اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٣٠ كانون الثاني ٢٠٢٥
شهدت قاعة الصالون الثقافي في معرض الكتاب نقاشًا فلسفيًا عميقًا حول العلاقة بين المجتمع الرقمي والعلم والتفكير، في ندوة بعنوان 'المجتمع الرقمي.. هل العلم يفكر؟'، التي أدارها الفيلسوف أشرف منصور، وشارك فيها الفيلسوف المغربي محمد الشيخ، والباحث المغربي المهدي مستقيم، والأديبة السعودية آمنة بوخمسين.
التفكير العلمي في مقابل التفكير الفلسفي
من جانبه، أكد أشرف منصور أن هناك فارقًا جوهريًا بين اكتشاف الحقائق العلمية والتفكير العلمي. فالعلم الذي لا يفكر هو ذاك الذي يُطبق عمليًا دون أن يدوَّن في معادلات أو قوانين، مثلما حدث مع الحضارات القديمة التي تمكنت من تحقيق إنجازات هندسية ضخمة دون أن تترك لنا معادلاتها العلمية. لكنه شدد على أن مصيرنا أصبح أكثر ارتباطًا بالعلم الأداتي والحسابي، الذي يحكم التطور الرقمي المعاصر.
التقنية.. هل تحكم الفكر؟
أما المهدي مستقيم، فقد تناول مسألة التفكير في سياقها المعاصر، مشيرًا إلى أن المشكلة ليست في قدرة الإنسان على التفكير، بل في تحديد الشيء الجدير بالتفكير فيه. وأضاف أن التقنية أصبحت ماهية التفكير ذاته، إذ لم نعد نفكر خارج الإطار الذي تحدده لنا الأدوات الرقمية، وهو ما يعكس استلاب الفكر البشري أمام سرعة التطور التقني.
الفلسفة والأخلاق في عصر الذكاء الاصطناعي
اختتمت آمنة بوخمسين النقاش بطرح تساؤلات أخلاقية عميقة حول العلم في العصر الرقمي، مؤكدة أن العلم، إذا لم يخضع للتفكير الفلسفي، قد يتحول إلى أيديولوجيا صارمة تُستخدم لأغراض الهيمنة والصراع بدلًا من أن تكون أداة لخدمة الإنسانية. وأضافت أن الذكاء الاصطناعي بات يشكل تحديًا جوهريًا، إذ يهدد بإخراج العلم من يد الإنسان، ما يستدعي إعادة صياغة نظريات فلسفية أخلاقية تتناسب مع المستجدات التكنولوجية.
اتفق المشاركون على أن الواقع الرقمي بات معقدًا لدرجة تستلزم تفكيرًا مركبًا يتجاوز الرؤى التقليدية، فالعالم لم يعد ينقسم إلى نخبة وجمهور، بل إلى حقول معرفية متداخلة تحتاج إلى وعي فلسفي أعمق، يوازن بين التطور التقني والمسئولية الأخلاقية، لضمان ألا يصبح العلم مجرد أداة حسابية، بل وسيلة لفهم أعمق للحياة والإنسانية.