الأصول المُجمَّدة.. الغرب يرد أموال روسيا "قذائف وصواريخ"

في خطوةٍ جديدةٍ من الدعم الأمريكي إلى أوكرانيا في الحرب الروسية المستمرة منذ فبراير 2022، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن تقديم 50 مليار دولار من أصول روسيا المجمدة لدفع تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا.

جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمرٍ صحفيِّ أمس الأربعاء، بمشاركة نظيريه الأوكراني أندريه سيبيها، والبريطاني ديفيد لامي، خلال زيارته الأخيرة إلى كييف.

وقال بلينكن: 'اتفقت الولايات المتحدة وشركاؤنا في مجموعة السبع على تقديم 50 مليار دولار من أصول روسيا المجمدة لدفع تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا والدفاع عنها'.

وأضاف: 'نحن نعمل على الوفاء بهذا الالتزام وتفعيله، وسنواصل نحن وحلفاؤنا فرض تكاليف على الدول التي تدعم آلة الحرب الروسية'.

الإعلان الأمريكي الأخير جدد مخاوف التصعيد بشأن استخدام أرباح الأصول الروسية المُجمَّدة لتقديم المساعدات إلى أوكرانيا، لا سيما بعد موافقة الاتحاد الأوروبي على قرارٍ بهذا الشأن منذ 4 أشهر.

وفي مايو الماضي،وافق الاتحاد الأوروبي رسميًا على استخدام أرباح أصول البنك المركزي الروسي المجمّدة لتسليح أوكرانيا، والتي تمثل حوالى 210 مليارات يورو في الاتحاد الأوروبي.

وقالت بلجيكا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن 'المجلس الأوروبي أكد اتفاقه لاستخدام الأرباح غير المتوقعة من أصول روسيا المجمّدة لدعم الدفاع عن النفس للجيش الأوكراني وإعادة الإعمار في سياق الحرب'.

وفي26 يوليو الماضي،أعلن الاتحاد الأوروبي، تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من أرباح الأصول الروسية المجمدة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في بيانٍ آنذاك: 'الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب أوكرانيا.. واليوم نقوم بتحويل 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية المجمدة إلى الدفاع وإعادة الإعمار في أوكرانيا'.

وفي وقتٍ سابق، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن الدفعة الأولى، من عائدات الأصول الروسية المجمّدة وقيمتها 1.4 مليار يورو، مخصّصة لتمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وفي 6 سبتمبر الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، أنها ستستخدم حصة قدرها 1.4 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية المجمدة لتمويل شراء المعدات العسكرية لأوكرانيا.

وأثار استخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا، غضب موسكو حيث وجّه الكرملين رسالة تحذيرية إلى الغرب، متوعدًا بردٍ قاسٍ على مثل هذا الإجراء.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن 'سرقة الأصول الروسية المجمّدة لدى الغرب سوف تمثّل أسوأ مسار قد تنتهجه أوروبا'، محذرًا:'سرقة أوروبا للأصول الروسية لن تمر من دون ردّ، ونبحث إمكانية الملاحقة القانونية للمتورطين في نهب أموالنا'.

بدورها قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن ردّ روسيا على تحويل عائدات الأصول الروسية لصالح أوكرانيا سيكون قاسيًا.

وأضافت في حديثٍ صحفيٍ سابق: 'حذَّرنا مرارًا وتكرارًا من أننا سنردّ بشدة، وسنتصرف بما يخدم المصلحة الوطنية، وسوف يشعرون بذلك'.