح على الحدود المصرية يعني عبور مئات الطائرات المسيرة يوميا من أراضي سيناء إلى النقب دون رقابة. هذا تهديد استراتيجي لدولة إسرائيل. الجيش لا يفعل ما يكفي لمنع ذلك. في الشمال نرى وجود أنظمة لمنع دخول الطائرات المسيرة إلى البلاد، وهنا لا يتم نشر هذه الأنظمة. يجب أن نفهم.. هذا تجاهل لهذا التهديد. إنه تهديد غير ملموس ومستقبلي ظاهريا، ولكن كمية الذخيرة المتدفقة هنا، هي أسلحة تدخل القرى البدوية وتغذي الجريمة'.
وقال يهودا قافاح، منسق الجنوب في 'رغافيم': 'إذا كان المهربون في الماضي بحاجة إلى الاقتراب ماديا من السياج – لنقل ما يريدون بواسطة سيارات جيب أو سيرا على الأقدام – يمكنهم اليوم الجلوس بعيداً عن الحدود وإدارة كل شيء عن بعد. يقومون بإنزال الطائرات المسيرة، وبسبب معرفة البدو القوية بالمنطقة، يصلون بسرعة بمركبات دفع رباعي سريعة، يجمعون البضاعة ويواصلون طريقهم. الجنود الممتازون هنا في الميدان يصلون متأخرين، لكن هذا ليس خطأهم – الوضع معقد للغاية'.
وحذر عيران دورون، رئيس المجلس الإقليمي 'رامات النقب' (هضبة النقب)، قائلا: 'إنها ظاهرة خطيرة تشكل تهديدا أمنياً فوق رؤوس السكان في منطقة فتحات نيتسانا. هذه ليست مشكلة محلية لرامات النقب، بل هي مشكلة وطنية. تُدخل الطائرات المسيرة كميات هائلة من الأسلحة إلى إسرائيل، وهذه الأسلحة تصل إلى منظمات إرهابية وكذلك إلى منظمات إجرامية. نتوقع من حكومة إسرائيل أن تغير نهجها وتتخذ إجراءات فورية على عدة مستويات: على المستوى العسكري – منع الاختراق، إغلاق الدائرة على من يستقبلون الطائرات المسيرة على الجانب الإسرائيلي، وتعزيز الاستيطان. هذه فرصة حقيقية لحكومة إسرائيل لتعزيز الاستيطان من خلال مضاعفة عدد السكان، مما سيؤثر على الأمن الغذائي وأمن الحدود الغربية لدولة إسرائيل'، على حد تعبيره.
وصرح أخيا هورفيتس، وهو عضو في 'الحارس الجديد'، بالقول: 'المواجهة ليست مسؤوليتنا، بل مسؤولية دولة إسرائيل بأكملها. لا أحد يعرف الأرقام، وهذه مشكلة بحد ذاتها.. كمية الأسلحة، كمية المخدرات.. عشرات الطائرات المسيرة يوميا. يمكن لمسيرة كهذه أن تحمل أربع رشاشات من طراز ماغ وستة عشر بندقية من طراز إم-16. الجيش الإسرائيلي يبذل قصارى جهده، وندعو الجيش الإسرائيلي والشاباك للتدخل في هذا الأمر. لا يمكن تجاهل ما يحدث هنا. يجب أن يكون حديث الساعة. نحن نرى ما ينشرونه على 'تيك توك'، يتباهون بعمليات التهريب السهلة'، حسب وصفه.
ووصف ناداف سويسا، مزارع من المنطقة، الواقع 'الصعب': 'عشرات الطائرات المسيرة تعبر يوميا. أنا شخصيا رأيت أربع أو خمس عمليات تهريب اليوم فقط. من المهم أن نقول إن الطائرة المسيرة ليست هي القصة، إنها الوسيلة الحالية. هناك عمليات تهريب مستمرة هنا منذ عشرات السنين. في الماضي كان يجب الوصول مادياً – اليوم الأمر أبسط. هناك سيطرة على هذه الحدود، وهي ليست للجيش الإسرائيلي. من يسيطر على هذه الحدود هم المهربون البدو. التصعيد يتعلق بمسألة الأسلحة، التي لم تُهرب بهذه الكمية في السابق كما اليوم. لا يوجد أحد بيني وبين الحدود. الـصهاينة الأكبر هم العمال التايلانديون الذين يعملون على الحدود'، وفقا له.
وأضاف مزارع من منطقة فتحات نيتسانا متحدثا عن 'واقع الخوف الشخصي': 'أعاني من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بسبب حادثة سابقة تسلل فيها بدوي إلى منزلي واعتدى على ابنتي البالغة من العمر عشر سنوات. ولهذا، فإن هذا الحادث هزني وهز المنطقة بأكملها هنا، ولهذا السبب هناك حساسية كبيرة تجاه كل ما يتعلق بالمهربين. هذا الخط الفاصل الذي ينهار فيه كل شيء.. غياب التنسيق بين السلطات، أسوار متهالكة تابعة للسلطات. لا يوجد استخبارات، لا توجد وسائل، وفي النهاية لا يوجد إنفاذ للقانون كما ينبغي. إنها أرض بلا قانون. بعد كل ما حدث في السابع من أكتوبر في غزة، أنا قلق جدا من تهريب الأسلحة، لأنني أعتقد أن هذا حدث أكبر بكثير مما يتحدثون عنه. اليوم، كمية الأسلحة هي بحجم كتائب بأكملها، وهذا السلاح يذهب إلى الإرهاب. أعتقد أن المنطقة بأكملها هنا يجب أن تكون معقمة (مغلقة). في اليوم الذي سينفجر فيه الأمر.. سيكون هائلا'.
هذا وأكد خبراء إسرائيليون في وقت سابق أن الحدود مع سيناء مفتوحة تماما وأن كميات هائلة من الأسلحة تعبر يوميا إلى إسرلئيل بواسطة طائرات مسيرة معتبرين أن الدولة العبرية تغمض عينيها أمام هذا الخطر.
المصدر: 'معاريف' + RT