اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٢٣ كانون الثاني ٢٠٢٥
أصدر رئيس جامعة الأزهر قرارًا رقم (94) لعام 2025، يقضي بتكليف نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث بالإشراف على لجان تعريب المقررات الدراسية لطلاب كليات الطب البشري والصيدلة.
تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز اللغة العربية في التعليم الطبي، لكن القرار أثار ردود فعل متباينة بين الأكاديميين والخبراء.
يقضي القرار بتشكيل لجان نوعية متخصصة من ذوي الخبرة لتعريب المقررات الدراسية. ويهدف إلى جعل المواد العلمية أقرب للطلاب الناطقين بالعربية، ما يعزز من استيعابهم ويتيح فرصة التعليم بلغتهم الأم.
عبّر الدكتور حسين مصطفى موسى، عميد معهد الأورام الأسبق بجامعة القاهرة، عن مخاوفه بشأن تنفيذ القرار.
أشار إلى أن الطب عالميًا يتم تدريسه باللغة الإنجليزية، ما يجعل متابعة الأبحاث العلمية الدولية تحديًا في حال تم تعريب المقررات.
كما حذّر من نتائج تجربة سابقة في سوريا لم تحقق النجاح المتوقع، ما يستدعي التروي قبل تطبيق هذه الخطوة في مصر.
من جهة أخرى، أكد الدكتور إمام واكد، استشاري أمراض الكبد، أن الحكم على القرار لا يمكن إلا بعد التجربة.
لكنه أشار إلى أهمية أن يكون الطلاب على دراية كافية باللغة الإنجليزية لمواكبة الأبحاث العالمية. وأضاف أن التجربة السورية ما زالت مستمرة رغم التحديات التي تواجهها.
بدأت سوريا تجربة تعريب التعليم الطبي منذ عام 1923، وحققت نجاحات في البدايات. لكن التحديات ظهرت لاحقًا مع تصاعد أهمية الإنجليزية في النشر العلمي.
ووفقًا لتصنيف «ويبوماتريكس» لعام 2024، جاءت جامعة دمشق في المرتبة 124 عربيًا و2883 عالميًا، مما يبرز تأثير التحديات اللغوية على التصنيفات الأكاديمية.
رغم الانتقادات والمخاوف، فإن قرار جامعة الأزهر يُعد خطوة جريئة نحو تعزيز التعليم باللغة العربية.
ومع ذلك، تتطلب هذه الخطوة مراقبة مستمرة وتهيئة بيئة أكاديمية مناسبة لضمان تحقيق التوازن بين تعزيز الهوية اللغوية والمحافظة على قدرة الطلاب على الاستفادة من الأبحاث والمستجدات العلمية العالمية.