اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٧ حزيران ٢٠٢٥
قال الدكتور أحمد يوسف، المفكر السياسي وأستاذ العلاقات الدولية بالجامعات الفرنسية، إن التقرير الفرنسي الصادر مؤخرا حول محاولات جماعة الإخوان المسلمين تغيير هوية المجتمع الفرنسي جاء في توقيت بالغ الدلالة.
وقال يوسف في مداخلة مع برنامج 'الحياة اليوم' المذاع على قناة 'الحياة': 'التقرير أعده اثنان من الشخصيات الرفيعة أحدهما مدير أمن فرنسي معروف، والآخر سفير سابق لفرنسا في دول عربية، منها السعودية والجزائر وكلاهما على دراية عميقة بما يجري داخل فرنسا، ويعكسان وجهة نظر نابعة من المطبخ السياسي والأمني الفرنسي'.
وأضاف: 'وزير الداخلية الفرنسي الحالي الذي يتمتع بنفوذ قوي، يعتبر جماعة الإخوان تهديدا وجوديا لفرنسا والوزير كان طوال حياته السياسية، وخاصة أثناء وجوده في المعارضة، من أبرز المنتقدين لتساهل الحكومات الفرنسية المتعاقبة مع تيارات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان المسلمين'.
وتابع: 'وزير الخارجية الفرنسي ينظر إلى الإخوان باعتبارهم الخطر الرئيسي الذي يهدد فرنسا، ويتجه الآن لتحويل هذا الملف إلى قضية قومية، خاصة مع كونه مرشحًا محتملا في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة عام 2027'.
وواصل: 'من المتوقع أن يجعل هذا الملف في قلب برنامجه الانتخابي، ويستخدمه كرمح سياسي ضد الأحزاب التي كانت متهاونة في التعامل مع الإخوان لعقود طويلة'.
وشدد المفكر السياسي على أن الخطر لم يعد فقط في استضافة شخصيات من جماعة الإخوان الفارين من بلدانهم، بل إن المشكلة الأكبر اليوم هي في الداخل الفرنسي نفسه، حيث إن الكثير من أبناء الجاليات العربية والأفريقية، الذين ولدوا ونشأوا في فرنسا، أصبحوا أهدافا سهلة لأفكار جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان المسلمون.
وأكد يوسف أن التحدي الأكبر للحكومة الفرنسية الآن لا يكمن في التعامل مع وافدين جدد، بل في مواجهة تهديد داخلي متجذر، يهدد البنية الاجتماعية والثقافية للجمهورية الفرنسية، مضيفا أن فرنسا بدأت تدرك أن هناك تحولات خطيرة تجري داخل نسيجها الوطني.